الاعتداء الجنسى على الأطفال قضية تثير الجدل فى دول كثيرة من العالم، لما لها من آثار بالغة السوء على المجتمع، ناهيك عن الآثار العاطفية المدمرة على الأطفال أنفسهم الذين يتعرضون لهذا الاعتداء. ورغم خطورته، إلا أن التحرش الجنسى بالأطفال وولع بعض الكبار والمراهقين بهم انتشر فى الكثير من الدول التى تتضمن الولاياتالمتحدةالأمريكيةوبريطانيا بل والفاتيكان، الذى أعلن البابا فرانسيس الثانى أن هناك ما يقرب من 20% من القساوسة مولعين بممارسة الجنس مع الأطفال مشبها ذلك بمرض الجذام الذى أصاب رجالا المفترض أنهم يقومون على تعاليم دينيهم ويعلمون أتباعهم الدين والفضيلة والقيم. ديزنى ونقلت صحيفة إيه بى سى الإسبانية تحقيقا أجرته قناة سى. إن. إن، كشفت أنه على مدى ستة أشهر قبض على العشرات من موظفى ديزنى وسلسلة المنتجعات العائلية التابعة لها فى السنوات الثمانى الأخيرة بتهمة الاعتداء على الأطفال. وتم توقيف ما لا يقل عن 35 موظفا – بمن فيهم حراس وعمال صيانة وممثلين وناطور- منذ العام 2006 بتهمة الجرائم الجنسية التى تطول الأطفال أو محاولة الالتقاء بقاصر بغية إقامة علاقات جنسية أو الحيازة على مواد إباحية للأطفال. كما تم توقيف خمسة موظفين من يونيفرسال ستوديوز واستدعاء 32 موظفا فى حين لا تزال القضايا الأخرى معلقة، وأشارت تقارير الشرطة إلى أن حادثتَين ضمتا حيازة على مواد إباحية للأطفال على أراضى تابعة لديزنى قد سجلتا فى الآونة الأخيرة. وأوقف المحققون رجالا وهم آتون لملاقاة أطفال اعتقدوا أنهم على تواصلٍ معهم فى حين كانوا يتواصلون حقيقةً مع محققين متخفين. وقال عميد مقاطعة بولك جرادى جود إنه "فى كل مكان تجدون فيه أطفال، توقعوا تواجد من يرغب بالاعتداء عليهم جنسيا". وتضم ديزنى 70 ألف موظف وأفاد المتحدث باسم الشركة جاك والر فى بيان لسى. إن. إن بأن "تأمين بيئة آمنة للأطفال والعائلات لمسئولية كبيرة نأخذها على محمل الجد، قائلا، نحن نتخذ إجراءات عديدة فى هذا المجال بما فى ذلك التدقيق قبل التوظيف ومتابعة خلفية الموظفين الجنائية ورصد الحواسيب وغيرها، كما أشار المتحدث باسم يونيفرسال ستوديوز توم سكرودر فى بيان إلى "أننا لا نتسامح أبدا مع هذا النوع من النشاطات ونحن نحاول معالجتها فورا وبشكل مستمر، وتعتمد شركة ديزنى إجراءات محددة للتدقيق فى خلفية جميع المتقدمين للعمل لديها وذلك كجزء أساسى من عملية التوظيف" وأضاف: "إن سلامة موظفينا أولوية بالنسبة إلينا" مشيرا الى أن للشركة "سياسات وإجراءات تعتمدها عند الضرورة." المكسيك وقالت صحيفة كوفيدينسيال الإسبانية، إن أيضا من الدول التى تعتبر من أكبر الدول التى يوجد فيها استغلال جنسى ضد الأطفال المكسيك، حيث أعلنت السلطات المكسيكية الثلاثاء الماضى بأنها قامت بمداهمة ملجأ سىء السمعة يشتبه بتعرض 458 طفلا استغلوا جنسيا فيه، وقالت الحكومة، إن الملجأ كان يضم 278 فتى و174 فتاة و6 أطفال لا تتعدى أعمارهم ال 3 سنوات، إلى جانب 138 شخصا بالغا تصل أعمارهم إلى 40 عاما. قالت المكسيك، إنها أنقذت 458 طفلا من ملجأ موبوء لأطفال الشوارع يعتقد أن بعضهم تعرض لاعتداءات جنسية، وأعلن مكتب المدعى العام أن السلطات داهمت منزلا يطلق عليه اسم منزل "العائلة الكبرى" فى مدينة سامورا بغرب البلاد بعد تلقى ما لا يقل عن 50 شكوى من القائمين عليه، وقال مسئولو الحكومة فى مؤتمر صحفى إن الملجأ تديره روسا فردوسكو التى تحقق معها السلطات الآن، وقالت الحكومة إن الملجأ كان يضم 278 فتى و174 فتاة وستة أطفال لا تتعدى أعمارهم الثالثة إلى جانب 138 شخصا بالغا تصل أعمارهم إلى 40 عاما. وتأسس منزل العائلة الكبرى عام 1947 ويقول فى صفحته على فيسبوك أنه يرعى أطفال الشوارع وأنه يمول نشاطه من التبرعات الخيرية ومن تبرعات الشركات والحكومة. الفاتيكان أما المفاجأة الكبرى فنشرتها قناة "أر تى فى" على صفحاتها الإلكترونية والتى تتمثل فى اعتراف بابا الفاتيكان فرنسيس الأول فى حواره مع صحيفة لا ريبوبليكا الإيطالية حول نسبة القساوسة المولعين بممارسة الجنس مع الأطفال والتى حددها ب 20%، وأن المسألة وصلت إلى حد الهوس والولع، وشبهه بمرض الجذام الذى أصاب رجالا المفترض أنهم يقومون على تعاليم دينيهم ويعلمون أتباعهم الدين والفضيلة والقيم، فإذا هم يرتكبون جرائم فى حق أطفال صغار داخل دورهم فى الكنيسة أو فى غرف الاعتراف والتوبة التى يخلو فيها القساوسة مع مرتكب الخطيئة رجلا كان أو امرأة. وهذه القضية جزء من حالات الاعتداء الجنسى الكاثوليكية وهى سلسلة من الدعاوى القضائية، والملاحقات الجنائية والفضائح المتصلة بالاعتداءات الجنسية التى ارتكبها كهنة كاثوليك وأعضاء فى النظام الدينى من الرهبان، وكلاهما تحت السيطرة الأبرشية والأوامر تصدر منهم لهذه المؤسسات برعاية المرضى أو تعليم الأطفال، ومن أهم البلدان التى تحدث فيها تلك الجرائم الولاياتالمتحدةالأمريكية وبلجيكا وكندا وإيرلندا. ووجهت لجنة الأممالمتحدة لمكافحة التعذيب انتقادات لاذعة للفاتيكان بخصوص تورط كهنته فى اعتداءات جنسية على أطفال، وطالبت بتأسيس منظومة دائمة للتحقيق بهدف وضع حد "لمناخ الحصانة" الذى تتمتع به الكنيسة الكاثوليكية، وطرحت اللجنة أسئلة كثيرة على وفد الفاتيكان فى جلسة عقدت بجنيف تناولت القرارات السابقة بخصوص هذا الموضوع، والفروقات القضائية بين الكرسى البابوى ومدينة الفاتيكان، مع مطالب بتقديم معلومات عن حالات بعينها. وأعلن الفاتيكان من جهته أنه سيقدم ردوده الرسمية على هذه الأسئلة، مبينا أن الكنيسة تتخذ منذ عشر سنوات "إجراءات خاصة بها" لتطهير المؤسسة، موضحا أنه متمسك بحماية الأطفال وأن الإجراءات التى طبقت أدت إلى تراجع حالات الانتهاكات الجنسية التى ارتكبها الكهنة فى حق الأطفال. وقال جورج توجوشى، أحد أعضاء لجنة الأممالمتحدة إن اللجنة الدولية الخاصة التى تشكلت فى الآونة الأخيرة لإسداء النصح للبابا فرانسيسكو بشأن كيفية التعامل مع الانتهاكات أمر إيجابى، إلا أنها ليست كافية، وأكد لوفد الفاتيكان الذى يرأسه كبير الأساقفة سيلفانو توماسى أن تشكيل تلك اللجنة لا يمكن أن يعتبر بديلا عن "منظومة تحقيق فعالة". وكانت لجنة تابعة للأمم المتحدة معنية بحقوق الطفل اتهمت الفاتيكان فى فبراير الماضى بأنه يغض الطرف بشكل منهجى عن عقود من الانتهاكات، ويحاول التستر على الجرائم الجنسية، وهو الاتهام الذى وصفه الفاتيكان بأنه يفتقر إلى النزاهة ويشوبه انحراف فكرى. بريطانيا وقالت صحيفة الموندو الإسبانية، إن أيضا من الدول التى يبرز فيها مؤخرا قضايا الاعتداء الجنسى على الأطفال، بريطانيا حيث قبضت السلطات البريطانية على أكثر من 660 شخصا فى إطار تحقيق استمر 6 أشهر لملاحقة أشخاص يشتبه فى اطلاعهم على صور اعتداءات جنسية على أطفال فى الإنترنت، وقالت الوكالة الوطنية لمكافحة الجريمة إن 660 شخصا قبض عليهم بينهم أطباء ومعلمون وقادة كشافة وعاملون فى الرعاية وضباط شرطة سابقون. كما أن التحقيق تمكن من حماية 400 طفل من الاعتداءات الجنسية المحتملة، وتم القبض فى مختلف مناطق بريطانيا، وأغلب المقبوض عليهم لم تكن لهم سوابق مسجلة لدى الشرطة، حيث إن 39 من المقبوض عليهم سبقت إدانتهم بالاعتداء الجنسى. وقالت كلير ليلى مسئولة هيئة سلامة الأطفال على الإنترنت إن هذه العملية أنقذت أطفالا من الاعتداءات الجنسية، مضيفة أنه "على صناعة الإنترنت أن تبتكر وسائل لحجب مثل هذه الصور البشعة، والتى تؤخذ على حساب معاناة الأطفال العزل، بعضهم لم يصل سن الذهاب إلى المدرسة". إسبانيا ووفقا لصحيفة إيه بى سى الإسبانية، فإنه فى إسبانيا الاعتداء الجنسى على الأطفال يؤثر على ما بين 15 و 20 % من الأطفال فى البلد الأوروبية، خاصة الفتيات منهم وعلى الرغم من أنها تعد مشكلة اجتماعية كبرى إلا أنها سرية و2% فقط يقوموا بالإبلاغ عن مثل هذه الجرائم. أما صحيفة الباييس فقالت، إن من أشهر قضايا الاعتداء الجنسى على الأطفال كان طبيب الأطفال المعروف باسم دانيل الذى قام بارتكاب جرائم فى حق 10 أطفال وتم اعتقاله فى ألماريا ومن ثم تم ترحيله إلى بلده الأصلى كولومبيا لتحكم المحكمة العليا فى كولومبيا بسجنه 9 سنوات. وأشارت الصحيفة إلى أنه أيضا من بين القضايا المشهورة فى استغلال الأطفال كان اعتقال رياضى إسبانى مشهور ولكنه كان مقيما فى المغرب، وتورط الملاكم الإسبانى فى قضايا اعتداءات جنسية لأطفال بالمغرب وإسبانيا بعد أسابيع قليلة من فضيحة "دانييل" التى أججت غضب الرأى العام الوطنى من إطلاق سراحه. موضوعات متعلقة.. اغتصاب طفلة تبلغ من العمر 6 سنوات داخل مدرسة بالهند تفاصيل محاكمة إخوانى لاتهامه باغتصاب طفل بالشرقية بسبب "تسلم الأيادى".. المتهم بعد الحكم بسجنه 15 عاما: "حسبى الله ونعم الوكيل.. أنا برىء وأخلاقى متسمحش بكده".. وأسرة الضحية تتغيب لإجراء جراحة للطفل