بعد الانتهاكات المتكررة، والممارسات الجنسية التى يقوم بها عدد من رجال الدين بحق الأطفال، وبعد مطالبة الاممالمتحدة الفاتيكان، بتقديم إيضاحات حول التدابير المتخذة لمكافحة التحرش بالاطفال، أصدرت الأممالمتحدة اليوم، تقريراً شديد اللهجة، اعتبرت فيه أن الفاتيكان "ينتهك معاهدة حقوق الطفل فى قضايا الاعتداء الجنسي". فيما إكتفى الفاتيكان بالردّ فى بيان أن "الكرسى الرسولى أخذ علما بالخلاصات النهائية" وسيدرسها "بتمعن". وشدد البابا فرنسيس على شعوره ب"العار" حيال فضائح الكنيسة المتكررة. والسجال بين الطرفين حول هذه المسألة، ليس الأول، إذ لطالما دعت الأممالمتحدة إلى ضرورة اتخاذ إجراءات صارمة بحق الكهنة والقساوسة الذين يعتدون على الأطفال بحجة الدين. فى حين أعلن الفاتيكان الشهر الماضى أنه "حمل 400 كاهن على ترك الحياة الكهنوتية بعد فضيحة التحرش الجنسى بأطفال من قبل أفراد فى الأكليروس الكاثوليكى". ومع ذلك يبقى هذه التدابير غير كافية، لا سيما وأنه تم الابلاغ عن كاهن بريطانى يدعى بيدى والش (58 عاماً)، منذ أسبوعين، لاعتدائه على 8 أطفال. وفى هذا الإطار، أعلنت رئيسة لجنة حقوق الطفل لدى الأممالمتحدة كيرستن ساندبرغ للصحافيين أن المسئولين الكنسيين فرضوا "ميثاق صمت" على رجال الدين لمنعهم من إبلاغ الشرطة بالانتهاكات ونقلوا المعتدين من أبرشية لأخرى "فى محاولة للتستر على هذه الجرائم". وأضافت فى التقرير أن الفاتيكان ينبغى أن يسلم الآن سجلات الأدلة التى تثبت الاعتداء الجنسى على عشرات الآلاف من الأطفال من أجل محاسبة الجناة وكذلك "أولئك الذين أخفوا جرائمهم". وأشارت اللجنة إلى إن الكنيسة الكاثوليكية لم تتخذ بعد إجراءات للحيلولة دون تكرار حالات اعتداء كتلك التى حدثت فى ايرلندا عندما أجبرت فتيات على العمل فى مؤسسات دينية دون مقابل فى ظروف أشبه بالسخرة. ولفت التقرير إلى إن لجنة شكلها البابا فرنسيس فى ديسمبر، ينبغى أن تحقق فى جميع حالات الاعتداء الجنسى على الأطفال "وكذلك كيفية تصرف الهيئة الكاثوليكية حيالها". وقالت اللجنة: "بسبب قاعدة الصمت المفروضة على جميع أفراد رجال الدين الذين يقعون تحت طائلة الطرد من الكنيسة نادرا ما يجرى إبلاغ السلطات بحالات الاعتداء الجنسى على الأطفال فى الدول التى تقع بها مثل هذه الجرائم". من جهته، أعلن الفاتيكان أنه "أخذ علماً" بالانتقادات شديدة اللهجة، مستنكراً "محاولة التدخل" فى موقف الكنيسة حول الإجهاض. وانتقد فى الوقت نفسه "محاولة التدخل فى تعاليم الكنيسة المتعلقة بكرامة الإنسان وممارسة الحرية الدينية" فى إشارة إلى انتقادات لجنة حقوق الطفل لمواقف الفاتيكان حول الإجهاض ومنع الحمل، وأكد الفاتيكان التزامه "بالدفاع عن حقوق الطفل وحمايتها". ويأتى تقرير الأممالمتحدة الحاد فى أعقاب استجواب علنى لمسئولين فى الفاتيكان الشهر الماضى. يذكر أن البابا بنديكتوس السادس عشر، الذى استقال العام الماضى من منصبه لتقدمه فى السن، أصدر توصيات بعدم التساهل إطلاقا مع الكهنة المتهمين بالتحرش الجنسى بأطفال وأقر الفاتيكان بأنه تلقى من الإبرشيات المحلية آلاف التقارير تفيد عن حصول هذه التجاوزات.