قال الدكتور محمد حلمى جريش أستاذ علوم المياه بكلية العلوم جامعة قناة السويس إن محور قناة السويس به عدد من الفوالق الإقليمية، والتى ينتج عنها وجود بعض مراكز للهزات الزلزالية متوسطة القوة النشطة فى بعض الأماكن، مما يتطلب إجراء دراسات جيوفيزيائية دقيقة للأماكن المقترحة لإنشاء الأنفاق لتجنب هذه المخاطر على جسم الأنفاق والبنية التحتية للإنشاءات السكنية والصناعية بالمنطقة. وأضاف جريش، خلال كلمته التى ألقاها فى ندوة نظمتها كلية العلوم بجامعة قناة السويس بالإسماعيلية تحت عنوان "بالعلم.. بالشباب.. نحمى قناتنا" مساء الاثنين، أن منطقة محور قناة السويس يتعرض لارتفاع مناسيب المياه الجوفية نتيجة للتوسع الزراعى حول القناة وعدم كفاية المصارف الزراعية الموجودة بالمنطقة، مطالبا بضرورة تقليل مناسيب المياه الجوفية المتزايدة عن طريق الصرف المغطى مع وجوب الاستفادة من مياه الصرف الزراعى التى يتم صرفها حاليا لقناة السويس بكميات كبيرة (نحو 2 مليار متر مكعب سنويا) والتى تتميز أيضا بملوحة منخفضة إلى متوسطة فى رى أراض جديدة بجهة الشرق وحتى مناسيب 40 مترا فوق سطح البحر إذا ما تم خلطها بنسب متفاوتة مع مياه النيل المنقولة والمياه الجوفية بالمنطقة والحفاظ عليها من التلوث الصناعى والآدمى. وأكد أن الموارد المائية بالمنطقة بها أحمال عضوية عالية مما يؤثر على تنقية مياه الشرب وبناء عليه يوصى باستخدام تقنيات الترشيح متعدد المراحل مع حماية موارد المصدر من الملوثات. وأشار إلى أنه نظرا للجو المعتدل لشاطئ البحيرات المرة الشرقى المواجه للرياح الشمالية الغربية المعتدلة ونقاء المياه وخلوها من التلوث مع ضحالة أعماقها وغطائها الرملى النقى يمكن أن تقام على هذه الشواطئ منتجعات سياحية ذات مستويات راقية. وقال جريش إنه نظرا لأهمية المشروعات التى ستقام على قناة السويس الجديدة وحرصا على إنجاحها فإن الأمر يتطلب إعداد مزيد من الدراسات لتقديم الوضع الجيوبيئى للمنطقة وتحديد الوحدات الصخرية والملحية والطباقية الأحفورية وكذا التراكيب الجيولوجية على جانبى القناة. كما طالب جريش بضرورة إجراء قياسات جيوفزيائية (مغناطيسية وكهربائية) موازية لمجرى القناة الجديدة بغرض تحديد التراكيب الجيولوجية (الفوالق الأرضية) لتحديد أفضل الأماكن المقترحة لإنشاء الأنفاق أسفل المجرى الملاحى. وطالب بضرورة رصد إشعاعى للرواسب الطبيعية بالمجرى الجديد ومحتوى العناصر المشعة لتكون مرجعا لأى نشاط انبعاثى جديد يطرأ كنتيجة لإلقاء مخلفات إشعاعية أو صلبة مستقبلا لسهولة تتبعها والكشف المبكر عنها. وأشار إلى ضرورة عمل دراسة البيئات الترسيبية والمناخية القديمة من خلال فحص السحنات الرسوبية وتحديد مسارات الأنهار القديمة المدفونة على امتداد قطاع الحفر، بالإضافة إلى فحص خزانات المياه الجوفية حول وبطول المجرى الجديدة لمعرفة وتحديد نوعيتها ومعدلات التدفق ومدى تأثير ذلك على القناة وكيفية الاستفادة منها فى مشروعات التنمية. وطالب جريش بعمل توثيق لمخرجات المشروع وكذلك جميع العينات والمخرجات البيانية والخرائط وعمل أرشيف متحفى بها. موضوعات متعلقة: كامل الوزيرى: الانتهاء من مجموعة أنفاق قناة السويس خلال 22 شهرًا