لم تنتهى مشكلة المياه الجوفية فى أسوان ومعها مازالت معاناة مئات الأسر مستمرة من أقصى شمال المحافظة وبالتحديد قرية وادى الصعايدة فى أدفو حيث غرقت عدة مئات من الأفدنة نتيجة ارتفاع منسوب المياه الجوفية بل وحولتها إلى أرض ملحية وامتدت إلى داخل البيوت وأغرقتها ، ولم يكن الحال مختلف عن سابقه ففي مدينة أسوان مازال المشكلة قائمة فى أكثر من منطقة سكنية بل أن الموتى لم يسلموا من تبعات المخزون الجوفي الذى أغرق المقابر، وهناك عدد من المساجد التي امتلأت بالمياه الجوفية ومنها مسجد الحسن بالسيل الجديد الذى ينذر بوقوع كارثة قد تودى بحياة مئات المصلين الذين يترددون عليه لأداء الصلوات والمسئولين مازالوا فى سبات عميق . ويقول الدكتور سيد عبدة عميد كلية العلوم بأسوان أن منسوب المياه الجوفية فى مدينة أسوان فى ارتفاع مستمر خاصة في مناطق الشلال وكيما والسيل وخور عواضة وبركة الدماس وطريق السادات نتيجة توقف حوالى 60 بئرا فى الشلال عن الضخ الذى كانت تقوم به شركة مياه الشرب والصرف الصحي ، خاصة بعد إنشاء محطة مياه جبل شيشة حيث بدأ يحدث تخزين للمياه ولا يقابلها تصريف. وأضاف: لقد قمت بعمل دراسة مع بعض الأساتذة بكلية العلوم بأسوان لحساب محافظة أسوان وتبين أن عدم تبطين المفرخ السمكي في منطقة الشلال إضافة إلى وجود منطقة زراعية في الشلال والتي تعتمد على الغمر فى عملية الزراعة ساعد فى ارتفاع منسوب المياه الجوفية . وأكد عميد كلية العلوم أن المصدر الأساسي لهذه المياه يرجع إلى منطقة الحبس المحصورة بين السد العالي وخزان أسوان ، وهناك بحيرة من المياه وسط فوالق من الصخور التي ساعدت على وجود اتصال بينها وبين الخزان الجوفي الموجود بالمنطقة فطريقى السماد والخزان كانا يمثلان مجارى فى العصور الجيولوجية القديمة والراسب الموجودة قام بترسيبها نهر النيل وهى عبارة عن رمال وزلط تؤدى بسهولة إلى تسرب مياه بصفة مستمرة وأن الخزان الجوفي ينتمى جيولوجيا للعصر الرباعي حيث أن وجود هذه الرواسب يمرر المياه بسرعة كبيرة . وعن إيجاد الحلول لهذه المشكلة قال الدكتور سيد عبدة أن هناك توصيات تتعلق بالتغلب على هذه المشكلة وهو إعادة ضخ المياه من الآبار فى الشلال وشركة كيما ثم ترفع للمناطق الصحراوية فى الغابة الشجرية بمنطقة العلاقي وتم دعم المحافظة بمبلغ 20 مليون جنيه مقدمه من وزارة البيئة بهذا الخصوص. وعرض عميد كلية العلوم مشكلة خطيرة تتعلق بصحة المواطنين حيث ذكر أن الأحواض التي تم إنشائها في منطقة العلاقي لاستقبال مياه مصرف السيل والتي تبلغ حوالى 45 ألف متر مكعب وتخزينها لمدة عام ومتروكه للتبخير والتسرب قد قوبل بمعارضه من جهاز شئون البيئة بأسوان لأن تلك الأحواض غير مبطنه وبالتالي ستسمح بمرور تلك المياه للخزان الجوفي بالمنطقة المعروف عنها جيولوجيا بأنها مشرحة وبها فوالق ويمكن للمياه أن تتسرب بسهولة وسوف تشكل خطورة على المنطقة بكاملها من ناحية التلوث خاصة على أبناء العبابدة والبشارية الذين يعتمدون على على المياه الجوفية فى الشرب والزراعة ورعى الغنم والأبل ، ولابد من عمل دراسة للمنطقة بأسرها من الناحية الجيولوجية . ومن جانبه أكد الدكتور محمود على حسين رئيس جهاز شئون البيئة بجنوب الصعيد أن مشروع تحويل أحمال الصرف الصحى من مصرف السيل إلى منطقة العلاقى بأسوان والذى تم دعمه من وزارة شئون البيئة بمبلغ 20 مليون جنيه والذى سيعمل على التخلص من أكبر بؤرة تلوث فى مصر حيث سينتهى معه التوقف عن استقبال مياه النيل لحوالى 70 ألف متر مكعب من مياه الصرف الصحى ، ومع ذلك فإن هناك ثغرة ستساعد فى خلق بؤرة تلوث جديدة تهدد صحة الألاف إن لم يتم تدراكها وتتمثل فى أن أعمال إنشاء أحواض التبخير وحوض التجميع الرئيسى والترعة الرئيسية لا تتضمن عمليات تبطين وعزل قاع الأحواض عن طبقات التربة ، وبالتالى فإننا نرى أن ذلك قد يمثل تأثيرا على خزان المياه الجوفية . واضاف رئيس جهاز شئون البيئة أنه تم الاتصال بالمكتب الاستشارى للمشروع وأفاد أن أحواض التبخير الأولية بمساحة 260 فدان ستساهم فى حل مؤقت لمشكلة الصرف على نهر النيل حيث يتم فيها تجهيز التربة الزراعية من خلال تغذيتها بمياه الصرف لمدة عام ثم يتم تجهيز وتسوية 750فدان إضافية لإنشاء غابة شجرية تستوعب الصرف فى عملية الزراعة دون اللجوء للتبخير . وشدد حسين على أن المكتب الاستشارى أفاد أنه لا توجد دراسات علمية تفيد بقدرة طبقات التربة بالمنطقة على حماية خزان المياه الجوفية من التسريبات السطحية ، ولا توجد أيضاَ دراسة تقييم لأثر للمشروع . فيما أكد اللواء مصطفي السيد محافظ أسوان أن مشكلة انتشار المياه الجوفية ببعض المناطق داخل مدينة أسوان تقع في مقدمة أولويات العمل التنفيذي حيث من المزمع ضخ المياه الناتجة من آبار الشلال والتي تسببت في هذه المشكلة ضمن شبكة مياه المدينة أو يتم ضخها إلي مصنع كيما الجديد وذلك بعد التأكد من خلوها من أي ملوثات حيث جاري إنهاء مشروع الصرف الصحي بمنطقة الشلال بتكلفة 20 مليون جنية والذي يضم إنشاء عدد 2 محطة رفع صرف صحي وشبكات رئيسية تربطها بمحطة 13 بكيما ، موضحاً بأنه تم وضع حلول عاجلة لظاهرة طفح الصرف الصحي المتكررة بطريق السادات أمام مستشفي التأمين الصحي من خلال تحجيم الصرف المتدفق من منطقة نجع المحطة ، وجاري إدراج الحل الجذري ضمن خطط الهيئة القومية بتكلفة تقديرية 11 مليون جنيه.