من منطلق الحرص علي مستقبل حي المحمودية ومنطقة الشلال بأسوان, التي يسكنها آلاف البشر, نضع هذه المأساة أمام المسئولين, فهناك علي بعد أمتار قليلة جنوب مصنع كيما العملاق للأسمدة, يوجد محجر للرمال من أكبر المحاجر في المحافظة علي الاطلاق, الا أنه تم اغلاقه بفرمان من القوات المسلحة لخطورته منذ سنوات, وفي العامين الأخيرين تحول المحجر الي بركة من المياه الجوفية وسرعان ما اصبحت بحيرة, خاصة بعد توقف الآبار الجوفية بالشلال واغلاقها بسبب التلوث. ولأن الأمر جد وخطير, بعد أن باتت هذه المياه تهدد طريق الشلال المحمودية والعمارات السكنية بالحي, بالإضافة الي مصنع كيما بالانهيار, نضع هذه القنبلة الموقوتة أمام المسئولين قبل أن تتسبب في كارثة. في البداية يقول أحمد سالم بغدادي من سكان حي المحمودية, إن أسوان ألغت الاعتماد علي مياه الآبار بمنطقة الشلال بعد افتتاح وتشغيل محطة توليد المياه بجبل شيشة, ومن وقتها بدأت هذه المياه في التراكم والظهور بالمحجر القديم للرمال وحدثت بعض الانهيارات الرملية, مما يشكل خطورة شديدة علي مستقبل حي المحمودية في حال اهمال الحالة وتسرب المياه اليه. ويضيف الدكتور سيد عبده عميد كلية العلوم بأسوان والخبير الجيولوجي, أن ظاهرة المياه الجوفية لا تعد مقصورة علي هذه المنطقة فقط ولكن تنتشر في الجزء الشرقي للمدينة في الشلال وكيما والسيل وخور عواضة. ويكشف عن دراسة قامت بها الكلية أوضحت أن السبب هو توقف ضخ40 بئرا تابعة للشركة القابضة للمياه بالشلال, حيث كانت تسحب نحو4 ملايين و660 ألف متر مكعب سنويا, بالإضافة لتسرب المياه من مشروع المفرخ السمكي لعدم تبطينه وكذلك عدم وجود شبكة صرف, بالاضافة لقربها من منطقة الحبس الواقعة بين الخزان القديم والسد العالي. ويري الخبير الجيولوجي ضرورة الانتهاء من مد شبكة الصرف الصحي بالشلال وإلغاء البيارات وإعادة تشغيل الآبار المتوقفة واستخدامها في الزراعة والري وعزل المفرخ السمكي, وكذلك الكشف الدقيق علي جميع شبكات مياه الشرب القديمة للتأكد من خلوها من أي تسريبات. وبعيدا عن هذه الأسباب المجتمعة, التي تؤكد أن السبب الرئيسي لايزال مجهولا, يؤكد الدكتور جمال اسماعيل رئيس قطاعات المصانع بكيما للأسمدة, عدم تأثر منشآت المصنع حتي الآن, مشيرا الي أن المياه تسببت في غرق8 آبار مياه جوفية بكابلاتها ومعداتها وكبدت المصنع خسارة وصلت الي نحو2 مليون جنيه. ووافقه الكيميائي صابر عبدالرحمن مدير إدارة قسم المياه والتبريد بالمصنع, مؤكدا هو الآخر, عدم تأثره بالمياه الجوفية وأرجع سببها الي نفس الأسباب التي جاءت في تقارير المختصين بكلية العلوم. وهذه الظاهرة التي تزداد يوما بعد آخر سوف تؤدي الي كارثة لم يتحرك المسئولون لوضع حل جذري لها, أم سنظل بلا تحرك حتي تقع الكارثة وساعتها لن يفيد البكاء علي اللبن المسكوب.