أكد الدكتور بشر الخصاونة، سفير الأردن فى مصر، ومندوبها الدائم لدى جامعة الدول العربية، أن التنسيق والتشاور ما بين الملك عبد الله الثانى والرئيس عبد الفتاح السيسى وثيق ومنتظم، موضحا أن التواصل، الذى تم بين الملك والرئيس السيسى خلال اجتماع عمان الثلاثى يحمل دلالة قطعية على المستوى المتقدم جدًا، الذى وصل إليه التنسيق والتشاور ما بين القائدين والبلدين لما فيه صالح القضايا العربية عمومًا وبشكل خاص فيما يتصل بالجهود المشتركة الهادفة الى إيجاد المناخ المناسب لاستئناف مفاوضات مباشرة جادة وملتزمة ما بين الفلسطينيين وإسرائيل تؤدى إلى تجسيد حل الدولتين، وإلى قيام الدولة الفلسطينية المستقلة وذات السيادة الكاملة على خطوط الرابع من حزيران لعام 1967 وعاصمتها القدسالشرقية. ولفت إلى أن الأردن بقيادة الملك عبدالله يعول كثيرا على الدور الهام والمحورى، الذى تضطلع به مصر والرئيس السيسى فى هذا المجال، علاوة على التنسيق الوثيق بين البلدين والقائدين فى مجال التصدى لآفة الإرهاب والتطرف وجهودهما فى الدفاع عن القيم الصحيحة والمثل العليا والعظيمة للدين الإسلامى العظيم التى تعلى شأن حياة الإنسان وكرامته. وشدد سفير الأردن فى مصر على أن الملك عبد الله الثانى قاد حملة دبلوماسية مكثفة خلال الأسبوعين الماضيين بشكل خاص لوقف الانتهاكات والاعتداءات، التى تقوم بها سلطات الاحتلال الإسرائيلى فى القدسالشرقيةالمحتلة والمستهدفة بشكل خاص الحرم القدسى الشريف، وفى القلب منه المسجد الأقصى المبارك، وذلك فى سياق الرعاية والوصاية الهاشمية التاريخية للمقدسات الإسلامية والمسيحية فى القدس الشريف، التى يتولاها الملك عبد الله الثانى، والتى أعيد التأكيد عليها فى الاتفاق الهام المبرم ما بين جلاله الملك والرئيس الفلسطينى محمود عباس فى ربيع عام 2013. وأوضح السفير الخصاونة فى تصريحات صحفية اليوم، السبت، إن هذا الجهد الدبلوماسى الأردنى، الذى قاده الملك عبد الله الثانى هدف إلى إرسال رسالة واضحة للحكومة الإسرائيلية بأن الأردن لن يقبل بأى شكل من أشكال المساس بوضع المقدسات الإسلامية والمسيحية فى القدس الشريف، مشيرا إلى أن الحكومة الإسرائيلية يتعين عليها أن تحترم الالتزامات التى يفرضها القانون الدولى والإنسانى عليها بصفتها قوة احتلال فى القدسالشرقيةالمحتلة، وألا تقوم بأية إجراءات أو أعمال من شأنها تغير الوضع القانونى للمقدسات وللقدس الشرقية كأماكن واقعة تحت الاحتلال الإسرائيلى. وبين سفير الأردن فى مصر أن تصاعد الإجراءات الإسرائيلية المستهدفة للحرم القدسى الشريف دفعت الحكومة الأردنية الأسبوع الماضى إلى استدعاء سفير الأردن فى إسرائيل للتشاور احتجاجًا على هذه الانتهاكات الإسرائيلية المتكررة، وإلى إرسال رسائل واضحة بأن الأردن سيلجأ إلى خيارات دبلوماسية وقانونية أخرى فى حال استمرت هذه الخروقات الإسرائيلية المدانة فى القدسالشرقيةالمحتلة ولمقدساتها. وأفاد الخصاونة أن اللقاء الثلاثى، الذى تم فى عمان وجمع الملك عبد الله الثانى، ورئيس وزراء إسرائيل ووزير خارجية الولاياتالمتحدةالأمريكية، وتم خلاله اتصال هاتفى مع الرئيس عبدالفتاح السيسى، رئيس جمهورية مصر العربية، حمل فى طياته، تعهدات بوضع حد لهذه الانتهاكات والتزام باحترام الوضع القائم فى القدسالشرقيةالمحتلة ومقدساتها، مشيرا الى أنه تم السماح من قبل سلطات الاحتلال الإسرائيلى للمصلين المسلمين من مختلف الأعمار بأداء صلاة الجمعة فى المسجد الأقصى للمرة الأولى منذ زمن بعيد. وأكد الخصاونة أن الأردن سيتابع عن كثب الوضع فى القدسالشرقيةالمحتلة والمقدسات فيها وعلى أن القدسالشرقية ومقدساتها خط أحمر لا يقبل تجاوزه بالنسبة للأردن بشكل خاص من منطلق مسئولية وواجب الرعاية والوصاية الهاشمية على المقدسات الإسلامية والمسيحية فيها، والتى أقرت بها أيضًا المادة التاسعة من معاهدة السلام، وأن الأردن سيواصل حمل هذه الأمانة والمسئولية وسيتصدى لأى خروقات أو إجراءات تحاول المساس بالمقدسات فى القدسالشرقية.