نحن نعجب حينما ينسب فرد ما فيه من نقائص وعيوب إلى الآخرين فهذا الفعل العجيب المثير للاستهجان يسمى الإسقاط يقوم به ذلك الإنسان ليتخلص من تأثير التوتر الناشئ داخله من مواقف قد نسميها مواقف غير منتهية بمعنى أنها مشكلات سابقة فى الماضى مثلاً أو مستمرة حتى، لكنه لم يقتنع بداخله بما حدث بعد فيشعر بالضعف والغضب فهو لم يسامح بعد ولم يصل حتى إلى حالة من الاستسلام والقناعة بالأحداث التى مر بها، لذلك يكون بداخل نفسه صراع ما وإحساس بالخنقة والتوتر وبلا شك القليل من الأعراض السيكوسوماتية من صداع مثلاً أو آلام مزمنة فى بعض أعضاء الجسد ليس لها سبب طبى عضوى نعتبرها آلام نفسية تنتهى بسهولة لكن عند السلام والاستسلام والمسامحة. الأساس فى قصة الإسقاط هذه هو الإنكار وعدم الاعتراف بوجود مشكلة فى الأساس فيكون مقتنعًا جدًا تمام الاقتناع بأن الحال كويس وإن هو تمام قوى لكن العيب والنقص فى حد تانى ممكن جدًا يتكلم ويوصم حد برىء أو مثالى شوية أنه به صفة سيئة وكأنه زى ما يكون باصص فى مرآة أمامه وبيتحدث إلى نفسه بصوت عال كثيرًا، إلى الآن هذا الشخص يحتاج القليل من المساعدة العيادية مثلاً فالفيصل بيكون هنا أنه هو دائما مغيب ومخطوف ذهنيًا وفى هذه السمات شخصية متكونة تسير وسط الجموع عادى جدًا بيجى سؤال زى لما بيكون فى شخصية بيننا بهذه المواصفات بتكون فين المشكلة بالظبط؟ طيب دى بتكون زى حيلة ووسيلة دفاعية بيلف وبيدور بيها على نفسه ببساطه علشان مش عارف يتعامل مع نفسه لا بيحاسب نفسه ولا بيعترف بأخطائه كمان وغير متسامح معها اطلاقًا. الغريب أنه ممكن نلاقى شخص مسئول بالمواصفات دى بالمظبوط مابيننا، نعم أنه يصم غيره، وعاجز عن فهم نفسه هو شخص ما بائِس يعانى فيصم غيره بما فيه من سيئ الصفات وهم فى براءة تامة من ذلك القول لا يدهشنى أن أجد له أتباعا يصدقونه تمامًا ويدعمونه ويبررون له، فإذا كنا فى موقف صداقة فيتحتم بلاشك على الأصدقاء المصارحة والمساعدة لكن بهذا الصمت بل ودعم المرض يكون بدعمٍ للخطر فيالها من ازدواجية. فعندما يغيب الوعى يتشوه الواقع وتعم مشاعر من القلق والتوتر والخوف.. فالقاتل يتهم بريئًا بالقتل، والخائن يتهم شريفًا بالخيانة.