ظهر الثراء السريع على عدد من المواطنين بمراكز وقرى محافظة الفيوم مؤخرا، وبعض الذين كانوا لا يملكون إلا قوت يومهم أو راتبهم، أصبحوا من أصحاب العقارات والمشاريع الكبرى، وتردد أنهم عثروا على قطع أثرية باعوها بملايين الجنيهات الأمر الذى أصاب الآلاف بالهوس، ودفعهم للتنقيب مددا قد تصل لسنوات دون الحصول على نتيجة. ويضم فريق التنقيب ثريا غالبًا من الذين يسافرون للعمل بالخارج ليتولى الإنفاق على الحفر، وشخصا آخر صاحب فكرة التنقيب الذى يتولى مهمة جمع الفريق، والذهاب بهم للمكان أما الشخص الأهم فى العملية من وجهة نظر القائمين عليها، فهو الدجال الذى يلقبه القائمون على العملية ب«الشيخ»، وتتمثل مهمته فى قراءة تعويذات سحرية أو آيات قرآنية لفتح باب الكنز، وتحديد كم من الأمتار يجب الحفر فى الصحراء، أو أسفل أحد المنازل للوصول إلى الكنز، وأحيانا يطالبهم بتغيير المكان وأن الكنز الذى ينقبون عنه ليس أسفل هذا المنزل، وإنما أسفل المنزل المجاور، ومن الشركاء فى التنقيب صاحب المنزل الذى تتم العملية أسفله، أما الحفر فيقوم به عدد من العمال، قد يكونون 2 أو ثلاثة فقط حتى لا يلفتون الأنظار، ويكون الاتفاق بين هؤلاء جميعا على أن العمل ليس بمقابل، وإنما لكل منهم نصيب فى الكنز بعد استخراجه يتم الحفر فى الساعات الأخيرة من الليل. ولأن الثراء هو أحد الخيارات، فقد تنتهى عمليات التنقيب بالموت مثلما حدث مع 3 من المواطنين خلال العام الحالى، أو القتل مثلما حدث مع موظف كبير بديوان عام المحافظة، فقد لقى مواطن مصرعه صعقا بالكهرباء أثناء الحفر داخل منزل أحد سكان قرية الناصرية بمركز الفيوم، ولقى فلاح مصرعه وأصيب شقيقه بصدمة عصبية، إثر انهيار منزل كان الأول ينقب فيه ولقى مواطن مصرعه، بعد حدوث انهيار فى أرضية منزله أثناء تنقيبه عن الآثار بقرية سيلا. وبالعودة إلى ملابسات مقتل موظف ديوان عام محافظة الفيوم فقد تلقى مدير أمن الفيوم إخطارا بالعثور على جثة «محمود.ع.أ» - 45 سنة موظف بإدارة المتابعة بالديوان العام للمحافظة - بترعة بحر الغرق، بدائرة مركز إطسا مصابة فى الرأس بطلقة نارية. كشفت التحريات أن الموظف، كان يتريض على الطريق فى قرية على فراج بهوارة عدلان، ثم اختفى وتلقى مأمور المركز بلاغاً فى الوقت نفسه «باختفاء قرنى أ» - 50 سنة سائق من نفس القرية - فى ظروف مشابهة مع العثور على سيارته الملاكى بطريق دمو التابعة للمركز وفيها آثار دماء. تشكل فريق بحث توصل إلى وجود السائق فى بنى سويف وبالقبض عليه، اعترف أن الموظف كان شريكه فى التنقيب عن الآثار، واختلفا فخرجت رصاصة من سلاحه أودت بحياته، ثم ألقى جثته بالبحر، ووضع آثار دماء غير آدمية على سيارته، لإيهام أقاربه بتعرضه لحادث. بخلاف الثراء والقتل والموت، يبقى الحبس محتملا، لمن ينقبون عن الآثار، فبعد عثورهم على قطع أثرية يحاولون بيعها، فتتسرب معلومات إلى الشرطة، وتلقى القبض عليهم وبهذه الطريقة تم ضبط 62 تمثالا أثريا و5 توابيت فى العام الحالى. وتمكن رجال مباحث السياحة والآثار بالفيوم من القبض على طالبين بحوزتهما 30 قطعة أثرية، وهما «ضياء ح. ح. ع» طالب بأكاديمية خاصة، و«عمر ع. ع» طالب بكلية الحقوق فى كمين أمام كلية الطب القديمة بمدينة الفيوم. كما تمكنت شرطة السياحة والآثار من ضبط 24 تمثالا ورؤوس تماثيل بحوزة موظف على المعاش، وهو «محمد. ل. م» 63 سنة، وحبست نيابة مركز الفيوم حارسا بالمتحف المصرى وسائقا وعاطلين وتاجرا وسائقا لاتهامهم بتهريب 5 توابيت و11 تمثالا. وقدم «ممتاز. أ. م» - يونانى الجنسية - بلاغا لقسم شرطة الفيوم اتهم فيه مواطنين من قرية كفور النيل بالاستيلاء منه على 13 ألف يورو تحت تهديد السلاح، وتبين أنه تعرف على المتهمين وأقنعوه ببيع قطع آثار له واستدرجوه للصحراء بزعم تسليمها له واستولوا على أمواله.