أكد سامح شكرى وزير الخارجية أن خطر الإرهاب الأعمى يهدد بلداناً متعددة لاسيما فى منطقتنا العربية، وقال فى كلمته أمام مؤتمر باريس حول الأمن فى العراق موجها حديثه للمشاركين: "ويُسأل عن ذلك المصريون الذين عانوا على مدى العامين الماضيين من وصول التطرف إلى سدة الحكم قبل أن يلفظه الشعب المصرى ويحرمه من القدرة على التحكم بمستقبله، وذلك نتيجة صلابة وعراقة الشعب المصرى ونجاحه فى تجاوز محطات عديدة سعى المتطرفون خلالها إلى خطف مصر وجرها إلى حيث لا يريد المصريون". وأضاف شكرى "إذا كنا جميعاً نجتمع هنا لدعم العراق فى مواجهة داعش، وهو بالفعل هدف عاجل يتعين أن تتسم سياساتنا لتحقيقه بقوة العزيمة والحزم، فإن انتشار شركاء داعش والجماعات المشابهة له فى الفكر والأهداف الظلامية، ولاسيما فى دولة مثل ليبيا أصيبت فيها أركان الدولة بالضعف نتيجة الاحتكام للسلاح ورفض الاعتراف بشرعية المؤسسات، وعلى رأسها البرلمان المنتخب، وهى أمور تستحق من المجتمع الدولى نفس الاهتمام، خاصة وأن ذلك التيار التكفيرى المتطرف يعمل كشبكة واحدة تمد أطرافها يد العون لبعضها أينما كانت". وقال شكرى إن مواجهة داعش تتطلب من جانب آخر استكمال تشكيل الحكومة العراقية، لكى تضطلع بدورها فى بناء دولة تحتضن جميع العراقيين، معززا بذلك منطق الدولة والمؤسسات، وبما يزكى تضامنهم لمواجهة هذا الخطر، ويعزز من قدرات القوات المسلحة العراقية للاضطلاع بمسئولياتها فى هذا الصدد. وقال شكرى فى كلمته: أود بدايةً أن أعبر عن شكرى للرئيس فرانسوا هولاند على استضافته لاجتماعنا اليوم حول السلام والأمن فى العراق، والذى إن دل على شىء فعلى الاهتمام الدولى بهذا البلد الفاعل فى محيطه الإقليمى وما هو أبعد من ذلك، كما أحيى مشاركة الرئيس فؤاد معصوم وهو ما يعكس عزم العراقيين على أعلى مستوى الخروج من الأزمة التى يمر بها بلد صاحب حضارة عريقة، والانتصار على قوى ظلام تسعى لمحو كل منجزات الرقى والتقدم لنسف أركان الدولة الحديثة أينما وجدت. يأتى اجتماعنا اليوم ضمن سلسة خطوات تهدف لبناء موقف دولى للتعامل بشكل عاجل مع تحد يتمثل فى كيفية إعادة العراق صاحب دور بالغ الأهمية فى استقرار وتوازن العالم العربى إلى وضع يسمح له باستئناف دوره بين الأمم وتحقيق الازدهار لشعبه بكافة مكوناته، بعد أن مر بهزات متتالية على مدى ربع قرن من الزمان أدت إلى إضعافه، وتغلغل قوى التطرف داخله وانتشارها فى أرجائه. لقد شاركت مصر مع مجموعة من الدول العربية والولايات المتحدة فى اجتماع هام يوم الخميس الماضى فى جدة ركز بدرجة كبيرة على التعامل مع تهديد الإرهاب فى العراق والمنطقة العربية بأسرها، وخاصة التهديد العاجل المرتبط باستيلاء تنظيم داعش على مساحات شاسعة من العراق وسوريا، وكيفية مواجهة هذا التنظيم بشكل جماعى منسق التزاماً بقرار مجلس الامن 2170 وبقرار مجلس جامعة الدول العربية الصادر فى 7 سبتمبر 2014 فى ذات الشأن، ولا شك أن تلك المواجهة تتطلب من جانب آخر استكمال تشكيل الحكومة العراقية لكى تضطلع بدورها فى بناء دولة تحتضن جميع العراقيين، معززا بذلك منطق الدولة والمؤسسات، وبما يزكى تضامنهم لمواجهة هذا الخطر، ويعزز من قدرات القوات المسلحة العراقية للاضطلاع بمسئولياتها فى هذا الصدد. ودعونى أؤكد هنا أن خطر الإرهاب الأعمى يهدد بلداناً متعددة لاسيما فى منطقتنا العربية، ويسئل عن ذلك المصريون الذين عانوا على مدى العامين الماضيين من وصول التطرف إلى سدة الحكم قبل أن يلفظه الشعب المصرى ويحرمه من القدرة على التحكم بمستقبله، وذلك نتيجة صلابة وعراقة الشعب المصرى ونجاحه فى تجاوز محطات عديدة سعى المتطرفون خلالها إلى خطف مصر وجرها إلى حيث لا يريد المصريون. فإذا كنا جميعاً نجتمع هنا لدعم العراق فى مواجهة داعش، وهو بالفعل هدف عاجل يتعين أن تتسم سياساتنا لتحقيقه بقوة العزيمة والحزم، فإن انتشار شركاء داعش والجماعات المشابهة له فى الفكر والأهداف الظلامية، ولاسيما فى دولة مثل ليبيا أصيبت فيها أركان الدولة بالضعف نتيجة الاحتكام للسلاح ورفض الاعتراف بشرعية المؤسسات، وعلى رأسها البرلمان المنتخب، وهى أمور تستحق من المجتمع الدولى نفس الاهتمام، خاصة وأن ذلك التيار التكفيرى المتطرف يعمل كشبكة واحدة تمد أطرافها يد العون لبعضها أينما كانت. ويفرض علينا ذلك المواجهة الشاملة مع هذه الظاهرة باعتبارها ظاهرة واحدة تسعى لجرنا جميعا إلى الخلف، وأظننا قد وصلنا لمرحلة إدراكنا فيها أن الفكر المتطرف لايمكن التفاوض معه وصولاً إلى حلول وسط، أو التهاون مع دول تسعى لتوظيفه تحقيقاً لأهداف خاصة، فالأمر عاجل والتهديد خطير ولا يصح أن نخاطر بمستقبل شعوبنا عبر مواءمات لا طائل منها، تفسح المجال للتطرف وتوفر لها هوامش جديدة للحركة والتأثير، كما أن هذا التهديد يستوجب علينا ونحن نجتمع هنا أن تكون رؤيتنا واضحة إزاء أهمية تضامنا فى العمل وتعضيد قدراتنا مجتمعة ومنفردة لمقاومة هذا الخطر والقضاء عليه، وإدارك أن إنصاف الحلول لن تؤدى إلا إلى تفاقم الخطر. كما لا يجب أن نغفل أن التعامل الفعال مع هذه الظاهرة البغيضة تقتضى التعامل مع كافة الأبعاد السياسية والثقافية التى أسهمت فى انتشارها، فالتعامل الأمنى والعسكرى وحده لن يكفى، كما أنه من الأهمية تجنيب مصادر تمويل التنظيمات الإرهابية.