تنشر بوابة أخبار اليوم كلمة وزير الخارجية، سامح شكري، الاثنين 15 سبتمبر، أمام مؤتمر باريس الدولي الذي يأتي تحت عنوان: " السلام والأمن في العراق". نص كلمة الوزير: معالي الوزير لوران فابيوس وزير خارجية فرنسا معالي الوزراء... السادة الحضور... أود بدايةً أن أعبر عن شكري للرئيس فرانسوا هولاند على استضافته لاجتماعنا اليوم حول السلام والأمن في العراق، والذي إن دل على شيء فعلى الاهتمام الدولي بهذا البلد الفاعل في محيطه الإقليمي وما هو أبعد من ذلك، كما أحيى مشاركة الرئيس فؤاد معصوم وهو ما يعكس عزم العراقيين على أعلى مستوى الخروج من الأزمة التي يمر بها بلد صاحب حضارة عريقة، والانتصار على قوى ظلام تسعى لمحو كل منجزات الرقى والتقدم لنسف أركان الدولة الحديثة أينما وجدت. يأتي اجتماعنا اليوم ضمن سلسة خطوات تهدف لبناء موقف دولي للتعامل بشكل عاجل مع تحد يتمثل في كيفية إعادة العراق صاحب دور بالغ الأهمية في استقرار وتوازن العالم العربي إلى وضع يسمح له باستئناف دوره بين الأمم وتحقيق الازدهار لشعبه بكافة مكوناته بعد أن مر بهزات متتالية على مدى ربع قرن من الزمان أدت إلى إضعافه وتغلغل قوى التطرف داخله وانتشارها في أرجائه. لقد شاركت مصر مع مجموعة من الدول العربية والولايات المتحدة في اجتماع هام يوم الخميس الماضي في جدة ركز بدرجة كبيرة على التعامل مع تهديد الإرهاب في العراق والمنطقة العربية بأسرها، وخاصة التهديد العاجل المرتبط باستيلاء تنظيم داعش على مساحات شاسعة من العراق وسوريا وكيفية مواجهة هذا التنظيم بشكل جماعي منسق التزاماً بقرار مجلس الأمن 2170 وبقرار مجلس جامعة الدول العربية الصادر فى 7 سبتمبر 2014 في ذات الشأن. ولا شك أن تلك المواجهة تتطلب من جانب آخر استكمال تشكيل الحكومة العراقية لكي تضطلع بدورها في بناء دولة تحتضن جميع العراقيين معزز بذلك منطق الدولة والمؤسسات، وبما يزكى تضامنهم لمواجهة هذا الخطر، ويعزز من قدرات القوات المسلحة العراقية للاضطلاع بمسئولياتها فى هذا الصدد. ودعوني أؤكد هنا أن خطر الإرهاب الأعمى يهدد بلداناً متعددة لاسيما في منطقتنا العربية، ويسأل عن ذلك المصريون الذين عانوا على مدى العامين الماضيين من وصول التطرف إلى سدة الحكم قبل أن يلفظه الشعب المصري ويحرمه من القدرة على التحكم بمستقبله، وذلك نتيجة صلابة وعراقة الشعب المصري ونجاحه في تجاوز محطات عديدة سعى المتطرفون خلالها إلى خطف مصر وجرها إلى حيث لا يريد المصريون. فإذا كنا جميعاً نجتمع هنا لدعم العراق في مواجهة داعش، وهو بالفعل هدف عاجل يتعين ان تتسم سياساتنا لتحقيقه بقوة العزيمة والحزم، فإن انتشار شركاء داعش والجماعات المشابهة له فى الفكر والأهداف الظلامية، ولاسيما في دولة مثل ليبيا أصيبت فيها أركان الدولة بالضعف نتيجة الاحتكام للسلاح ورفض الاعتراف بشرعية المؤسسات وعلى رأسها البرلمان المنتخب، وهى أمور تستحق من المجتمع الدولي نفس الاهتمام خاصة وان ذلك التيار التكفيري المتطرف يعمل كشبكة واحدة تمد أطرافها يد العون لبعضها أينما كانت. ويفرض علينا ذلك المواجهة الشاملة مع هذه الظاهرة باعتبارها ظاهرة واحدة تسعى لجرنا جميعا إلى الخلف، واظننا قد وصلنا لمرحلة إدراكنا فيها أن الفكر المتطرف لا يمكن التفاوض معه وصولاً إلى حلول وسط، أو التهاون مع دول تسعى لتوظيفه تحقيقاً لأهداف خاصة، فالأمر عاجل والتهديد خطير ولا يصح أن نخاطر بمستقبل شعوبنا عبر موائمات لا طائل منها، تفسح المجال للتطرف وتوفر لها هوامش جديدة للحركة والتأثير، كما أن هذا التهديد يستوجب علينا ونحن نجتمع هنا ان تكون رؤيتنا واضحة إزاء أهمية تضامنا فى العمل وتعضيد قدراتنا مجتمعة ومنفردة لمقاومة هذا الخطر والقضاء عليه وأدارك أن أنصاف الحلول لن تؤدى إلا إلى تفاقم الخطر. كما لا يجب أن نغفل إن التعامل الفعال مع هذه الظاهر البغيضة تقتضى التعامل مع كافة الأبعاد السياسية والثقافية التي أسهمت في انتشارها فالتعامل الأمني والعسكري وحده لن يكفى، كما أنه من الأهمية تجنيب مصادر تمويل التنظيمات الإرهابية. تنشر بوابة أخبار اليوم كلمة وزير الخارجية، سامح شكري، الاثنين 15 سبتمبر، أمام مؤتمر باريس الدولي الذي يأتي تحت عنوان: " السلام والأمن في العراق". نص كلمة الوزير: معالي الوزير لوران فابيوس وزير خارجية فرنسا معالي الوزراء... السادة الحضور... أود بدايةً أن أعبر عن شكري للرئيس فرانسوا هولاند على استضافته لاجتماعنا اليوم حول السلام والأمن في العراق، والذي إن دل على شيء فعلى الاهتمام الدولي بهذا البلد الفاعل في محيطه الإقليمي وما هو أبعد من ذلك، كما أحيى مشاركة الرئيس فؤاد معصوم وهو ما يعكس عزم العراقيين على أعلى مستوى الخروج من الأزمة التي يمر بها بلد صاحب حضارة عريقة، والانتصار على قوى ظلام تسعى لمحو كل منجزات الرقى والتقدم لنسف أركان الدولة الحديثة أينما وجدت. يأتي اجتماعنا اليوم ضمن سلسة خطوات تهدف لبناء موقف دولي للتعامل بشكل عاجل مع تحد يتمثل في كيفية إعادة العراق صاحب دور بالغ الأهمية في استقرار وتوازن العالم العربي إلى وضع يسمح له باستئناف دوره بين الأمم وتحقيق الازدهار لشعبه بكافة مكوناته بعد أن مر بهزات متتالية على مدى ربع قرن من الزمان أدت إلى إضعافه وتغلغل قوى التطرف داخله وانتشارها في أرجائه. لقد شاركت مصر مع مجموعة من الدول العربية والولايات المتحدة في اجتماع هام يوم الخميس الماضي في جدة ركز بدرجة كبيرة على التعامل مع تهديد الإرهاب في العراق والمنطقة العربية بأسرها، وخاصة التهديد العاجل المرتبط باستيلاء تنظيم داعش على مساحات شاسعة من العراق وسوريا وكيفية مواجهة هذا التنظيم بشكل جماعي منسق التزاماً بقرار مجلس الأمن 2170 وبقرار مجلس جامعة الدول العربية الصادر فى 7 سبتمبر 2014 في ذات الشأن. ولا شك أن تلك المواجهة تتطلب من جانب آخر استكمال تشكيل الحكومة العراقية لكي تضطلع بدورها في بناء دولة تحتضن جميع العراقيين معزز بذلك منطق الدولة والمؤسسات، وبما يزكى تضامنهم لمواجهة هذا الخطر، ويعزز من قدرات القوات المسلحة العراقية للاضطلاع بمسئولياتها فى هذا الصدد. ودعوني أؤكد هنا أن خطر الإرهاب الأعمى يهدد بلداناً متعددة لاسيما في منطقتنا العربية، ويسأل عن ذلك المصريون الذين عانوا على مدى العامين الماضيين من وصول التطرف إلى سدة الحكم قبل أن يلفظه الشعب المصري ويحرمه من القدرة على التحكم بمستقبله، وذلك نتيجة صلابة وعراقة الشعب المصري ونجاحه في تجاوز محطات عديدة سعى المتطرفون خلالها إلى خطف مصر وجرها إلى حيث لا يريد المصريون. فإذا كنا جميعاً نجتمع هنا لدعم العراق في مواجهة داعش، وهو بالفعل هدف عاجل يتعين ان تتسم سياساتنا لتحقيقه بقوة العزيمة والحزم، فإن انتشار شركاء داعش والجماعات المشابهة له فى الفكر والأهداف الظلامية، ولاسيما في دولة مثل ليبيا أصيبت فيها أركان الدولة بالضعف نتيجة الاحتكام للسلاح ورفض الاعتراف بشرعية المؤسسات وعلى رأسها البرلمان المنتخب، وهى أمور تستحق من المجتمع الدولي نفس الاهتمام خاصة وان ذلك التيار التكفيري المتطرف يعمل كشبكة واحدة تمد أطرافها يد العون لبعضها أينما كانت. ويفرض علينا ذلك المواجهة الشاملة مع هذه الظاهرة باعتبارها ظاهرة واحدة تسعى لجرنا جميعا إلى الخلف، واظننا قد وصلنا لمرحلة إدراكنا فيها أن الفكر المتطرف لا يمكن التفاوض معه وصولاً إلى حلول وسط، أو التهاون مع دول تسعى لتوظيفه تحقيقاً لأهداف خاصة، فالأمر عاجل والتهديد خطير ولا يصح أن نخاطر بمستقبل شعوبنا عبر موائمات لا طائل منها، تفسح المجال للتطرف وتوفر لها هوامش جديدة للحركة والتأثير، كما أن هذا التهديد يستوجب علينا ونحن نجتمع هنا ان تكون رؤيتنا واضحة إزاء أهمية تضامنا فى العمل وتعضيد قدراتنا مجتمعة ومنفردة لمقاومة هذا الخطر والقضاء عليه وأدارك أن أنصاف الحلول لن تؤدى إلا إلى تفاقم الخطر. كما لا يجب أن نغفل إن التعامل الفعال مع هذه الظاهر البغيضة تقتضى التعامل مع كافة الأبعاد السياسية والثقافية التي أسهمت في انتشارها فالتعامل الأمني والعسكري وحده لن يكفى، كما أنه من الأهمية تجنيب مصادر تمويل التنظيمات الإرهابية.