مع ارتفاع معدل التوقعات بتقسيم السودان إلى دولتين بعد الاستفتاء على حق تقرير المصير فى 2011، وسط غياب واضح لجامعة الدول العربية، وحضور أمريكى وغربى واسع، يسعى من الآن إلى ترتيب أوضاعه على الظروف السودانية الجديدة، حتى السودانيون أنفسهم اعترفوا بالأمر الواقع، وأعلن الرئيس عمر البشير استعداد الخرطوم للتعامل مع انفصال الجنوب إذا حدث لكن السؤال الآن هل الانفصال إذا تم فسيمر بسلام أم سيتلوه مسلسل مواجهات عسكرية قد تعيد السودان إلى ساحة الحرب الأهلية مجدداً؟ تاورميرغنى عضو المكتب السياسى للحركة الشعبية لتحرير جنوب السودان، قال إن وجود سيناريوهات عديدة للسودان فيما بعد الانفصال، منها أن تحدث حرب أهلية، أو تغيير حكومة الخرطوم، ولكن القيادى بالحركة الشعبية المسيطرة على الجنوب حاول أن يرسل رسالة تطمين لمصر قائلا: إن مصر لن تتأثر إذا حدث انفصال لأنه لا أحد سيتطرق لحصة مصر فى مياه النيل، وما سيحدث هو تقسيم لحصة السوادن ما بين الشمال والجنوب. صلاح المليح، المتحدث باسم مكتب حكومة جنوب السودان بالقاهرة، قال "إن الحديث عن الانفصال بين الجنوب والشمال سابق لأوانه، وإذا حدث ذلك فإن الدولتين سيعيشان فى سلام ولن تكون هناك مشاكل، لأن فى السودان المواطن هو الذى يقرر ماذا يريد ولا يوجد قوى أخرى تقرر ذلك. وعلى الرغم من وجود أنباء عن جامعة الدول العربية أبلغت حكومة جنوب السودان تخوفها من الاتجاه نحو الانفصال، إلا أن المليح قال إن الجامعة العربية لا يوجد لديها أى مشاكل فى هذا الصدد، نافياً أن يكونوا قد تلقوا مثل هذه التخوفات، وقال إن "الجامعة كانت من الشهود الذين وقعوا على اتفاق السلام، والشاهد لا يمكن أن يتراجع عن شهادته، وهى تعمل الآن على جعل الوحدة سائدة، كما عملت من خلال محاولات ملموسة على استمرار الوحدة، مشيراً إلى أن القاهرة تعمل على الأرض، ووضعت كل السيناريوهات للتعامل مع الواقع السودانى، حتى إذا حدث الانفصال، فهى الآن لها مشاريع كثيرة مشتركة فى الجنوب. وأكد المليح أن الحكومة المصرية عملت على استمرار الوحدة السودانية أكثر من حكومة الخرطوم، مشيراً إلى أن محاولات الخرطوم فى هذا الاتجاه تساوى صفرا كبيرا، فحكومة الخرطوم برئاسة حزب المؤتمر عملت على تنفير الجنوب من الوحدة لدرجة أنها وردت أسلحة للجنوب لزيادة العنف الموجود. من جهته، قال وليد سيد نائب رئيس المؤتمر الوطنى السودانى "حزب البشير: إنهم لا يدعمون الانفصال، مشيراً إلى أن الأصل فى السودان هى الوحدة، والجنوب قرر بمفرده الانقسام، ونحن نحترم ذلك والمؤتمر يعمل على الوحدة الطوعية وكل الخطط لكل المرشحين للرئاسة أكدوا العمل من أجل الوحدة.