كشفت دراسة حديثة أعدها الدكتور جمال شيحا الأستاذ بجامعة المنصورة، لقياس فعالية عقار الانترفيرونa2a المصرى، بالإضافة إلى الريبافيرون فى المرضى المصريين المصابين بالالتهاب الكبدى الفيروسى المزمن سى من النوع الرابع، وهو النوع الأكثر انتشارا فى مصر ضعف فاعلية العلاج المصرى الجديد لعلاج الفيروس بنسبة كبيرة جدا بالمقارنة بالأنواع المستخدمة فى معظم دول العالم، وهو ما قد يزيد من انتكاسة المرض مرة أخرى بصورة أكثر شراسة بعد فترة قليلة من العلاج لا تتعدى 6 شهور بالمقارنة بالأدوية الأخرى. الدراسة أثارت الشكوك حول ما تزعمه هيئة التأمين الصحى من أن الفرق فى الفاعلية بين العلاج المصرى والأجنبى لا يزيد عن 2 إلى 5%، وبذلك أصبح هناك تفرقة بين المرضى الذين يستطيعون الحصول على العلاج الصحيح من خلال مراكز الكبد والذين يحصلون على الانترفيرون المحلى فى التأمين الصحى. بدأت الدراسة بالتأكيد أن العلاج الوحيد المعتمد للالتهاب الكبدى الفيروسى المزمن هو العلاج المزدوج المكون من الريبا فيرون والانترفيرون طويل المفعول "pegylated" ، كما يوجد حاليا نوعان من الانترفيرون طويل المفعول يتم استخدامهما لعلاج الفيروس الكبدى سى وهما ( انترفيرون الأمريكى، بيجا سيس السويسرى). وأكدت الدراسة أن نسبة الشفاء التام المزدوج من الانترفيرون طويل المفعول والريبافيرون بعد 48 أسبوعا من تناول العلاج حوالى 60% ، وقالت إنه يوجد الآن فى مصر نوع مستحدث من الانترفيرون طويل المفعول. وكان هدف الدراسة هو قياس فعالية عقار الانترفيرون المستحدث A2A ، بالإضافة إلى الريبافيرون فى المرضى المصريين المصابين بالالتهاب الكبدى الفيروسى المزمن سى النوع الرابع. وتم عمل الدراسة على 104 مرضى مصابين بالالتهاب الكبدى الفيروسى المزمن سى النوع الرابع مكونين من 19 أنثى و85 ذكرا تناولوا عقار الانترفيرون طويل المفعول المستحدث لمدة 48 أسبوعا، وكانت الاستجابة المبدئية بعد 12 أسبوعا 54% (تحليل PCR سلبي)، فى حين كانت الاستجابة فى نهاية العلاج بعد 48 أسبوعا هى 43.2% (تحليل PCR سلبى)، فى حين كانت نسب الشفاء التام بعد 72 أسبوعا أى بعد 6 أشهر من توقف العلاج 35% (تحليل PCR سلبى). وخلصت الدراسة إلى أن كفاءة العلاج الجديد فى إحداث الشفاء التام بعد 6 أشهر من توقف العلاج 25%، وهى أقل بكثير من النوعين الآخرين من الانترفيرون طويل المفعول. وقالت الدراسة إن نسبة الاستجابة المبدئية عندما تكون 54% تعنى أن حوالى 46% أى نصف المرضى سيتم استبعادهم ويحرمون من استكمال العلاج لعدم فعاليته، وبالتالى يتم إخبارهم بأن العلاج غير مجد وبالتالى يتوقف العلاج، وهى نسبة عالية جدا إذا ما قورنت ب "بيجاسيس" السويسرى، حيث إن نسبة الاستجابة المبدئية له 90% أى أن 10% فقط يتم استبعادهم، أما بالنسبة ل"بيج انترون الأمريكي" فنسبة الاستجابة المبدئية 88% أى أن 12 % فقط سيتم استبعادهم، ويجب مراعاة هذه النسب فى حالات العلاج الجماعى فى أعداد كبيرة من المواطنين. كما أن نسبة الانتكاسة 42% هى نسبة كبيرة جدا إذا ما قورنت بالنوعين الآخرين، حيث تبلغ فيهما نسبة الانتكاسة حوالى 15% فقط ، بالإضافة إلى أن الفعالية النهائية للعلاج المستحدث هى 25% وهى نسبة أقل بكثير من النوعين الآخرين، حيث إن نسبة الفعالية النهائية فيهما تبلغ حوالى 62%. وقالت الدراسة إنه كان هناك الانترفيرون العادى ويعطى 3 مرات أسبوعيا ويستخدم فى العلاج وكانت نسبة نجاحه فى مصر فى حدود 20% طبق للأبحاث المنشورة لكل من الأستاذ الدكتور عبد الرحمن الزيادى، مدحت السحار، جمال شيحة ..وآخرين، وهذا يعنى أن العلاج الجديد الذى ينجح بنسبة 25% أفضل قليلا من الانترفيرون العادى ولكن لا يقارن إطلاقا بالانترفيرون طويل المفعول الذى ينجح بنسبة من 60 إلى 62%. الهيئة العليا للتأمين الصحى شكلت لجنة استشارية عليا لأمراض الكبد واجتمعت هذه اللجنة فى 19 ديسمبر 2009 لمناقشة الوضع الحالى للعلاج بالانترفيرون المصرى بفروع الهيئة وأصدرت عدة توصيات، أهمها أن يتم تخصيص 3 مراكز فقط بالقاهرة والدلتا (طنطا) والصعيد (المنيا) ويتم تحويل عدد إجمالى 2000 حالة لعمل دراسة ما بعد التسويق والوصول إلى النتائج النهائية فى خلال 18 شهرا بعد العلاج، ومن ثم تحليل هذه النتائج إحصائيا بواسطة متابعة من اللجنة العليا وجهات متخصصة فى التحليل الطبى، وإذا ثبت أن النتائج لا تختلف عن الانترفيرون الأجنبى يتم تعميمه على التأمين الصحى. التوصية الثانية للجنة كانت أنه بالنسبة للمرضى الذين يتم علاجهم بالانترفيرون الأجنبى فيمكن تخفيض النفقات عن طريق استبعاد الفئات التى لا تستفيد من العلاج إلا بنسبة ضئيلة. كل ذلك يأتى رغم تعميم العلاج المصرى بالفعل على مرضى التأمين الصحى ..وكيف تمت الموافقة عليه رغم عمل الدراسات الكافية عليه طبقا لإقرار اللجنة السابق؟ يذكر أن 9% من المصريين مصابون بفيروس "سي"، 4% منهم أقل من 30 سنة، و14% أعمارهم تزيد على 30 سنة، أن نسبة الشفاء من المرض تصل إلى 60% من المصابين الذى يتلقون العلاج بعقار "الإنترفيرون" كما أن 70% من مرضى الأورام الكبدية يتم اكتشافهم فى مراحل متأخرة من المرض نتيجة عدم إجراء فحوصات الكشف المبكر للمرض.. فى حين أن معدل الإصابة بفيروس "بي" يصل إلى 3% من سكان مصر، و90% منهم مصابون بفيروس "بي" المتحور، وأن هذا الفيروس ليس له علاج شاف، وإنما يقتصر استخدام الأدوية المقاومة للفيروس على خفض معدلات انتشار الفيروس فى الدم.