اتهم سكان قرى اللشت والمتانيا والسعودية وبمها وطمها وكفر شحاتة بمركز العياط محافظة 6 أكتوبر المجلس الأعلى للآثار بارتكاب خمس جرائم إنسانية ضد موتاهم وأراضيهم الزراعية بعد استيلائه على مقابر أجدادهم وإقامة سور عملاق على أراضيهم الزراعية بطول 6 كيلومترات مربعة، لإنشاء قرية سياحية عالمية دون توفير البدائل لإقامة مقابر لدفن موتاهم، واصفين إياها بالنقمة التى أصبحت تمثل كارثة صحية وبيئية حقيقة لهم. وأشار الأهالى إلى أن المجلس الأعلى للآثار استولى على 10 أفدنة مقام عليها مقابر القرية مما يمثل كارثة وكابوسا للمواطنين لعدم وجود بدائل أمامهم سوى البحر لدفن موتاهم، بالإضافة إلى الاستيلاء على المقابر البديلة التى أنشأها المواطنون بجهود ذاتية والتى تبعد عن المقابر الحالية بنصف كيلو متر مربع رغم موافقة الآثار لهم قبل بنائها وإنشاء سور عملاق يمر بوسط القرى على امتداد 6 كيلومترات مربعة وسط الأراضى الزراعية دون تعويضهم عن الأراضى المنزوعة. كما تم رفض الاقتراحات التى قدمها أهالى وعمد ومشايخ القرى بأن يكون السور بطريق طولى يبدأ من جنوب مقابر كفر شحاتة وبمها إلى حدود الشركة المصرية الإيطالية والذى كان على بعد 200 متر من السور الحالى وعدم موافقته على تخصيص أراض بديلة لهم لإقامة المقابر. كشف المهندس عبد المعز عبد المغنى علام «عمدة قرية اللشت» أن الحكومة والمجلس الأعلى للآثار قاما منذ عام باعتماد قرية اللشت ومجموعة من القرى المجاورة لإقامة قرية سياحية عليها تبدأ من «جنوب دهشور إلى شمال ميدوب» وتمثل اللشت المنطقة الرئيسية لها لما تضمه من آثار مثل أهرامات أمنمحات الأول وسنوسرت الثالث ترجع إلى عصر الأسرة ال«11 و12»، لكن ذلك تسبب فى غلق المقابر الموجودة منذ أكثر من 300 عام وهو ما يرفضه الجميع. وأوضح علام أن المشكلة يعانى منها أهالى قرية اللشت فقط دون باقى القرى المجاورة والتى تعانى أيضا من القرية السياحية، وذلك لأن السور الذى يتم إنشاؤه يكون بعيدا عن جباناتهم والتى يوجد بديل وحيد مقترح لها وهى 10 أفدنة فى حوض المحجر رقم 5 الواقع جنوب شرق هرم امنمحات وغرب عزبة اللشت الغربية. وأضاف علام أن أهالى القرية لا يرفضون إقامة القرية السياحية ولا يرفضون محافظة الأعلى للآثار على التراث القومى لهم لأن ذلك سيحل أزمة البطالة التى وصلت إلى 90 % بين أهالى القرية، لكن الأهالى يرفضون منعهم من دفن موتاهم تكريما لهم، خاصة أنه لم يبق أمامهم الآن سوى البحر لدفن أقاربهم فيه أو موافقة كل من الدكتور زاهى حواس رئيس المجلس الأعلى للآثار والدكتور فتحى سعد محافظ 6 أكتوبر على تخصيص 10 أفدنة لدفن الموتى. وعد الدكتور فتحى سعد محافظ 6 أكتوبر، الوفد المفوض من أهالى قرية اللشت خلال اجتماعه معهم بالموافقة على تخصيص 10 أفدنة لهم إذا كانت أملاك دولة، أما إذا كانت هذه الأراضى تابعة للآثار فإنه سيتم مخاطبة المجلس الأعلى للآثار للموافقة عليها وفى حال عدم موافقته فسيتم البحث عن بدائل أخرى تكون تابعة لأملاك الدولة، كما وعد أيضا الدكتور زاهى حواس الأهالى بأنه سيتم تخصيص أراض لهم فى حرم أملاك الآثار لكن وعده لهم لم ينفذ إلى الآن.