أحد أصدقائى فى جامعة بغداد العريقة يُصور لى ما تفعله داعش بقوله "يقتلون النساء ويذبحون الأطفال ذبح الخراف ثم يكبرون". والسؤال الآن هل القتل والذبح والتنكيل يُعد نصرًا وفتحا يستوجب التكبير.. أى دين هذا !! وهل نحن مطالبون على الدوام بتبرير تلك الحماقات التى يأتيها أهل الضلال، بأن نفرق بين المنهج والمُنتهج، أو بين الإسلام كجوهر، والمتأسلم كمخطئ للفهم، هل علينا أن نتحمل كل هذا الاستفزاز والقتل والخراب باسم الدين.. لعن الله من تاجر بالدين لأجل الكرسى، أو لأجل أغراض رخيصة، أو لأجل دعاوى وهمية ليس لها محل من الوجود إلا فى خيالهم المريض، ولعن الله كل من أوّل النصوص بغير علم أو بغير هدى، "فمثله كمثل الكلب إن تحمل عليه يلهث وإن تتركه يلهث" بتوصيف القرآن الكريم. يا سادة، إن نظرة عقل واحدة تبين فى غير لبس أو غموض أن التجارة بالدين كانت منذ عصر النبى الكريم "ص" ذاته بداية من استغلال عبد الله بن أبى الإسلام فى الظاهر للوصول للرئاسة والوجاهة وعدائه له فى الباطن، ثم ظهور الخوارج وعدائهم لصريح وصحيح الدين، ثم فصل القرأن الكريم فى تلك القضية بأمره للنبى "ص" بقوله تعالى (فلذلك فادع واستقم كما أمرت ولا تتبع أهوائهم) أى ادع إلى الدين الحق، إلى الرحمة والتراحم، إلى خفض الجناح للمؤمنين، إلى الترابط والاعتصام، إلى الوحدة ونبذ الفرقة، ولا تتبع أهواء الذين يتاجرون بالدين، أو يضلون السيبل أو يبتعدون عن الطرق القويم، فكلهم فى الإثم سواء.. ثم أنظر إلى أصل دعوة النبى الكريم "ص" الذى خاطبه القرآن بقوله (وإن أحد من المشركين استجارك فأجره حتى يسمع كلام الله ثم أبلغه مأمنه) حتى المشركين أواهم رسول الله "ص"، حتى اليهود جاورهم وعاملهم ورهن درعه عند أحدهم مقابل صاع من القمح، وأرسى لهم حقوق ومبادئ المواطنة.. أين إذًا القتل والتدمير والتخريب، إنها سجلات سواد فى جبين الإنسانية، مفاهيم لا يعرفها إلا محترفى القتل والعدوان ضد الإنسانية، والأديان جميعًا أرست قواعد التسامح وحرية الاعتقاد (لا إكراه فى الدين) وداعش تأبى إلا إكراه وإجبار الناس على عقيدة بعينها، عقيدة فاسدة عرضًا وجوهرًا، عقيدة ليس فيها سوى الدماء والقتل والتخريب، فهل تصلح تلك الخلافة التى تقوم على الجثث والدماء، هل تصلح خلافة استباحت القتل فى ظل دين حرم القتل، سؤال أرجو له جواب من داعش وماعش.