سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
صحفى تركى ل"اليوم السابع": أردوغان ارتكب خطأ سياسيا ودبلوماسيا عندما تدخل فى الشئون الداخلية لمصر.. أنور سنان: المصريون أسقطوا رئيسين فى 3 أعوام ولن يتبعوا إلا رئيسا يجلب لهم الاستقلال الاقتصادى
رغم التوتر الدبلوماسى بين حكومتى القاهرة وأنقرة، إلا أن العلاقات بين الشعبين على ما يبدو لم تتأثر كثيرا، فالمصريون لا يزالون يفضلون تركيا كواجهة سياحية، بينما يرى العديد من الأتراك أن ما يحدث هو أزمة عابرة، تسبب فيها تدخل الحكومة التركية فى الشأن الداخلى المصرى. وعن ذلك يقول أنور سنان، صحفى بجريدة آيدنلك التركية المعارضة، إن رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان، ارتكب خطأ سياسيا ودبلوماسيا كبيرا عندما تدخل فى الشئون الداخلية لمصر بعد سقوط الرئيس السابق محمد مرسى، "فهو لم يتدخل كرئيس لوزراء تركيا، وإنما كممثل للإخوان المسلمين"، على وصفه. وأضاف سنان فى تصريحات خاصة ل"اليوم السابع"، أن الكثير من وسائل الإعلام العربية و"المفكرين الإسلاميين" صنعوا حملة دعائية لأردوغان كنموذج للمنطقة، باعتباره أساس الحكومات "الإسلامية-السياسية"، تلك التى تحظى بعلاقات وطيدة مع الولاياتالمتحدةالأمريكية، وحكومة "الإخوان المسلمين"، كانت واحدة من هذه الحكومات، شأنها شأن النهضة فى تونس وحزب العدالة والتنمية فى تركيا، على حد تعبيره. وأوضح سنان أن "واشنطن أرادت أن تستخدم هذه الحكومات لتمنع الحركات الوطنية المستقلة فى المنطقة...والنموذج التركى بقيادة أردوغان كان بمثابة "الجزرة" أو مصدر الجذب الذى استخدمته واشنطن لشعوب الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. وأشار إلى أن جريدة آيدنلك التركية نشرت عام 1996 تقريرا يفيد بأن مورتن أبروماوتز، سفير أمريكى سابق فى تركيا أعد أردوغان للحكومة، وهذا ما أكده تقرير لمراكز أبحاث أمريكية. ورأى الصحفى التركى أنه برغم أن أردوغان ظهر كبطل فى منتدى دافوس، إلا أنه لم يأخذ رد فعل بعد مقتل تسعة (الآن أصبحوا عشرة بعد وفاة مصاب السبت دخل فى غيبوبة بعد الهجوم) أتراك على متن سفينة "مرمرة" التى هاجمتها إسرائيل، بل حسنت حكومته العلاقات مع إسرائيل، مشيرا إلى أن "الولاياتالمتحدة تستخدم أردوغان كحصان طروادة فى المنطقة". وانتقد سنان النهج الذى تبناه أردوغان مع مصر قائلا إنه بدلا من تعزيز العلاقات السياسية مع القاهرة، أظهر دعمه لحزب سياسى، وهو الإخوان المسلمين، لافتا إلى أن العلاقات لن تتغير مع مصر قريبا بغض النظر عمن سيفوز فى الانتخابات الرئاسية، سواء المشير عبد الفتاح السيسى، أو حمدين صباحى، طالما أردوغان ظل فى الحكم. وعن وجود سفير تركى قريبا فى البلاد، قال سنان إنه لا يظن أن تعيين سفير جديد سيتم قريبا، لأن هذا أيضا يعتمد على عدم وجود حكومة أردوغان، "وأعتقد أن هذا لن يكون بعيدا"، على حد تعبيره. وأوضح أنه فقد جميع حلفائه فى المنطقة، سواء مرسى فى مصر، أو حزب النهضة فى تونس، وحتى عدوه بشار الأسد فى سوريا، يحقق فوزا ضد الجهاديين حتى الآن. فى الوقت الذى لا يحظى فيه بدعم أوروبا والولاياتالمتحدة كما كان فى السابق، كما فقد ثقة الشرق أوسطيين. أما فيما يتعلق بالمشهد السياسى الداخلى فى تركيا، يضيف سنان، فأردوغان على ما يبدو فقط السيطرة ولم يعد يستطع إدارة الدولة. وعن رؤيته للمشهد السياسى فى مصر، قال سنان إن الشعب المصرى "أسقط رئيسين فى ثلاثة أعوام. وبعد كل ما مروا به بات لديهم ثقة أكثر فى أنفسهم، ولن يتبعوا إلا رئيسا يجلب لهم الاستقلال الاقتصادى والسياسى والوحدة". ومضى يقول إن الشعب المصرى سيصوت من أجل المرشح الذى يقدم الأمن والاستقرار، وكلا المرشحين مميزين، فحمدين صباحى، يعرف كيف يدلى بخطاب، بينما السيسى جندى ويبدو قادرا على إتمام الأمور، "وعموما المصريون لن يتركوا دولتهم لديكتاتورية جديدة، فعندما كنت فى مصر استشعرت ذلك، وهم يريدون مصلحة دولتهم ويبحثون عن الوحدة". واعتبر سنان أن اتجاه مصر للتحالف مع جيرانها الإقليميين وآسيا وإقامة التحالفات مع الدول سيكون السبيل لهزيمة "العصور الوسطى" بما تضمنه من طائفية وإرهاب، ليكون هناك استقلال اقتصادى وسياسى وثقافى.