تجددت فى الفترة الأخيرة موجة إعلان المطربين الاعتزال، وتعددت أسباب إقدامهم على تلك الخطوة ما بين فشل عمل غنائى معين، أو انحسار الأضواء ومحاولة استعادتها بطريقة التهديد بالاعتزال، ويوجد من المطربين أيضا من يشعر بأنه قدم كل ما عنده للفن ولا يوجد شىء جديد ليقدمه، أو من يكتشف فجأة أن الغناء حرام خاصة الرومانسى منه. وأحدث تصريحات اعتزال الغناء كانت للمطرب العراقى كاظم الساهر، والذى عاد مجددًا ليصرح برغبته فى الاعتزال بعد إصداره ملحمة "كلكامش"، بعدما تراجع عن تصريحه عقب اعتراض جمهوره وثورتهم ضد هذا القرار، وقاموا بإرسال توسلات لكاظم ليتراجع عن قراره، وهذا ما حدث بالفعل، إلا إنهم فوجئوا بعد فترة من الزمن بتصريح كاظم بأنه لا محال من الاعتزال بعد "كلكامش"، ويرى كاظم أنه بعد إتمام هذا العمل سيكون فنانا قدم كل ما يريد، وذلك لأنه من شدة رهانه على هذا العمل فإنه عندما ينتهى من إنجازه ويخرج إلى النور كما يتخيله لن يهتم بعد ذلك بما سيغنيه وما سيفعله، وأنه يستطيع أن ينهى حياته عند هذه النقطة لأنه سيكون اكتفى بما قدم من فن. كما فاجئنا أيضا منذ فترة المطرب اللبنانى فضل شاكر برغبته فى الاعتزال بعد 3 سنوات موعد انتهاء عقده مع شركة "روتانا"، ولم تجدِ توسلات ورغبات جميع معجبى ومحبى فضل فى أن تثنيه عن قراره المفاجئ بالاعتزال، ورغم مرور وقت طويل على هذا القرار، إلا أن فضل لم يتراجع عنه حتى الآن. وكان الإماراتى "محمد المازم" أيضاً اعتزل الغناء العاطفى من قبل، مؤكداً أن اعتزاله لا رجعة فيه، وأنه لن يعود إلى مثل هذه الأغانى مرة أخرى مهما كان المقابل، مشيرا إلى أنه مستعد للموت جوعاًً مقابل عدم عودته إلى مثل هذه الأغانى لأنها لا تقدم شيئاً ذا قيمة، كما اكتشف –على حد وصفه - أن الأغانى الدينية والوطنية والاجتماعية هى الطريق نحو السعادة الحقيقية، وليس السير وراء الدنيا. مثلما قرر عدد من المطربين الاعتزال بعد قضائهم عمل معين أو انتهاء عقدهم مع شركات إنتاجهم، قرر البعض الاعتزال عند سن معين ومنهم المطرب اللبنانى راغب علامة، والذى صرح بأنه سيعتزل الفن بعد وصوله لسن معين حتى يفسح المجال أمام الجيل الجديد من المطربين ليأخذ فرصته، ولأن لكل سن أحكام، وأنه غير متخوف من ذلك لأنه سيبدأ مرحلة جديدة من حياته يتفرغ فيها لعائلته. ومن جهتها قررت المطربة اللبنانية نانسى عجرم اعتزال الغناء عند سن الخمسين من عمرها لأنها ترى أنها فى هذه السن قد تصبح "جدة" لعدد من الأولاد والبنات، وهى اعتادت أن تكون صريحة مع نفسها وألا تخاف مطلقا تقدم العمر، لأنه لكل سن جماله. ويوجد عدد آخر من المطربين قرروا اعتزال الغناء لكنهم سرعان ما عدلوا عن قرارهم بعد ضغط كبير من معجبيهم للثناء عن موقفهم، ومنهم أيضا من لم يحتمل الابتعاد عن الغناء مهما كانت الضغوط ومن هؤلاء المطرب عامر منيب الذى قرر الاعتزال بعد خسارته مليونى جنيه فى ألبومه الأخير "حظى من السما"، لكنه تراجع عن هذا القرار لأنه اكتشف أنه لن يستطيع الابتعاد عن الموسيقى، ووجد أن الصناعة بأكملها تنهار ولو جلس فى المنزل لينتظر حل الأزمة لضاع عمره فى الانتظار. كما قرر المطرب هانى شاكر من قبل الاعتزال بشكل نهائى، ولكنه استجاب لمطالب المحيطين به وتحت ضغطهم عاد من جديد لتقديم أغنياته العاطفية، ويبدو أن هانى اتخذ قراره السابق فى لحظة اعتقد معها عدم جدوى ما سيقدمه خلال مسيرته الغنائية نتيجة تردى أوضاع الأغنية العاطفية فى الفترة الحالية بسبب اعتمادها على الصورة وفقدانها للمعانى السامية. وكان محمد الحلو أيضاً أعلن اعتزاله وقرر إقامة حفل اعتزال مثل نجوم كرة القدم، وذلك بعدما أصيب بحالة نفسية سيئة بسبب تحول سوق الكاسيت إلى سوق للفيديو كليب، كما أن الساحة الغنائية لم تعد تستوعبه أو تستوعب من هم مثله من المطربين، لكنه عدل عن قراره بعد ضغط معجبيه وزملائه عليه.