لقد طغت على الساحة السينمائية فى الفترة الماضية أفلاما أقل ما يقال عنها أنها أفلام هابطة، لا تحتوى على أدنى فكرة تذكر أو أى قيمة تربوية أو أخلاقية، فهذه الأفلام ما هى إلا قوالب لنشر ثقافة العشوائيات والبلطجة والانحطاط الأخلاقى والتحرش الجنسى والألفاظ البذيئة، ونشر الرذيلة والمساهمة فى تدنى الذوق العام أكثر ما هو متدنى، وتشويه صورة المجتمع المصرى بما تبثه من قيم سلبية بعيدة كل البعد عن ديننا الإسلامى الحنيف وعن قيم وعادات المجتمع المصرى الشرقى الأصيل. والأمثلة على هذه الأفلام كثيرة فنجد "الساحر –وحين ميسرة – ودكان شحاتة – والديلر – وإبراهيم الأبيض – وأحاسيس – والقشاش – والألمانى – وعبده موتة – وركلام – وكباريه – وولاد البلد – وشارع الهرم – وقلب الأسد – وبوبوس – وسالم أبو أخته – وحلاوة روح ...................إلخ". وقد أفاد تقرير للأمم المتحدة عام 2013. أن 99.3 % من نساء مصر تعرضن للتحرش بأى شكل من الأشكال، ولمثل هذه الأفلام الفضل فى ذلك. فهل هذه الأفلام جديرة أن تمثل مصر- التى ورد ذكرها فى القرآن الكريم فى 28 موضع منها خمسة مواضع صريحة، قال تعالى }ادخلوا مصر إن شاء الله آمنين} (يوسف:99)، والتى قال عنها الشيخ الشعراوى رحمه الله "مصر التى صدرت الإسلام للدنيا كلها هى التى صدرت لعلماء الدنيا كلها علم الإسلام صدرته حتى للبلد التى نزل بها الإسلام". هذه الأفلام ما هى إلا أفلاما لتحقيق الإيرادات، فكل ما يهدف إليه القائمون على مثل هذه الأفلام ليس مصر ولا صورتها أمام العالم ولا أخلاقيات شعبها ولا القيم التى تبثها وتؤثر بها على براءة أطفالها، بل ما يسعون إليه هو الربح فقط. وحجتهم الأولى فى إنتاج هذه الأفلام أنها أفلام واقعية، تعرض الواقع، ويقولون أن ما يحدث فى الواقع أسوء من ذلك، أوك يعنى ما ينفعش يعرضوا الواقع ده من غير ما يؤذوا عين المشاهد وسمعه بمشاهد إباحية وألفاظ خارجة. ففى الأفلام القديمة عندما كان يأتى مشهد اغتصاب مثلاً، كان يتم تصويره بطريقة لا تخدش حياء المشاهد، فنجد مثلاً قزاز الشباك انكسر أو القهوة فارت وهكذا، وكان المشاهد يفهم المقصود. ولو هدفهم يعرفوا المشاهد بأن الواقع أسوء من ذلك، ممكن ينوهون عن ذلك بكلمة فى أخر الفيلم أو أوله. وحجتهم الثانية أنها قيم سلبية فى المجتمع بنعرضها علشان تحلوها، أعرضها ولكن لا تركز عليها طول الفيلم بل ركز على توضيح أنها قيم سلبية مش يكون البلطجى أو المغتصب طول الفيلم حر وطليق ومستمتع بحياته ومسيطر على الحارة وأهلها، ومكون ثروة من البلطجة وفى أخر دقيقتين فى الفيلم يتم القبض عليه أو يموت، فأين الرسالة التى يعرضها الفيلم؟ "إن البلطجة بتخليك تستمتع بحياتك وتسيطر على الناس وتكون ثروة". فبنشرك لهذه القيم السلبية دون حل لها أو توضيح أنها قيم سلبية، وأن المجتمع ضدها فكأنك تقول للى ما يعرفش أن هذه القيم موجودة بهذا الشكل، اعرفها واتعلم وقلدها. هذا بالإضافة إلى مشاهد العرى والدموية والعنف (التوابل التى تحقق الإيرادات المطلوبة) التى تحتويها هذه الأفلام، والتى بالطبع سيشاهدها الأطفال والمراهقون وغيرهم من الفئات المتدنية ثقافياً أو أميين فهؤلاء - وما أكثرهم فى المجتمع المصرى – يقلدون ما يشاهدونه بلا وعى ولا إدراك. فهل هذه الأفلام جديرة على أن نربى أطفالنا عليها؟ فبدلاً من أن نربى أطفالنا على أخلاق الرسول عليه الصلاة والسلام والصحابة رضى الله عنهم، نربيهم على بلطجة أفلام محمد رمضان وغيره. أما حجتهم الثالثة أن هناك تنويه أن هذه الأفلام للكبار فقط، وأن المشاهد حر فى اختيار ما يشاهد فنحن لا نغصب على أحد دخول ومشاهدة فيلم معين. فبالنسبة إلى التنويه بأنها أفلام للكبار فقط فهذا لا يمنع من مشاهدة الأطفال لها إذا لم يكن فى السينما ففى التليفزيون أو على شبكة الإنترنت، ففى ظل التطور التكنولوجى الهائل أصبح من الصعب فرض الرقابة الكاملة على الطفل، وأيضاً لانشغال الآباء بالعمل لمسيرة متطلبات الحياة. حتى إذا كان الأب والأم يقومون بدورهم التربوى تجاه أبنائهم، فهذه الأفلام ستؤثر بشكل سلبى على ما يربى عليه الآباء أبناءهم، بالإضافة إلى أن المشاهد الكبير أيضاً من حقه أن يشاهد ما لا يخدش حياءه. وبالنسبة لقولهم "إننا لا نغصب على أحد دخول أو مشاهدة فيلم معين"، فهم متأكدون أن المواطنين سيدخلون ويشاهدون أولاً، لأن أغلب المجتمع المصرى طبعا،ً شباب ومراهقون وأغلب الشباب فى مصر يعانى من (البطالة – والأمية – والتدنى الثقافى – وضعف الواعظ الدينى – والكبت – والفراغ ...................إلخ). بالتالى لا يملكون القدرة على الاختيار الصحيح فسيدخلون ويشاهدون ويقلدون وتزداد حالات التحرش والإغتصاب والبلطجة، التى نسمع عنها فى كل ساعة. ثانيا: أنهم لا يجدون أمامهم أفلاما أخرى فى دور العرض لضعف السينما المصرية، فبعد أن كانت مصر تنتج فى الماضى ما بين 120و 130 فيلماً سنوياً، أصبح إنتاج اليوم يتراوح بين 8 و12 فيلمًا فقط فى العام الواحد، ولعدم قيام وزارة الثقافة بإنتاج أفلام سينمائية محترمة تمثل مصر أمام العالم، وأيضاً لأن الدولة لا تشجع الأفلام المستقلة ذات الميزانيات القليلة أو المتوسطة ولا توفر لها أى دعم، وبالتالى فالجمهور لا يجد أمامه سوى هذه الأفلام الرخيصة الهابطة. وحجتهم الأخيرة فهى حرية الإبداع وهى الحجة التى يلجأون إليها عندما يعجزون عن الرد والتبرير، فأنا لست ضد حرية الإبداع ولكن عندما تصطدم بتعاليم ديننا الإسلامى وتقاليد وأخلاق مجتمعنا فلا يسمى إبداعا بل انحلالا. كلمة أخيرة......... عرض هذه الأفلام هو مخطط غربى صهيونى ونحن نتنافس على تقليدهم تقليداً أعمى بحجة الديمقراطية وحرية الإبداع والتعبير، دون حفاظاً ولا غيرة على ديننا الإسلامى وتعاليمه، كأننا نساعدهم على تحقيق أهدافهم فى تشويه بلد الإسلام.