لهن – فاطمة بدار فى ظل ماتمر به البلاد من تغيرات سياسية وإقتصادية نتيجة توالى ثورة وتظاهرات ، وما واكبه من تغيرات أخلاقية ، جاء المنتج محمد السبكى بفيلم جديد مثير للجدل وللأخلاق ( حلاوة روح ) . وتلعب دور البطولة الفنانة اللبنانية هيفاء وهبى ويقف ِأمامها بطلاً طفل صغير لم يتعد سن البلوغ ، وتدور أحداث الفيلم عن حب الطفل وإعجابه بروح أو هيفاء وهبى ، المرأة الجذابة العارية الصدر والساق دائما ً . ورفض الفيلم الكثير من النقاد والفنانين و أثار جدلاً واسعاً منذ عرض إعلاناته على الشاشة ، حيث يأتى بإعلان الفيلم الطفل الصغير مع البطلة فى غرفة النوم ، مما أثار جدلاً واسعاً حول الهبوط بالأخلاق والذوق العام إلى القاع . وأثار الفيلم حفيظة الناس حيث يُعلم الفيلم الأطفال التحرش الجنسى والإغتصاب وتزداد الجرائم ، من وراء فيلم مثير جنسياً لغرائز الأطفال تجاه المرأة . * وقف فيلم حلاوة روح : وجاء قرار من رئيس الوزراء - إبراهيم محلب – بإلغاء عرض فيلم ( حلاوة روح ) لما به من إثارة جنسية ومشاهد جريئة وعرضه على هيئة الرقابة على المصنفات الفنية لاتخاذ قرار نهائي بشأنه. وقام مجموعة من النشطاء على مواقع التواصل الإجتماعى بعد قرار رئيس الوزراء بعمل هاشتاج بعنوان ( شكراً محلب) عبر موقع تويتر، لتوجيه رسالة شكر لرئيس الوزراء على الاستماع لنداء الرأي العام بسرعة التدخل لإيقاف الفيلم . وقامت مبادرة ( كما تدين تدان لا للتحرش الجنسى ) بتنظيم وقفة احتجاجية ضد السينما الهابطة فى ميدان طلعت حرب ضد الرقابة على المصنفات السينمائية لسماحها لبعض الافلام التى تدعو للتحرش الجنسى والإسفاف من المرور خلالها إلى دور العرض السينمائية . * أفلام السبكى ..أزمة أخلاقية بالمجتمع : أما عن أراء الناس فى فيلم ( حلاوة روح ) وقرار منع عرضه لما يثيره من مشاهد جنسية بطريقة غير لائقة ، قالت أمل إبراهيم – موظفة - : العيب فى الفيلم على صناع السينما والمسئولين الذين تركوا السبكى يطلع لنا أفلام بالقذارة دى . وأيدتها فى ذلك ، مديحة إسماعيل – موظفة – متسائلة : هل هيفاء وهبى مغنية أم ممثلة ؟ ، اذا كانت لا تعرف الغناء هتعرف التمثيل ، ثم أفلام السبكى جميعاً نعلم أنها هابطة ، لماذا نتركها فى السينمات وعلى شاشات التليفزيون تصيب المجتمع بالإنهيار الأخلاقى كما يحدث . و قال أسامة عبد ربه – محاسب - : المجتمع أصبح فاسد ومشكلتنا ان كل فرد بيقول وأنا مالى ، وبنهتم بالسياسة أكثر من إهتمامنا بأخلاقنا ومجتمعنا . وقال على محمد – طالب - : السبكى تاجر مواشى ولحوم ، كيف نتركه يعمل بالسينما وهو لا يعلم عنها شيئاً ثم ينتج أفلاماً مليئة بالألفاظ والإيحاءات الجنسية . وقالت سها رامى – موظفة - : العيب على المسئولين الذين يتركون مثل هذه النوعية من الأفلام الاباحية تدخل بيوتنا . وقال حسن عبد الرازق – مهندس زراعى - : سعدت كثيراً بقرار رئيس الوزراء محلب وأتمنى نقاطع تلك النوعية من الأفلام الهابطة التى تسىء لمصر ، والتى تصور مصر بصورة غير محترمة . * وقف الفيلم ضد حرية التعبير: وعلى جانب آخر ، قامت جمعية نقاد السينما المصريين بإستنكار قرار رئيس الوزراء إبراهيم محلب بزعم أنيقدم رئيس لوزراء مصر بعد ثورتين عملتا من أجل تحقيق أهداف سامية من بينها حرية التعبير والإبداع، وبعد إصدار دستور جديد للبلاد ينص على هذه الحرية ويكفل لها ما يحافظ عليها، يصدر قرارا من أعلى سلطة تنفيذية فى البلاد بإيقاف فيلم بعد التصريح بعرضه . وجاء ببيان الجمعية أن بالرغم من إختلافها مع المستوى الفنى للفيلم تعلن إعتراضها على هذا القرار، وتؤكد على تضامنها مع أصحاب الفيلم فى المطالبة بسرعة العدول عن هذا القرار. * السينما نظيفة دون أفلام السبكى : و قالت الناقدة الصحفية – ماجدة موريس - : ان ازمة افلام السبكى تعتبر وقتية وليست دائمة ، فهى افلام تنتج خصيصاً بمناسبة العيد فقط أولكى تجذب الجمهور وتأتى بمشاهدات عالية من خلال ماتقدمه من عرى وإثارة . وأوضحت : دائماً ننظر الى الجزء الفارغ من الكوب ، فلماذا نركز على افلام السبكى فقط دون النظر الى افلام اخرى مصرية سينمائية مثل الشتا اللى فات وغيره وغيره ممن يذهبون المهرجانات ويحصدون الجوائز ، فالسينما مازالت تقدم افلاماً كثيرة واقعية وترقى لمستوى السينما . * الأطفال تتأثر بالأفلام سلباً : وفى نفس السياق، قال أنور الملكى – خبير التنمية البشرية - : أنه من المؤكد تأثر الطفل بمثل هذه الأفلام يكون من الصعب السيطرة عليه، حيث تؤكد الأبحاث والدراسات التى تربط بين بعض جرائم الأطفال، وبعض الأفلام التلفزيونية إلى أن للأفلام دوراً مباشراً فى تلك الجرائم، إذ أنها تساعد على بلورة بعض الميول الإجرامية لدى الطفل . وأعطى خبير التنمية البشرية الحل حيث قال : يمكن الحل الأمثل لهذه المشكلة وتوقف شركات الإنتاج عن بثها هو مقاطعة مثل هذا النوع من الأفلام، التى كثر بشدة إقبال الشباب عليها، بالإضافة إلى عودة الأسر المصرية إلى قيمنا الأصيلة وترسيخها داخل مجتمعنا مرة أخرى . وأضاف : ويكون لصناع السينما الحقيقيين والنجوم الكبار دور فى مواجهة هذه الأفلام عن طريق تقديم أعمال نرى من خلالها حقيقة الأمور، دون تزيفها حتى لو كان فى سياق الدراما، حتى لا تؤثر بالسلب هى الأخرى على الشباب والأطفال ونراهم بعد ذلك يقدمون ما يشاهدوه مما يترتب عليه انتشار معدل الجريمة، وكما قال أمير الشعراء أحمد شوقى ( إنما الأمم الأخلاق ما بقيت فإن هم ذهبت أخلاقهم ذهبوا) .