فى مصر فقط ..كلمات تتحول من معناها الى النقيض تمامًا، وذلك بفعل الشفرات التى اتفق المصريون عليها ضمنيًا وبدون اتفاق مسبق . قد لا يستطيع أى شخص غير مصرى من فهم المعنى ولا حتى أعتى أجهزة المخابرات .. ولكن إذا ما قالها مصرى لمصرى صارت مفهومه بدون أى عناء.. ومع الأيام صرنا نقول تلك الكلمات ولا نستشعر غرابة المعنى .. فمثلا إذا جاء ضيف ثقيل وعايز تمشيه نقول شرفتنا ولو شفت حاجة عجبتك نقول دى جنان والمجنون بركة والمريض عافية والسليم بٌمب، أما قشطة يعنى ماشى وماشى يعنى آه وكَبَر يعنى طنش يعنى لا. إن شاء الله بقت للأسف بتستخدم لو عايز تسجد اللى قدامك. حتى تسجد دى عارف يعنى إيه! والله أنا ما أعرف لكن قلتها وأنت فهمتها .. ما علينا.. بردوا هوه إيه اللى علينا! ناهيك عن الكلمات التى تحمل إيحاءات جنسية والتى برع فيها المصريون وتفننوا فيها بشكل منقطع النظير. حتى صارت السخرية من أنفسنا ومن حالنا نوعًا من أنواع الكوميديا والمتعة فلم نعد نحزن على حالنا بقدر ما نطلق النكات.. حتى فى أشد وأحلك الأوقات كان المصريون يطلقون نكات لاذعة وظريفة، مما جعل الثورة المصرية يطلق عليها ثورة الظرفاء. ولكن فى النهايه يظل السؤال قائمًا .. هل نحن حقاً سعداء إلى هذا الحد من الضحك والمرح، أم أنها وسيلتنا للتعبير عن شدة ضيقنا. إنه نوع من استخدام كل شىء فى غير موضعه حتى الإحساس!