نشرت صحيفة نيويورك تايمز، ملفاً خاصاً أعده مراسلها فى القاهرة مايكل سلاكمان يسلط الضوء على الملياردير السعودى الأسطورة وتاجر السلاح المشهور بصفقاته ونشاطاته الغامضة، عدنان خاشقجى، ذلك الرجل الذى تقول عنه نيويورك تايمز، إنه اشترك تقريباً فى كل فضيحة عرفها القرن العشرون، كان أبرزها فضيحة إيران-كونتر، ولكنه لم يُدَن فى أى منها. تقول الصحيفة إن اسم خاشقجى، الذى يبلغ من العمر 74 عاما، ارتبط بالكثير من المؤامرات والقضايا مثل قضية مقتل الأميرة ديانا وصديقها المصرى دودى الفايد، ومسألة المخالفات فى التصويت فى فلوريدا فى انتخابات عام 2006 الرئاسية. وتنقل نيويورك تايمز عنه قول "فلسفتى الشخصية إننى لا أندم على الأمور التى وقعت، سواء كانت جيدة أم سيئة.. فأنا أقبل مصيرى، وهذا موقف شخصى". ولكن يحاول خاشقجى الآن العودة إلى مزاولة أعماله ونشاطاته، فبعد قضاء حياته مستخدماً اتصالاته لعقد اتفاقات لحسابه، يعمل كمستشار ويبيع هذه الاتصالات، وبدلاً من أن يأخذ عمولة يحصل على ما يسمى "دفع الحوافز". ويرى سلاكمان أن خاشقجى بعيد كل البعد عن الإفلاس، أو على الأقل يتمكن من الظهور كما لو أنه بعيد عن الإفلاس، وهنا تحديداً يكمن سحره، على حد تعبير الكاتب الذى ينقل عنه قول "هذا كله جزء من آلية إبهار الناس، سواء بالحديث، أو بالآراء الشخصية أو بالمظهر". وتشير الصحيفة إلى أن أصول الملياردير السعودى ساعدته كثيراً، فهو نجل الطبيب الشخصى للملك عبد العزيز بن سعود، والذى أصبح فيما بعد وزير الصحة السعودى، ومع ذلك لم يتخرج من جامعة ستانفورد بسبب انغماسه فى العمل التجارى، حيث تمكن من عمل أكثر من 150 ألف دولار فى صيف العام الأول من الدراسة الجامعية بعدما باع شاحنات ثقيلة إلى محمد بن لادن، والد أسامة بن لادن. وعندما كانت المملكة العربية السعودية فى أمس الحاجة لبناء جيش عسكرى مستخدمة أموال النفط، مهد لها خاشقجى الطريق، حيث أصبح الصلة بين صناع السلاح الأمريكيين والمملكة، وهو الأمر الذى أكسبه شهرة واسعة فضلاً عن عمولات هائلة. ويقول سلاكمان إن تاجر السلاح السعودى عرف فى مرحلة ما بأغنى رجل فى العالم، ولكن التعريف الأدق هو "أكبر منفق فى العالم". "عندما تطرق الفرصة، يجب أن تكون قادرا على أن تفتح لها الباب، وقد طرقت بالفعل". وتقول نيويورك تايمز إن خاشقجى عرف على الساحة الدولية بسبب البذخ والترف الذى يعيش فيه فهو يمتلك الكثير من الطائرات الخاصة واليخوت والعقارات حول العالم، وهو الأمر الذى أكسبه أصدقاء أقوياء والصفقات المربحة، فمثلاً استأجر ذات مرة فرقة الروك الشهيرة "كوين" للغناء فى حفل عيد ميلاده وكتبوا له أغنية تحمل اسمه تدعى "سفينة خاشقجى". وعلى الرغم من ذلك، اكسبه سلوكه وأسلوب حياته سمعة سيئة، فهو كان تاجر السلاح فى فضيحة إيران - كونترا، كما اتهم بمساعدة عائلة "ماركوس" لنهب مئات الملايين من الخزنة الفلبينية قبل الفرار من مانيلا. للمزيد من الاطلاع اقرأ عرض الصحافة العالمية على الأيقونة الخاصة به.