يشكو الكثير من الآباء والأمهات من حالة التأخر الدراسى التى يعانى منها أبناؤهم، غير مدركين للأسباب الحقيقية وراء هذا التأخر وسبل علاجها، وتقول الدكتور مى مدحت رمزى أخصائية العلاج النفسى والسلوكى للأطفال والمراهقين بمستشفى المعمورة للطب النفسى مضيفه أن بعض الأسر تلجأ إلى بعض الأساليب غير التربوية والعقيمة، كالعقاب البدنى مثلاً فى سعيهم لحث أبنائهم على الاجتهاد. وتؤكد مى أن هذه الأساليب لا تأتى بنتائج مؤثرة بل على العكس تماما فقد يحدث للطفل بعض المشكلات النفسية والسلوكية نتيجة هذا التأخر والعجز الذى يصيب الطفل نتيجة عدم قدرته على التحصيل. وعن أهم العوامل التى تسبب التأخر الدراسى تشير مى إلى إن هناك 1 العامل العقلى كالتأخر فى الذكاء والقدرات العقلية بسبب مرضى أو عضوى. 2 العامل النفسى كضعف الثقة بالنفس، أو الكراهية لمادة معينة، أو كراهية معلم المادة بسبب سوء معاملته للطفل، وأسلوب تعامل الوالدين مع أبنائهم. 3 العامل الجسمى فى حال ما إذا كان الطفل يعانى من عاهة أو أى إعاقة بدنية. 4 العامل الاجتماعى ويتعلق هذا العامل بوضع التلميذ فى البيت والمدرسة، وعلاقاته بوالديه، ومعلميه، وأخوته، وأصدقائه. وعن كيفية علاج مشكلة التأخر الدراسى، تضيف مى إن معالجة مشكلة التأخر الدراسى غير الطبيعى تتوقف على التعاون التام، والمتواصل بين ركنين أساسيين البيت والمدرسة. مضيفة ونعنى بالبيت طبعاً مهمة الأباء والأمهات ومسؤولياتهم بتربية أبنائهم تربية صالحة، مستخدمين الوسائل التربوية الحديثة القائمة على تفهم حاجات الأبناء وتفهم مشكلاتهم وسبل تذليلها، والعائلة كما أسلفنا هى المدرسة الأولى التى ينشأ بين أحضانها أبناءنا ويتعلمون منها الكثير. وتابعت مى ولا يتوقف عمل البيت عند المراحل الأولى من حياة الطفل، بل يمتد ويستمر لسنوات طويلة، حيث يكون الأبناء بحاجة إلى خبرة الكبار فى الحياة، وهذا يتطلب منا الإشراف المستمر على دراستهم، وتخصيص جزء من أوقاتنا لمساعدتهم على تذليل الصعاب التى تجابههم بروح من العطف والحنان والحكمة، والعمل على إنماء أفكارهم وشخصياتهم بصورة تؤهلهم للوصول إلى الحقائق بذاتهم، وتجنب كل ما من شأنه الحطّ من قدراتهم العقلية بأى شكل من الأشكال، لأن مثل هذا التصرف يخلق عندهم شعوراً بعدم الثقة بالنفس ويحد من طموحهم. وأضافت مى إن مراقبة أوضاعهم وتصرفاتهم وعلاقاتهم بزملائهم وأصدقائهم، وكيف يقضون أوقات الفراغ داخل البيت وخارجه، والعمل على إبعادهم عن رفاق السوء، والسمو بالدوافع، أو الغرائز التى تتحكم بسلوكهم وصقلها، وإذكاء أنبل الصفات والمثل الإنسانية العليا فى نفوسهم، إضافة إلى ضرورة العمل على كشف مواهبهم وهواياتهم، وتهيئة الوسائل التى تساعد على تنميتها وإشباعها. واستكملت يجب مساعدة أبنائنا على تحقيق خياراتهم، وعدم إجبارهم على خيارات لا يرغبون فيها، بجانب تجنب استخدام الأساليب القسرية فى تعاملنا معهم، وعدم النظر إليهم، والتعامل معهم وكأنهم فى مستوى الكبار، وتحميلهم أكثر من طاقاتهم، مما يسبب لهم النفور من الدرس والفشل، إضافة إلى مساعدتهم على تنظيم أوقاتهم، وتخصيص أوقات معينة للدرس، وأخرى للراحة واللعب مع أقرانهم.