فى عربات الدرجة الثالثة تركب سمر ماهر عبد القوى الطالبة بكلية التربية جامعة المنوفية، لتدخل بقدميها مضطرة إلى عالم غريب، به خطورة غير مشكوك فيها، تقول: «أنا أصلاً من بشتامى فى الشهداء وكل يوم بأركب القطار إلى منوف، ومنها إلى شبين الكوم، وبصرف كل يوم 10 جنيه فى البهدلة وعدم الأمان، وطبعا جوه القطار باتعرض للتحرش، والخناقات بالسنج والمطاوى ومفيش أمن خالص». وبتكملى إزاى؟ - ما هو يا إما أكمل، يا إما مروحش الجامعة ومتعلمش، معاناة عدم الأمان مش لوحدها، أنا طبعا بأعانى خصوصا فى الشتاء، لأن دورات المياه غير آدمية، ولا توجد إضاءة، وباتخنق فى الصيف من التدخين، ده غير الباعة الجائلين اللى بضاعتهم منتهية الصلاحية، ومحدش بيقول لهم بتعملوا إيه، وده شفته بنفسى لما واحدة صاحبتى اشترت منهم وجالها تسمم. ومشكلة المشاكل إنى خايفة بعد كل ده أسقط، لأنى بأتأخر على الجامعة، وبأتمنع من دخول المحاضرات والسكاشن بسبب تأخير القطار، وده مش حالى لوحدى، ده كل الطلاب اللى بيركبوا القطار على كده، أما الموظفون فهم مهددون بالفصل، ودى حكاوى بنسمعها فى القطار كل يوم، بصراحة اللى ميموتش بسبب حادثة قطار، ممكن يموت جوّه القطار من اللى بيشوفه. وبترجعى البيت تقريباً كل يوم إمتى؟ - بالليل طبعاً .. وهنا بتبتدى رحلة عذاب تانية مع سواقين الميكروباص لأنهم بيستغلوا الموقف، وبيرفعوا الأجرة من جنيه إلى 2 جنيه، ولو اعترض أى حد بينزلوا الركاب ببساطة وبيوقفوا العربية. لمعلوماتك... 3 ملايين يستعملون قطارات الدرجة الثالثة مثل سمر، 6 آلاف قتلتهم القطارات فى مصر خلال السنوات العشر الأخيرة، وأصيب أكثر من 21 ألفا.