بعد نشر مقال في جريدة (المصريون) بتاريخ 12/10/2010 بعنوان "همسة في أذن وزير التربية والتعليم".. نشرت جريدة (المصري اليوم) بتاريخ 20/10/2010 خبرا بعنوان "(التعليم) تعالج ضعف القراءة والكتابة من الابتدائية حتى الثانوية". وفي هذا الخبر قرار وزارة التربية والتعليم معالجة مشكلة ضعف القراءة والكتابة لدى الطلاب بدءاً من الابتدائية وحتى الثانوية بتخصيص عشر دقائق من كل حصة لعلاج تلك المشكلة. وهذه الخطوة بلا شك خطوة على الطريق الصحيح، وعلاج لتلك المشكلة التي يبقى أثرها مع الطالب حتى بعد التخرج فلا يستطيع أن يميز بين نطق الأحرف المشكولة فضلاً عن أن يكتبها كما يسمعها كتابة صحيحة... فلا يفرّق في النطق بين "بَ" و"بَّ" و"بْ" إلى باقي حالات الحرف الواحد. وقد ذكر الخبر أن وزارة التربية والتعليم - مشكورة - خاطبت جميع المديريات التعليمية للبدء في رصد المدارس التي يعاني طلابها من ضعف القراءة والكتابة. وكانت هنالك خطوة تمنيت من السيد الوزير - حفظه الله - أن يتخذها... ألا وهي تأهيل المعلمين لتعليم منهج قراءة وكتابة بطريقة كطريقة "القاعدة البغدادية" أو "نور البيان" حيث أثبتت هاتان الطريقتان كفاءة عالية في تعليم الأطفال في سنٍّ صغيرة ، أو اقتباس فكرة هاتين الطريقتين ثم تطبيق طريقة مطورة بأيدي التربويين بوزارة التربية والتعليم، إذ أن هاتين الطريقتين تم تطبيقهما فوجدنا طلاب الحضانات يحسنون القراءة بالتشكيل في سن مبكر (3 و4 سنوات)، وتعتمد هاتان الطريقتان على تعليم الطفل حروف الهجاء كلُّ بجميع حالاته التي يأتي بها في اللغة العربية. فعلى سبيل المثال، يتعلم الطفل حرف الباء بجميع أشكاله (بَ: باء فتحة بَ، بِ: باء كسرة بِ، بُ: باء ضمة بُ... وهكذا يأخذ الطفل باقي الحالات العشرين للحرف الواحد، كباء فتحة بعدها مد بالألف، وباء كسرة بعدها مد بالياء وباء ضمة بعدها مد بالواو، ثم الباء المنوّنة بالفتح والكسر والضمّ، ثم الباء الساكنة ثم يأخذ الباء المشددة بجميع حالاتها). فيدرس درسا كاملاً للفتحة ثم درساً آخر للكسرة ثم الضمة وهكذا إلى آخر الحالات العشرين لحروف الهجاء. وهو في أثناء ذلك يدرس على كل حالة من حالات الأحرف عدة كلمات ويتهجاها بالطريقة الآتية: دَخَلَ :دال فتحة دَ، خاء فتحة خَ... ثم يجمع أول حرفين معاً (دَخَ) ، ثم يقول: لام فتحة لَ ثم يجمع الحروف الثلاثة معاً: دَخَلَ. وبمرور الطفل على هذه الحالات كلها في غضون أربعة أشهر بمعدل حصة يومياً لطالب الصف الأول الابتدائي، يستطيع الطالب قراءة وكتابة أي نص مشكول ويبقى طوال عمره متقناً للقراءة والكتابة بلغته الأم، ولا يتعثر فيهما كما هو الحال عند كثير من الخريجين. وقد تمت تجربة تعليم القراءة بهذه الطريقة – ولله الحمد – في بعض دور ومكاتب تحفيظ القرآن، وأخرجت نماذج قادرة على القراءة الجيدة والتعامل بشكل قوي وجيد مع نصوص التراث بل وقراءة كتاب الله تبارك وتعالى في سنٍ مبكر، كل ما علينا هو إعطاء المعلم دورة سريعة في آلية تطبيق هذه الطريقة، فالمعلم هو الأساس في التعليم، ويقع العبء الأكبر عليه في تطبيق مثل هذه الطرق الناجحة في التعليم. فلَيْتَ الوزير الفاضل يبدأ بالمعلم وذلك بإعطاء دورة سريعة في مثل هذه الطرق التعليمية الناجحة، سائلين المولى – تبارك وتعالى – أن يجعل جهدكم في موازين حسناتكم وأن يوفقكم لمزيد من التقدم والرقي، وأن يصلح بكم التعليم الذي انهار خلال السنوات الكثيرة الماضية، إنه ولي ذلك والقادر عليه. وفقكم الله لما يحبه ويرضاه... هيثم حمزة بكالوريوس حاسبات ومعلومات Eng.haitham85@gmailcom