الفحص النفسى قبل الزواج ضرورى لإقامة بيت ناجح

علماء نفس واجتماع:

أطفال لا يتحركون، صامتون، يخشون من ارتكاب أخطاء قد ينتج عنها ما لا يحمد عقباه، وزوجة ترجو من الله طوال الوقت بأن تمر الساعات دون أى مشاكل، ذلك هو حال الأسرة التى يعانى فيها الزوج من حالة نفسية تجعله يثور غاضبا لأتفه الأسباب، مما يجعل أفراد الأسرة يعيشون فى حالة من التوتر والقلق، وهو ما يثير قضية أهمية الفحص النفسى للزوج والزوجة قبل الزواج.
اليوم السابع ناقش هذه القضية مع المتخصصين، وحالات تزوجت وأخرى مقبلة على الزواج.
فى البداية أشارت الدكتورة وفاء المستكاوى مدير عام الإدارة العامة للدفاع الاجتماعى وخبيرة فى مجال الطفولة إلى أهمية الفحص الطبى أولا، لتحديد ما إذا كان الزوج مناسبا أو غير مناسب، ويهدف إلى حماية الأجيال الجديدة من الأمراض الوراثية، بالإضافة إلى حماية الأفراد من الأمراض المعدية التى تنتقل بين الزوجين.
وتطالب المستكاوى بضرورة تواجد أماكن أو عيادات متخصصة فى كيفية إدارة الحياة الزوجية، من خلال إعداد فريق طبى ونفسى واجتماعى بالشأن الأسرى حتى يتيح للمقبلين على الزواج فرصة التعارف والتآلف، وتأتى فى المرحلة الأخيرة مرحلة الاستكشاف وهى أخطر المراحل وكثير من الأزواج مع الأسف لا يتجاوزونها وإنما يقفون عندها.
وتستكمل: "العيادات النفسية والمتخصصة تساعد فى توثيق العلاقات الأسرية وكيفية إدارة بيت ناجح كما يتيح لهم فرصة التغلب على الفروق الفردية المتواجدة فى الأزواج".
كما أكد د. خالد العطار استشارى الطب النفسى جامعة عين شمس على ضرورة وأهمية الفحص النفسى قبل الزواج، لأن أحد أهم الأسباب التى تواجه الطرفين بعد الزواج هى أنهما يكتشفان عدم معرفة الطرف الآخر حق المعرفة، ولا يفهمان فى الوقت ذاته فروقهما النفسية، ونقاط ضعفهما وقوتهما، وبالتالى لا يستطيع الفرد أن يحدد من هو الشريك المناسب له، لافتا إلى أن العدوانية والبخل والانطوائية هى من أكثر الصفات التى تزعج الفتاة فى شريك حياتها.
كما أعرب من جانبه عن أسفه الشديد عن عدم انتشار الوعى الكافى بأهمية الصحة النفسية لكل من المقبلين على الزواج.
وتفاوتت الآراء فى تأييد ورفض الفحص النفسى قبل الزواج، ويرى البعض أنها تعقيدات لا مبرر لها، ونحن فى مجتمع شرقى لا يسمح لهم بذلك بينما يراها آخرون ضرورة ملحة للحفاظ على استقرار الأسرة والمجتمع.
وأوضح أخصائيون وتربيون أن الفحص ما قبل الزواج للكشف عن الأمراض النفسية يحتاج إلى دراسات عميقة ومتعددة؛ لأن بعض الأمراض النفسية يكون علاجها بالزواج، وهناك جهات معنية للمقدمين على الزواج ومن خلال ما تجريه من فحوصات يتم بناء عليه تحديد مدى فاعلية الزواج من عدمه، وذلك بتوضيح الإيجابيات والسلبيات.