ذكرت صحيفة "لوموند" أن نحو 200 من الجنود الفرنسيين وأفراد من أسرهم كان من المفترض أن يتوجهوا فى 18 نوفمبر الجارى إلى مكةالمكرمة لقضاء الحج، إلا أن فيروس (H1N1) وبطء الإجراءات من قبل الإدارة السعودية قد قضى على تحقيق هذا المشروع، وهذا هو الجديد من نوعه على الساحة العسكرية والثقافية فى فرنسا. يؤكد عبد القادر عربى، المرشد الإسلامى للجنود فى الجيش الفرنسى، أنه قد اتخذ وحده قرار إلغاء الحج هذا العام بسبب مخاطر وباء أنفلونزا الخنازير، مؤكدا أن الحج سيتم فى 2010، ومشيرا إلى أن فكرة إرسال الجنود المسلمين إلى الحج جاء استجابة للطلب المتزايد من قبل الجنود داخل الجيش الفرنسى، ودليل على الاعتراف بالدين الإسلامى فى الجيش الفرنسى. وتجنبا لإثارة الشكوك إزاء احتمال تفسير مشروع حج الجنود المسلمين بأنه خرق لقواعد العلمانية الفرنسية، يعرب عبد القادر عن رغبته فى إزالة أى غموض، قائلا: "إن رابطة دعم الإرشاد الإسلامى التى تتولى مسئولية أنشطتنا الاجتماعية، هى التى تدير هذه المبادرة، وعلى الجنود الراغبين فى تأدية الحج الحصول على إذن بالذهاب إلى مكة وسيدفعون تكاليف سفرهم بأنفسهم، ولن يضع الجيش بأى حال من الأحوال طائرة تحت تصرفهم، كما أن وزارة الدفاع لن تدفع شيئا من تكاليف سفرهم". وتقول الصحيفة إن تنظيم الحج من قبل هيكل تابع لوزارة عليا علامة على مرحلة جديدة فى عملية تطبيع وجود الإسلام فى المؤسسات الفرنسية، ولكن بالإضافة إلى ذلك فإن رابطة الإرشاد الإسلامى العسكرى ترغب فى الإسهام فى توطيد وجود المسلمين الفرنسيين فى أسواق الحج من خلال الحصول على موافقة من السلطات السعودية، التى كانت منتظرة هذا العام ولكنها لم تصدر، بالحصول على تأشيرات للحج، وتنظيم هذه الرحلة عن طريق تجنب الوسطاء وخفض التكاليف. وتذكر الصحيفة أن الإرشاد الإسلامى العسكرى الذى تأسس بعد فترة قصيرة من إنشاء المجلس الفرنسى للديانة الإسلامية، على غرار نظيراته الكاثوليكية والبروتستانتية واليهودية، كان يعمل حتى هذا الوقت على ضمان توصيل الوجبات الحلال إلى الجنود المسلمين فى الجيش الفرنسى، وتنظيم أماكن العبادة لهم وإرشادهم روحيا، حتى إنه قد تدخل عندما برر جندى مسلم رفضه القتال فى أفغانستان بأنها مشكلة ضمير. ويصل عدد المرشدين الروحانيين للمسلمين فى الجيش الذين يمثلون أحد مظاهر النجاح النادرة التى حققها المجلس الفرنسى للديانة الإسلامية، إلى 31 شخصا، مقابل نحو خمسين من البروتستانت وثلاثين من اليهود و200 من الكاثوليك. ونتيجة عدم وجود إحصاءات عن عدد المسلمين فى الجيش الفرنسى، فإنه يتم حساب نسبتهم على أساس نسبة عدد المسلمين فى الدولة بشكل عام، حيث تعد الديانة الإسلامية هى الديانة الثانية فيها، أى ما بين 7 ٪ و 8٪. للمزيد من الاطلاع اقرأ عرض الصحافة العالمية على الأيقونة الخاصة به.