اليوم..ختام المهرجان الوطنى للفيلم بطنجة و"الصوت الخفى" يحصد الإعجاب

تختتم مساء اليوم الدورة 15 من المهرجان الوطنى للفيلم بطنجة، الذى بدأ فى 7 فبراير الحالى، بالإعلان عن جوائز المسابقتين الرسميتين للفيلم الطويل والقصير (12 جائزة للفيلم الطويل و3 جوائز للفيلم القصير)، وجائزة النقد فى المهرجان، التى تمنحها الجمعية المغربية لنقاد السينما.
وشارك فى الدورة 15 من المهرجان الوطنى للفيلم بطنجة، 22 فيلما طويلا عكست تجارب وأجيال إبداعية مختلفة فى خريطة السينما المغربية، و21 فيلما قصيرا، أغلبها لمخرجين شباب من داخل وخارج المغرب.
وكان المهرجان قد شهد عرض فيلم "الصوت الخفى للمخرج المغربى كمال كمال وصفق جمهور الدورة 15 من المهرجان الوطنى للفيلم بطنجة (أقصى الشمال الغربى)، بعد عرض الفيلم ويستعيد فيلم "الصوت الخفى" (100 دقيقة) جانبا من تاريخ العلاقات المغربية الجزائرية، أثناء حرب التحرير الجزائرية، حيث تقطع السلطات الاستعمارية الفرنسية فى عام 1958، طريق الإمداد الرئيسى فى منطقة بنى بوسعيد على الحدود الجزائرية المغربية عن طريق بناء حزام مكهرب ومنطقة عازلة مزروعة بالألغام بطول 700 كيلومتر، وذلك بهدف تشديد الخناق على جيش التحرير الوطنى الجزائرى.
وكان موسى، الصديق المغربى للثورة الجزائرية، يساعد اللاجئين الجزائريين على اجتياز جبال تلمسان، إلا أنّ عليه المرور عبر منطقة بنى بوسعيد التى أصبحت معبرا غير آمن، فيستعين بهانز، الجندى الشيوعى من جمهورية ألمانيا الديمقراطية السابقة.
وأثناء هذه المهمة يفقد هانز إحدى ساقيه خلال محاولته نزع لغم، وتقتضى ضرورات الحرب قتل الجرحى والمرضى حتى لا يعيقوا تقدم الجماعة، ويحتسبون عند ربهم، آنذاك من بين الشهداء، إلا أن هانز ليس مسلما ولن تكون الشهادة، برأى المجموعة، من نصيبه.
"الصوت الخفى" فيلم سينمائى أوبرالى، يستند على الموسيقى لتقديم حكايتين متوازيتين: حكاية العبور التراجيدى من تلمسان إلى وجدة (شمال غربى الجزائر)، وحكاية الموسيقى الأوبرالية، حيث يكشف الفيلم عن عمق العلاقات المغربية الجزائرية، وعن التواطؤ الإيجابى بين المغاربة وإخوانهم الجزائريين.
وعن هذا الفيلم قال المخرج والموسيقى المغربى كمال كمال إنه فى فيلمه السابق "السمفونية المغربية" استند على الموسيقى كسمفونية لإثارة المشاكل التى كان يعرفها الموسيقيون الشباب بالمغرب بسبب تقديمهم لألوان موسيقية مختلفة عن سابقيهم.
أما فى فيلمه الأخير "الصوت الخفى"، فذكر فى تصريحات للأناضول، أنه يتمحور حول نوع آخر من الموسيقى، وهو الأوبرا، والمزج بين ما هو واقع وحقيقة، وبين ما هو خيال كأوبرا، من خلال توازى قصتين واحدة فى الواقع، وأخرى فى الخيال.
وأشار المخرج إلى أن هذا العمل فيه جانب من سيرته الذاتية، معللا ذلك بأنه "لا يمكن أن نكتب عن أشياء نجهلها"، وقال إن والدته كانت جندية فى الثورة الجزائرية، وقامت بالعبور سرا إلى المغرب من تلمسان إلى وجدة عام 1958، حيث حكمت عليها السلطات الفرنسية المستعمرة بالإعدام.
وقال المخرج إنه سمع هذه الحكاية من والدته مرات عديدة، وطبعت مخيلته، لدرجة جعلته يفكر فى استثمارها سينمائيا، موضحا أن القصة تراجيدية، وأنه لا يوجد أحسن من الأوبرا للتعبير عن التراجيديا.
وأوضح المخرج أن إثارته لجزء من ذاكرة العلاقات المغربية الجزائرية، ومساعدة المغرب للجزائر فى مواجهة الاستعمار الفرنسي، لم يكن بهدف سياسي، لكن من أجل طرح الجانب الإنسانى فى هذه العلاقات.
وقال المخرج إن ظروف تصوير هذا الفيلم كانت صعبة جدا، بسبب البرد والثلوج، حيث صور العمل فى جبال الأطلس، فى مدينة أزرو، وخصوصا فى جبل "هبرى"، لكن حب الممثلين، والطاقم التقنى للعمل السينمائى، جعلهم يتحملون كل الصعاب، على حد قوله.
وأوضح كمال أنه اختار العمل مع نفس الممثلين الذين اعتاد العمل معهم، لأنه يرتاح إليهم ولمهنيتهم، لأنه فى بعض الأحيان، كما يقول: "بدل أن نحل مشاكل الأفلام، نغرق فى حل مشاكل الأشخاص. ولهذا فأنا أحاول الابتعاد عن مشاكل الأشخاص، واختار ممثلين محترفين وكبار، يضحون من أجل الفن".
وعن أسباب إسناده لابنته جيهان، دورا فى الفيلم، قال إن ابنته درست بالمعهد العالى للفن بدمشق، وقامت بدور لم يكن مسندا إليها فى البداية، لأن صاحبته تهربت منه بسبب ضرورة حلق شعر رأسها، وهو ما قبلته ابنته بأريحية كبيرة.
وأضاف المخرج المغربى، أنه سعيد بتجربة ابنته ولم يندم على منحها هذا الدور.
يشار إلى أن فيلم "الصوت الخفى"، عرض فى مهرجان دبى السينمائى الأخير، وحظى باستقبال كبير من جانب الجمهور، وهو ما تكرر فى المهرجان الوطنى للفيلم بطنجة، حيث يتنبأ له النقاد بحصد بعض جوائز المسابقة الرسمية للأفلام الطويلة.