منير فخرى عبدالنور: الأمل الوحيد فى تنافس الأحزاب هو تغيير الدستور وإلا سنظل البرلمان مثل التلامذة أمام أغلبية غير مستعدة للحوار حسين عبدالرازق:كيف يطالبنا قيادات بالتواجد فى الشارع ونحن لا نستطيع أن ننظم مؤتمرا إلا بإذن الأمن أحمد حسن: خطط الحزب الوطنى لمؤتمره القادم مجرد كلام والدولة تتعامل مع الأحزاب بطريقة بوليسية فى الوقت الذى يستعد الحزب الوطنى لعقد مؤتمره العام السادس تتهم أحزاب المعارضة الوفد والتجمع والناصرى الحزب الحاكم باحتكار العمل السياسى ومنعها من التحرك فى الشارع، وكان الأمين العام للحزب الوطنى السيد صفوت الشريف قد دعا الأحزاب للتحرك، مؤكداً إمكانية الأحزاب الرئيسية كالوفد والتجمع والناصرى والأحرار بأن تنافس الوطنى بحكم تاريخها، شريطة أن تتحرك وتترك الخلافات. ورد منير فخرى عبدالنور سكرتير عام حزب الوفد بالقول إن هيكل النظام الحالى والدستور القائم، يجعل جميع السلطات مركزة فى يد واحدة وشخص واحد، وأن اندماج الحزب الحاكم ورئيس الدولة يجعل تداول السلطة مستحيلاً، وأن ذلك أصاب الأحزاب بالإحباط والاضمحلال والضعف، لأنها عجزت عن تحقيق هدفها فى تداول السلطة، كما أن ضعف الأحزاب انعكس على النظام الذى أصابه الضعف أيضا بين الناس، والدليل حالة القلق العامة. ويرى عبدالنور أن الأمل الوحيد فى تنافس الأحزاب هو تغيير الدستور بحيث يكون هناك فصل بين السلطات والدولة ويكون الدستور برلمانياً، ويرفض سكرتير عام حزب الوفد الحديث عن تواجد الوفد فى الشارع، مؤكداً أن أرقام عضوية الوفد حقيقية فى كل المحافظات، وله برنامج واضح، ساخراً من شعار مؤتمر الحزب الوطنى «من أجلك أنت» مشيراً إلى أنه شعار جذاب ولكنه مستحيل عمليا ويتساءل عن أى شىء من أجل المواطن: هل ضعف التعليم والمياه المخلوطة بالصرف الصحى وسوء الخدمة الصحية وزيادة البطالة وأزمة الإسكان وانهيار مرفق النقل.. أليس الحزب الوطنى هو المسئول عن كل ذلك؟ واختتم حديثه بأنه لا ينوى ترشيح نفسه فى الانتخابات البرلمانية القادمة.. ويتساءل: من أجل ماذا هل من أجل برلمان نجلس فيه كالتلامذة أمام أغلبية ليس لديها أى استعداد للحوار أو حتى الاستماع للرأى الأخر؟ أما حسين عبدالرازق، عضو اللجنة المركزية لحزب التجمع، فيرى مطالبة الحزب الوطنى وأمينه العام لأحزاب المعارضة بأن يكون لها تواجد فى الشارع أمرا يثير العجب لأنهم يعلمون أن قانون الأحزاب الذى أصدره الحزب الوطنى وسلسلة القوانين الموروثة المتعلقة بحق التنظيم والتظاهر والإضراب ، تمنع الأحزاب السياسية غير الحزب الحاكم من التواجد فى الشارع وسط الجماهير، وأضاف أن قانون الأحزاب نفسه يمنع الأحزاب من أن تكون لها وحدات داخل المصانع والشركات والجامعات. وأشار إلى أن الحزب لا يقيم علاقة مع كل مواطن على حدة، لكنه يقيم علاقاته فى كل دول العالم عبر التجمعات الجماهيرية سواء العمال فى مصانعهم والطلاب فى جامعاتهم. وأكد عبدالرازق أن حزب التجمع إذا أراد أن يعقد مؤتمرا خارج مقره، لابد أن يحصل على تصريح من مدير الأمن العام، وفى الحقيقة هو من مباحث أمن الدولة، وعادة لا تحصل الأحزاب على هذا التصريح. وأضاف: حتى لو عايز أعمل وقفة احتجاجية لازم أحصل على تصريح من أمن الدولة، وقال إن حزمة القوانين التى يعود تاريخها لعام 1914 تمنع حق التظاهر والتجمع والتجمهر وكذلك القيود المفروضة على تمويل الأحزاب، أما كثرة الخلافات داخل أحزاب المعارضة فهى أمر طبيعى، المهم ألا يؤدى إلى صراعات عدائية أو انشقاقات، وقال: حزب التجمع مثلا على مدى 33 عاماً شهد خلافات عديدة ولكن لم يحدث أى انشقاق أو انقسام، والذين لا يستطيعون أن يتعايشوا يتركوا الحزب كما حدث مع الدكتور يحيى الجمل الذى كان نائبا لرئيس الحزب خالد محيى الدين آنذاك وعندما حدث اختلاف تركنا والعلاقات بيننا على أحسن ما يكون. وبالنسبة لشعار مؤتمر الحزب الوطنى القادم «من أجلك أنت» يرى عبدالرازق أنه مجرد شعار لا علاقة له بالواقع والحزب الوطنى يجيد طرح الشعارات عكس ما يفعل فسياسة الوطنى منذ عام 1974 وهى تعمل لمصلحة شريحة معينة من الرأسمالية، وفى نفس الوقت يتحدثون عن صالح الشعب المصرى بكل فئاته من عمال وفلاحين وطبقة وسطى، بينما يعملون لصالح شريحة معينة مضرة فى السياسة زى ما سائق السيارة يعطى إشارة يمين ويدخل شمال. والحزب الوطنى بذلك متصور أنه يمكن أن يضحك على المواطن. وإذا كان أمين عام الحزب الوطنى ذكر أن الحزب الناصرى من الأحزاب التى تملك فكر ورؤية يمكن أن تساعد على التواجد بين الجماهير، فإن الدكتور محمد أبوالعلا، نائب رئيس الحزب، يرى أن الجماهير تعرف جيدا مبادئ الحزب لأنها تعرف ثوابت التجربة الناصرية كمشروع صالح للتطبيق، يتبنى مشاكل وقضايا وآمال وطموحات الشعب، لكنه يعترف بحاجة الحزب إلى تنشيط حركته، ويقول: ليس شرطا أن تكون عضوية الحزب كبيرة لكى يكون فاعلاً. ولكن فاعلية الحزب ترتبط بوجود قيادات نشطة تتحرك بين الناس وتجذب المواطنين، وفى الناصرى قيادات كبيرة لكن لا تتحرك بسبب الجو العام الذى يسوده شعور بالإحباط لدى كل القوى الوطنية، وقال إن هذا الوضع أدى إلى تحول الأحزاب بما فيها الوطنى إلى مجرد أجهزة إعلامية، وإذا كان هناك بصيص أمل كما يظهر فى كلام الشريف فنحن على استعداد للتحرك وبكثافة شريطة أن يفكوا الحصار المفروض علينا. وأشار إلى أن الحزب أخذ قرار خوض انتخابات مجلس الشعب القادمة بناء على ما ستشهده تلك الانتخابات، والتى نرجو ألا تشبه ما حدث فى الانتخابات الماضية عندما سقط ضياء الدين داود بشعبيته وتاريخه وكما حدث فى المحليات عندما لم ينجح أحد. وبالنسبة لشعار مؤتمر الوطنى فيراه أبوالعلا بعيداً عن المصداقية لأن ما يمارسه الحزب الوطنى من سياسات شىء، وما يطرحه على الورق شىء مختلف تماماً. ويعترف أحمد حسن، أمين عام الحزب الناصرى، بأن تواجد الحزب فى الشارع ليس بالشكل المرضى، لكنه يصنف هذا التواجد فى أمرين: القضايا المجتمعية سواء كانت اقتصادية أو اجتماعية أو سياسية والحزب له رأى فيها كلها، أما عدم التواجد بين الجماهير فالمسئول عنها القيود المفروضة على حركة ومقرات الأحزاب من حصار الأمن المركزى ووزارة الداخلية. ويقول أحمد حسن إننا كحزب معزولون عن الاتصال المباشر بالمواطنين سواء من خلال المؤتمرات أو الإعلام الرسمى، ويتهم الحكومة بأنها هى التى أضعفت الأحزاب وكبلتها. ويتساءل لمصلحة من ما يحدث فى المجتمع المصرى، مشيراً إلى أنهم يتعاملون مع الأحزاب بطريقة بوليسية، ويؤكد حسن أن الحزب الوطنى لا يدير البلد لأنه حزب فاشل وليس له أى جماهير ولا برنامج واضح وإنما ينفذ برنامج الحكومة، ويتساءل أمين عام الحزب الناصرى عما يقصده الحزب الوطنى من شعاره «من أجلك أنت» قائلاً من المقصود ب«أنت» مؤكداً أن ما يطرحه الحزب حول قضية الزراعة ورأى المزارع والفلاح مجرد كلام، ويقول: أفلح إن صدق مشيراً إلى أن مشاكل الفلاح ليست خافية وقد بح صوتنا فى المطالبة بتغيير تلك السياسات التى دمرت الزراعة المصرية ولكن لا أحد يستجيب. ويتساءل: لماذا من يحكمون الآن مصالحهم لا تلتقى مع مصالح المزارع والفلاح والعامل، مضيفاً أننا لو نظرنا إلى ما وصلنا إليه من أحوال البلد سواء فى الصناعة أو التعليم أو العلاقات العربية أو الأفريقية أو الدولية فسنجد أن الانهيار هو النتيجة، ولو وجد أحد إيجابية فى أى شىء فسنضرب تعظيم سلام.