سلطت صحيفة "فينانشيال تايمز" البريطانية، الضوء على حضور رئيس الوزراء التركى رجب طيب أردوغان، لمراسم افتتاح أولمبياد سوتشى، اليوم، لافتة إلى أن الغرض الرئيس من الزيارة اقتصادى أكثر وليست مجرد زيارة عادية. وأوردت الصحيفة على موقعها الإلكترونى، اليوم الجمعة، أن روسيا تعتبر المصدر الرئيسى الأول للغاز الطبيعى إلى تركيا، تأتى زيارة إردوغان برفقة وزير الطاقة التركى تانير يلديز لسوتشى بوجه اقتصادى، بعد قيامه بزيارة مماثلة لإيران الأسبوع الماضى، حيث إنه يرى أن هذه الزيارة يمكن أن يكون لها تأثير قوى على عملية التفاوض بشأن الحصول على غاز بعقود أقل قيمة، حيث إن الصادرات الروسية لتركيا قد تخطت حاجز آل 2 مليار دولار يشكل معظمها الغاز الطبيعى، بالرغم من انخفاض القوة الشرائية التركية فى الفترة الأخيرة. ونقلت الصحيفة عن دافيد تونج خبير الطاقة التركى قوله "إن عقود الغاز هى مجرد جزء من علاقة سياسية واستراتيجية بين موسكو وأنقرة"، مضيفًا "إن الأسواق الأوروبية الأخرى ستراقب عن كثب الموقف بخصوص أى سابقة لتخفيض الأسعار، وأن شركة غاز بروم الروسية من الممكن بعد هذه الزيارة، أن تسمح بتأجيل الدفع أو طلب عقود غاز طويلة الأجل كجزء من أى صفقة قادمة، كما أبرز تونج الرغبة الروسية أن تساعد تركيا لبناء أول مفاعل نووى لها". وأضافت الصحيفة، أن حديث الصحافة التركية كله كان منصبًا فى اتجاه واحد، وهو تناول المعاملات الضريبية بين البلدين سيكون ضمن أولويات جدول أعمال أردوغان خلال زيارته لروسيا، وأن تركيا التى لديها موارد هيدروكربونية قليلة، وصلت صادرتها فى مجال الطاقة ل 56 مليار دولار، وهو ما يمثل تقريبًا النسبة الأكبر من عجز حسابها الجارى، والذى يرى بأنه أكبر ضعف إقتصادى لها. واستطردت:" أنه مع استقرار سعر صرف الليرة التركية، بعد رفع أسعار الفائدة الأسبوع الماضى، حيث سجلت ارتفاعًا ملحوظًا أمام الدولار، إلا أنها فقدت 25% من قيمتها أمامه عن العام الماضي.. وبناء عليه أكد وزير الطاقة التركى إذا استمرت قيمة الليرة التركية بهذا الشكل ستبلغ خسائر شركة بوتاس المملوكة للحكومة التركية من 900 مليون دولار إلى 3 مليارات دولار، وأنه إذا لم تتعافَ الليرة التركية أو تقدم عرضًا تفاضليًا، فإن بوتس ستكون أمام خيارين لا تحسد عليهما، إما بزيادة أسعار العقود طويلة الأجل للشركات أو رفع الأسعار فى كافة القطاعات فى الوقت الذى يتباطأ فيه نمو الاقتصاد التركى. واختتمت الصحيفة بنقلها تصريحات نائب رئيس الوزراء التركى للاقتصاد على بابجان "أن الوضع الاقتصادى لم يؤثر حتى الآن على أسعار الغاز"، محذرًا هذا الأسبوع "بوتاس استطاعت أن تغطى الفرق، ولكن هذا لا يمكن استمراره للأبد، لنرى ما ستحمل الأشهر القادمة من تطورات".