فى خطوة غير مسبوقة، اخترقت الممثلة التونسية هند صبرى حظرا يفرضه الفنانون العرب على زيارة إسرائيل وسافرت أمس الثلاثاء إلى تل أبيب لتشارك فى المهرجان الفلسطينى "القصبة السينمائى الدولى"، وذلك لحضور فيلمها الأول "صمت القصور" الذى يعرض ضمن 60 فيلما، وبمشاركة 24 دولة. ودعت هند عبر الصحف ووكالات الأنباء الفنانين العرب إلى كسر الحصار المفروض على الشعب الفلسطينى، وزيارة الأراضى الفلسطينية للاطلاع على أوضاعهم على أرض الواقع. وقالت فى مؤتمر صحفى برام الله التى تزورها للمرة الأولى "أدعو كل الفنانين العرب وكل الناس أن تأتى إلى فلسطين لتشعر بمعاناة الفلسطينيين"، مؤكدة على أن ما شاهدته على أرض الواقع يختلف كثيرا عما تسمعه. وأضافت "كلمة التطبيع (مع إسرائيل) كلمة مضللة أنا ضدها لأنها مختلقة وتضر بفلسطين، معتبرة أن من يزور فلسطين "يكسر الحصار على شعبها". وترى هند فى زيارة الفنانين العرب لفلسطين "خدمة للقضية الفلسطينية".وقالت "عندما وصلت إلى فلسطين عرفت أننى لا أعرف شيئا.وأضافت مخاطبة الفنانين العرب "علشان تعرفوا.. لازم تشوفوا فلسطين، لأنها محتاجة إنكم تكونوا جواها". وأوضحت هند خلال المؤتمر الصحفى أنها كانت تجهل ما ينتظرها على الحدود بين الأردن والضفة الغربية، وقالت "لقد أصبت بحالة من الغضب.. إحساس بالصدمة أبسط الأشياء لا نعرفها.. الحدود الجغرافية". وأضافت "لازم الصورة توضح لأننى كنت أتصور أننى أدخل إلى أراضى الضفة الغربية التى توجد فيها السلطة الفلسطينية وأننى سأمر على حدود تتواجد عليها قوات فلسطينية. لم أكن أعرف أن قوات إسرائيلية على الحدود بين الضفة الغربية وقطاع غزة". وحَملت هند وسائل الإعلام مسئولية عدم معرفتها بكيفية الدخول إلى الأراضى الفلسطينية وقالت "كم من الناس لا تعرف هذا". وتغادر هند إسرائيل التى قالت إنها ستعود إليها ثانية بعد زيارة استغرقت ثلاثة أيام، شاركت خلالها الجمهور الفلسطينى بحضور فيلمها الأول (صمت القصور) فى المهرجان الذى يتواصل حتى الثانى والعشرين من أكتوبر الجارى. والتقت هند التى تشغل منصب سفيرة برنامج الغذاء العالمى التابع للأمم المتحدة خلال زيارتها للأراضى الفلسطينية بالرئيس الفلسطينى محمود عباس، الذى نقلت عنه أنه قال لها مقولة الراحل القيادى الفلسطينى فيصل الحسينى "من يزور السجين لا يطبع مع السجان"، كما زارت نابلس وتجولت فى بلدتها القديمة. كما زارت ضريحَ الشاعر الفلسطينى الراحل محمود درويش، ووضعت إكليلا من الورود وقرأت الفاتحة على روحه. وعبّرت عن عمق تقديرها وجلالها للراحل الكبير، وقالت إنه أحد كبار الشعراء العرب الذين ستبقى كلماتهم رنانة وحاضرة. كذلك زارت ضريح الرئيس عرفات، وبكت عليه، وقالت وهى تبكى بتأثر: "أبو عمار كان قائدًا تاريخياً، ونحن نحبه وسنبقى نتذكره". وأكدت هند أنها قدمت أفلاما تافهة فى سبيل الانتشار لأنها عرفت قواعد اللعبة، بالإضافة إلى بعض "التنازلات"، من أجل أن تكون "معروفة" – على حد تعبيرها - وأضافت "اليوم استلم دفة القيادة بعد الشهرة التى وصلت إليها".