انتهت دعوة الشيخ يوسف القرضاوى ل "جمعة غضب" من أجل نصرة الأقصى إلى الفشل، بعدما احتجبت كافة القوى السياسية - عدا حزب "العمل"- داخل مقراتها لمناقشة قضايا أخرى ليس من بينها الانتفاضة التى عاشها العالم العربى أمس، الجمعة، من أجل "نصرة الأقصى". ولم يقتصر الأمر على أحزاب المعارضة فقط، إنما امتد ليطال جماعة الإخوان المسلمين التى اقتصر دورها، منذ بدء الهجمات الأخيرة على المسجد الأقصى، على إصدار بيانات شجب وإدانة، لينتهى اليوم بإعلان مهدى عاكف المرشد العام للجماعة عدم الاستجابة لدعوة الشيخ القرضاوى بدعوى عدم الرغبة فى الاشتباك مع الأمن. من جانبها بررت مارجريت عازر، الأمين العام لحزب "الجبهة الديمقراطية"، عدم مشاركة أعضاء الحزب فى جمعة الغضب بعدم انعقاد هيئة مكتب الحزب منذ إطلاق الشيخ القرضاوى دعوته بالخروج فى مظاهرات تندد بالاعتداء الإسرائيلى على المسجد الأقصى، وعليه لم يأخذ الحزب قراراً بالمشاركة. فيما يرى أحمد حسن، الأمين العام للحزب الناصرى، أن الاعتراض على الهجمات على الأقصى يحتاج إلى ما هو أكبر من التظاهر وتنظيم المسيرات التى عادة ما تفرضها قوات الأمن، محملاً الأنظمة العربية مسئولية ما يحدث فى فلسطين، لأنها بحسب حديثه لم تتخذ أى قرارات أو خطوات فعلية لإنقاذ الأقصى، وأرجع ابتعاد "الناصرى" عن المشاركة إلى وجوده هو خارج القاهرة مما منع عقد اجتماعات لمناقشة مسألة المشاركة. أما عن امتناع حزب الغد "جبهة نور" عن المشاركة فى جمعة "الغضب" أمس، فأرجعه إيهاب الخولى رئيس الحزب للتحضيرات التى يقوم بها أعضاء الحزب لاحتفالية مساء اليوم بذكرى انتصار 6 أكتوبر، بجانب انشغال الدكتور أيمن نور مؤسس الحزب بتدشين جبهة "14 أكتوبر" لرفض التوريث. ورغم عدم مشاركة أعضاء حركة شباب "6 أبريل" فى مظاهرات "جمعة الغضب"، إلا أن أحمد ماهر، المنسق العام للحركة، أكد أن بعض أعضاء الحركة، شاركوا بشكل فردى، لكنه فى نفس الوقت نفسه انتقد موقف جماعة الإخوان من عدم المشاركة. وتوقع ماهر أن يكون خوف الإخوان من اعتقالات الأمن المتكررة لهم سبباً فى عدم مشاركتهم فى مظاهرات نصرة الأقصى، مردداً "إذا ما اتبع الإخوان أسلوب التهدئة فلن يحققوا أى مكاسب، لأن النظام سيشعر حينها بضعفهم".