السؤال لمن صدعوا رءوسنا أيام المجلس العسكرى ب"نعم" للإعلان الدستورى، وكانت غزوة صناديق إلى آخره من مصطلحات روجوها، وكانت الحجة هى البحث عن استقرار الوطن ثم تكرر الأمر مع دستور 2012 بحشد الحشود وتجييش الجيوش لقول "نعم" للدستور -لاحظ أن الحشد لم يكن لقراءة الدستور مثلاً وإنما لقول نعم ونعم فقط ناهيك عن التهديد والوعيد بالجنة والنار- وكانت الحجة أيضًا البحث عن استقرار الوطن. وعلى هذا المنوال لماذا الآن الهجوم على من سيشارك فى الاستفتاء على الدستور -لاحظ أن الهجوم على من سيشارك فقط فما بالك بمن سيقول "نعم" فويله أعظم وأكبر- فلماذا لا تظنون فى هؤلاء أنهم يبحثون عن استقرار الوطن أم جعلتم استقرار الوطن حكرًا عليكم وفق ما ترونه ووفق ما تعتقدونه دون أى اعتبار لحق الآخرين؟ فمن حقهم أن يبحثوا عن استقرار الوطن وفقًا لرؤيتهم وقناعتهم الشخصية دون وصياتكم. وأن كنتم ترونه انقلابًا فلماذا شاركتم فى انتخابات نقابة الأطباء رغم أنها تمت تحت إدارة حكومة تصفونها ب"الانقلابية" أليس فى ذلك منحًا لشرعية هذه الحكومة أم أن المبادئ قد جزئت؟ إذا كنتم مقتنعين بالمقاطعة فهذا حقكم وإن كنتم مقتنعين بالمشاركة بقول لا فهذا حقكم ولكن ليس من حقكم فرض وصايتكم على الآخرين وليس من حقكم فرض رأيكم وقراركم على غيركم.