سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
خبير عسكرى: عناصر التنظيمات الإرهابية فى سيناء تصل لحوالى 1600.. وإفراج "المعزول" عن الإرهابيين زاد من الكارثة.. وإسرائيل صدرت مشكلة غزة لمصر.. والاهتمام بحرب المعلومات أهم خطوات القضاء على الإرهاب
قال اللواء محمد قشقوش، الخبير العسكرى، وأستاذ الأمن القومى بأكاديمية ناصر العسكرية، إن التنظيمات الإرهابية والتكفيرية فى سيناء تضاعفت بشكل كبير خلال العامين الماضيين، وإن عدد عناصرها قد يصل ل1600 عنصر إرهابى، مشددا على أن الأمن القومى المصرى فى خطر ما لم يتم القضاء نهائيا على تلك العناصر والبؤر الإرهابية هناك. وأضاف قشقوش، خلال كلمته التى ألقاها بندوة المركز القومى لدراسات الشرق الأوسط أمس الأربعاء، حول دول الجوار لمصر والتهديدات للأمن القومى المصرى، أن مصادر تهديد الأمن القومى المصرى فى سيناء متعددة وتنقسم لعدة أقسام يأتى على رأسها التهديدات السياسية والإستراتيجية. وأوضح الخبير العسكرى، أن الانسحاب الإسرائيلى من قطاع غزة من جانب واحد وتصدير مشكلة القطاع لمصر، فى الوقت الذى ازدادت فيه التوقعات بانفجار سكانى فى غزة للضغط على مصر فى مشروع "الترانسفير"، وإرهاق مصر طالما المشكلة بعيدة عن الحدود الإسرائيلية تعد من أبرز المهددات السياسية للأمن القومى المصرى. وأضاف قشقوش، أن التهديد الأمنى فى سيناء يرجع لعدة أسباب أيضا، من بينها الميراث السيئ بين البدو والشرطة قبل ثورة 25 يناير، وهروب المسجونين الخطرين من السجون عقب اندلاع ثورة يناير وهروبهم لسيناء، والإفراج عن العناصر الإرهابية بموجب عفو رئاسى أصدره الرئيس المعزول محمد مرسى، وقدوم بعض المتطرفين المتشددين من خارج الحدود بدعم القوى الغربية التى تنمى صعود الإسلام السياسى المتشدد لعرقلة استقرار الدول العربية. من ناحية مصادر التهديد للأمن القومى المصرى فى سيناء اقتصاديا، قال قشقوش، إن ضعف التنمية وتجميد الخطط وتغير الأولويات (الاهتمام بترعة توشكى على حساب ترعة السلام)، واعتماد عدد كبير من سكان سيناء على عمليات التهريب وتجارة المخدرات والسلاح، تعد من أهم المهددات للأمن القومى فى سيناء. وشدد الخبير العسكرى، على أهمية دور المعلومات فى الحرب ضد الإرهاب فى سيناء، موضحا أن المعلومات هى مفتاح حروب العصابات التى يخوضها الجيش المصرى حاليا ضد عناصر الظلام هناك، مشددا على أهمية التنسيق بين الجهات المعلوماتية المتعددة حتى تكون ميزة وليس عيبا، مؤكدا أن توافر المعلومات عن العدو لها أهمية حيوية هجوميا ودفاعيا. وكشف قشقوش، أن التنظيمات الإرهابية والمهربين لا يعتمدون على أنفاق التهريب بين قطاع غزة ورفح المصرية فقط، لتهريب العناصر المسلحة والأسلحة لداخل مصر، مشيرا إلى أن هناك طريق تهريب كبير بعيدا عن المعابر والأنفاق الحدودية، وهو المساحة الكبيرة عند خليج السويس، موضحا أن المهربين يستخدمون الطريق المائى لعمليات تهريب عند تلك المنطقة. وحول الخسائر البشرية نتيجة العمليات الإرهابية فى سيناء، قال قشقوش، إن الجيش المصرى فقد 51 ضابطا وجنديا وفقدت الشرطة المصرية 18 ضابطا و57 من عناصر الأمن المركزى، بالإضافة لعدد كبير من المدنيين، فى مقابل قتل 186 إرهابيا فقط. وفى نهاية كلمته، قدم الخبير الإستراتيجى والعسكرى عدة اقتراحات للدولة المصرية لمواجهة الإرهاب فى سيناء واقتلاع جذوره نهائيا، وهى استمرار الحملة العسكرية هناك، والاهتمام بحرب المعلومات، وتكليف القبائل الوطنية هناك بالمشاركة فى عمليات التأمين، بإعطائهم أسلحة يتم ترخيصها لهم، وهدم جميع الأنفاق والبيارات، وعدم السماح بتمليك الفلسطينيين من قطاع غزة لأى أرض فى سيناء، والسيطرة على عمليات الصيد فى خليج السويس ومراقبتها، والضغط على إسرائيل للسماح بمرور المساعدات الغذائية وغيرها للقطاع عبر معابرها، والتنمية الشاملة لجميع أراضى سيناء. فيما قال الدكتور على بكر، الخبير فى شئون الجماعات الإسلامية بالمركز الإقليمى للدراسات الإستراتيجية خلال تقديم ورقته بالندوة، والتى جاءت تحت عنوان "التنظيمات الجهادية فى سيناء والأمن القومى المصرى"، إن موجة الإرهاب إلى التى اجتاحت مصر فى أعقاب ثورة 25 يناير على يد التنظيمات الجهادية فى سيناء، لم تكن بمعزل عن موجة الإرهاب التى اجتاحت المنطقة فى أعقاب ما سمى "بالربيع العربى". وأضاف بكر، أن الكثير من المحللين والمتابعين، ظنوا أن الثورات العربية قد كتبت بداية النهاية للعنف الدينى والجهادى، فى منطقة الشرق الأوسط بصفة عامة، وفى المنطقة العربية بصفة خاصة، وأن الفكر الجهادى المتطرف فى طريقه إلى الزوال والاختفاء. وأوضح الخبير فى شئون الجماعات الإسلامية، أن هذا الظن ارتكز على أن الثورات السلمية العربية أثبتت فشل الفكر الجهادى، حيث استطاعت أن تحقق فى وقت وجيز ما فشلت فيه التيارات الجهادية على مدار ثلاثين عاماً، إذ نجحت فى تغيير بعض الأنظمة العربية، إلا أنه وبعد فترة زمنية قصيرة من اندلاع الثورات العربية والإطاحة بالأنظمة الموجودة فى كل من تونس ومصر وليبيا واليمن، وقيام أنظمة جديدة من نتاج الثورات، ثبت أن الاعتقاد السابق ليس صحيحاً، حيث تبين أن هذه الثورات هى بداية لموجة جديدة من الجهاد، ربما تكون موجة أشد ضراوة من الموجات السابقة. وأكد بكر أن الجميع فوجئ بالصعود القوى للتيارات الجهادية فى مصر بعد ثورة 25 يناير، وخاصة فى شبه جزيرة سيناء، حيث عادت هذه التيارات مرة أخرى إلى الساحة أكثر قوة ونشاطاً، وأصبحت أكثر قدرة على التأثير بقوة فى مجريات الأحداث، وقامت بعمليات عنف كبيرة ومتنوعة على نحو يفرض واقعاً جديداً لم يكن مألوفاً من قبل. وأوضح بكر، أن المرحلة الانتقالية فى مصر شهدت ظهور العديد من التيارات الجهادية فى سيناء، مثل جماعة "التوحيد والجهاد" وتنظيم "أنصار الجهاد" الذى أعلن مبايعته لأيمن الظواهرى زعيم تنظيم القاعدة، وتنظيم "أنصار بيت المقدس"، بخلاف بعض الخلايا الجهادية الأخرى المتناثرة فى سيناء، مضيفا أن هذه التيارات الجهادية قامت بالعديد من العمليات الإرهابية فى سيناء، خاصة الاعتداءات المستمرة على رجال الجيش والشرطة فى سيناء. وأضاف بكر، أنه منذ ثورة 30 يونيه التى أعقبها قيام الجيش المصرى بعمليات واسعة النطاق فى سيناء ضد التنظيمات الجهادية والتكفيرية هناك، حدثت بعض التغيرات الهامة، منها تراجع دور بعض التنظيمات الجهادية فى سيناء والتى كانت تتمتع بشهرة وتواجد قوى فى الماضى، مثل تنظيم "أنصار الجهاد" الذى أعلن مبايعته من قبل لأيمن الظواهرى وانضمامه تحت لواء القاعدة، وكذلك تنظيم "مجلس شورى المجاهدين أكناف بيت المقدس"، فى الوقت الذى يتصاعد فيه دور تنظيم "أنصار بيت المقدس"، حيث يبدو أن هذه التنظيمات اندمجت مع تنظيم أنصار بيت المقدس، أو على الأقل بدأت تعمل تحت لوائه على الأقل، بالإضافة إلى اختفاء دور تنظيم "جيش الإسلام" نهائيا من سيناء، بعد هدم أكثر من 85% من الأنفاق عقب العملية العسكرية التى قام بها الجيش فى سيناء فى الفترة الأخيرة. فيما قال الدكتور محمد مجاهد الزيات، رئيس المركز القومى لدراسات الشرق الأوسط، خلال كلمته الافتتاحية للندوة، إن التهديدات والمخاطر القادمة من مناطق الحدود مع دول الجوار ليبيا والسودان وإسرائيل ومعها قطاع غزة، تترابط بصورة كبيرة بما يوحى أن هناك نوعا من التماثل والتنسيق بين القوى المختلفة التى تقف وراء هذه العمليات، محذرا من أن تهريب السلاح بكميات كبيرة عبر الحدود يهدد فى حقيقة الأمر العمق فى الداخل المصرى، لافتا إلى أن الوجهة الرئيسية لتهريب السلاح من الحدود الليبية والسودانية مع مصر هى سيناء لتوصيلها إلى التنظيمات الجهادية فى غزة، وبالتالى فإن سيناء أصبحت مخزنا لتهريب الأسلحة المختلفة. وأوضح "الزيات"، أنه وبحسب التصريحات المعلنة من السودان وقطر، اللتين أعلنتا أنهما شاركتا فى إسقاط نظام القذافى، ودعمتا الجماعة المقاتلة فى ليبيا بأنواع متطورة من الأسلحة، زادت عن حاجتها ومن ثم وجدت مجالها للتهريب إلى داخل مصر وبلاد المغرب العربى، مؤكدا أن الصعوبة فى الأمر تكمن فى أنه فى كل دول العالم يتم تأمين الحدود المشتركة من خلال واجبات مشتركة لبلدى التماس الحدودى، لافتا إلى أن الأمر مختلف فى الحالة المصرية، حيث تواجه القوات المسلحة وحدها مسئولية تأمين الحدود، ولا يقوم الجانب الآخر بأى ترتيبات أمنية أو يقوم بواجبه الأمنى، ما يمثل خطرا داهما على الأراضى المصرية. وشدد رئيس المركز القومى لدراسات الشرق الأوسط، على أن ممارسات حركة حماس والتنظيمات الفلسطينية الأخرى على الحدود، تمثل تهديدا مباشرا للأمن القومى، واختراقا للحدود من خلال حفر الأنفاق لتسهيل عمليات التهريب للسلع والبضائع المدعومة، مشيرا إلى أن سعى تلك الجماعات للحصول على الأسلحة بتمويل إيرانى بالدرجة الأولى، يجعل سيناء منفذا لعبور مختلف أنواع الأسلحة، لافتا إلى أن إسرائيل تتدخل بالضرب عسكريا، حال وجدت ارتفاعا فى سقف ونوعية السلاح الداخل إلى القطاع، ما يدفع بهذه التنظيمات إلى أن تقوم بتخزين سلاحها فى سيناء لتدريب عناصرها فى تلك المنطقة، ومن ثم تمركز هذه العناصر داخل الأراضى المصرية فى سيناء. ونبه "الزيات"، إلى العلاقة العضوية للتنظيمات الفلسطينية والتى تعد شظايا للقاعدة والمتحالفة والمترابطة مع مثيلاتها، والتى نمت فى العام الأخير فى سيناء، بما يعد تهديدا مباشرا للأمن القومى بصورة خطيرة، مشيرا إلى أن بناء إسرائيل لسياج على الحدود مع مصر، مزود بأجهزة مراقبة إلكترونية، يمثل اختراقا للحدود المصرية من الجانب الإسرائيلى. موضوعات متعلقة خبير فى الشأن الأفريقى: سقوط الإخوان فى مصر أربك البشير بعد أن وعده مرسى ب"حلايب وشلاتين".. سيد فليفل: نظام الخرطوم يدعم "سد النهضة" للعبث بأمن القاهرة على حساب الشعب السودانى السفير الليبى بالقاهرة: لا نعتبر الإخوان فصيلا وطنيا بل جاء من خارج الحدود.. الشعب من ساهم فى خريطة الطريق وليس "الناتو".. ووزير مفاوض: هناك عناصر محسوبة على القذافى موجودة بالقاهرة تعبث بأمن بلادنا خبراء يحذرون من مخاطر تهديد للأمن القومى على الحدود المصرية.. "الزيات": سيناء مخزن لتهريب الأسلحة.. ودول الجوار لا تقوم بدورها بشكل كاف.. السفير الليبى: الإخوان تيار لم ينبع من التجربة الوطنية