يزعم كتاب جديد بعنوان "دبى: قصة أسرع مدينة فى العالم" ل جيم كرين أن وكالة الاستخبارات المركزية تستخدم القنصلية الأمريكية فى دبى باعتبارها أرضا لتجنيد الجواسيس الإيرانيين، إذ إنها تمنح التأشيرات لطالبى السفر للولايات المتحدة مقابل الحصول على معلومات داخلية عن إيران. وينقل الكتاب عن دبلوماسيين أن طالبى التأشيرات يسألون أولا عن تلك المعلومات، كما يتم تجنيد المصادر الأكثر قيمة على نحو فعال كمخبرين "جواسيس" إما داخل إيران نفسها أو على الجالية الإيرانية المغتربة لدى دولة الإمارات العربية المتحدة. ويلجأ آلاف الإيرانيين إلى الإمارات التى تربطها علاقات تجارية قوية بالجمهورية الإسلامية الإيرانية، للحصول على تأشيرات الدخول للولايات المتحدة كل عام منذ أن أغلقت السفارة الأمريكية فى طهران بعد الثورة الإسلامية فى 1979 ولم يعد للولايات المتحدة أى تمثيل رسمى هناك. واعتبرت صحيفة التليجراف أن المعلومات المستقاة هذه فى غاية الأهمية، إذ إن وكالة المخابرات المركزية قد اعترضت من قبل على محاولة من جانب وزارة الخارجية الأمريكية لإغلاق قنصليتها فى الإمارات بسبب التكاليف. ويؤكد كرين أن نوافذ التأشيرات بالقنصلية الأمريكية والسفارة تعد نقطة مربحة جدا للحصول على المعلومات الاستخباراتية، مشيرا إلى واقعة تدخل الاستخبارات المركزية لإنقاذ القنصلية فى دبى من الإغلاق. وترتبط دبى ودولة الإمارات العربية المتحدة بصفة عامة بعلاقات قوية مع الغرب، كما تعد البلاد موطن إحدى أكبر القواعد البحرية العسكرية التابعة للولايات المتحدة، ونتيجة لذلك تغض الولاياتالمتحدة الطرف عن التجارة الضخمة الشرعية وغير الشرعية بين الإماراتوإيران. ويزعم كرين أن الولاياتالمتحدة تستغل هذه التجارة لصالحها، من خلال الإيرانيين الساعين للحصول على التأشيرة الأمريكية من القنصلية فى دبى، حيث تدس وكالة المخابرات المركزية متخصصين يتحدثون اللغة الفارسية فى قنصليتها بدبى للتعامل مع الإيرانيين. ويذكر كرين فى كتابه أن أولئك الذين يحظون بخلفيات مثيرة للاهتمام قد طلب منهم العودة لإيران أكثر من مرة للحصول على مزيد من المعلومات قبل أن يتم منحهم التأشيرة وعلى الرغم من أن البعض يتم استبعادهم، فإن آخرين يجرى تجنيدهم كجواسيس أو مخبرين بشكل دائم. ويشير الكاتب إلى بعض الفئات المستهدفة من قبل ال"سى أى إيه" وهؤلاء هم الذين لا يجدون مصلحة فى العيش فى إيران من مناهضين للنظام الإيرانى وأفراد يجدون أنه من الأسهل القيام بأعمال تجارية خارج البلاد، إذ يتوقع كرين أن يتم استجواب هؤلاء المتورطين فى كل أشكال التجارة والأعمال المصرفية والتمويل على نحو دقيق. وهذه الادعاءات من شأنها أن تقوى موقف المسئولين الإيرانيين الذين يعتقدون أن العناصر الموالية للغرب فى البلاد يتآمرون ضدها. هذا وقد امتنعت المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية عن تأكيد هذه المزاعم؛ لكنها قالت إن القنصلية قد تعاملت هذا العام مع 46.000 طلب تأشيرة بما فى ذلك عدد كبير من الطلبات الإيرانية، وعلى الجانب الآخر لم يعقب أحد من القنصلية الإيرانية فى دبى على هذه المزاعم. ويقول مرتضى مسموزاده، إيرانى انتقل للعيش فى دبى خلال الثمانينيات ويدير شركة نقل بحرى، إن كثيرا من الإيرانيين يتقدمون للحصول على تأشيرات السفر للولايات المتحدة لزيارة أقربائهم وأنه زار أمريكا منذ عامين إلا أنه لم يتعرض لمثل هذه الأمور قط.