بالفيديو.. شوقى غريب "الفلاح" الذى غزا المدينة.. لاعب المحلة السابق توج المنتخب ب"الأمم الأفريقية" 1986.. فاز ب"برونزية" كأس العالم للشباب 2001.. حصد ثلاث بطولات للأمم الأفريقية مع المنتخب الأول

جاء اختيار مجلس إدارة اتحاد الكرة، برئاسة جمال علام، لشوقى غريب ليشغل منصب المدير الفنى للمنتخب الوطنى خلفاً للأمريكى بوب برادلى، الذى انتهى تعاقده رسمياً مع المنتخب الوطنى عقب فشله فى التأهل لمونديال البرازيل 2014، ليتوج التاريخ المميز لابن مدينة المحلة طوال مشواره فى الساحرة المستديرة سواء كان لاعباً أو مدرباً.
شوقى غريب بدأ مسيرته مع الساحرة المستديرة من خلال اللعب فى صفوف غزل المحلة، واتضح نبوغه مبكراً من خلال استعادته لأمجاد لاعبى المحلة القدامى أمثال السياجى وخورشيد وعماشة، الذين استطاعوا كسر قاعدة اقتصار تمثيل المنتخب الوطنى على لاعبى الأهلى والزمالك فقط، وتمكنوا من حجز أماكن لهم فى التشكيل الأساسى للفراعنة، وهو ما سار عليه غريب الذى تمكن من المشاركة فى التشكيل الأساسى للفراعنة ببطولة كأس الأمم الأفريقية عام 1986، التى أقيمت بمصر وكان أحد أهم نجوم المنتخب الذين ساهموا فى حصد الفراعنة للقب البطولة.
وجاءت لعنة الإصابة فى الركبة لتجبر شوقى غريب على إعلان اعتزاله ليقرر بدء مرحلة جديدة فى مشواره مع الساحرة المستديرة من خلال مجال التدريب، واستطاع فرض اسمه بقوة فى هذا المجال رغم أن الأفضلية كانت لصالح مدربى الأهلى والزمالك، إلا أن غريب كسر تلك القاعدة أيضاً.
فعلى المستوى التدريبى لمع اسم غريب بعد توليه مهام المدير الفنى لمنتخب الشباب، والذى استطاع من خلاله تحقيق نتائج مميزة للغاية، حيث استطاع حصد الميدالية البرونزية فى بطولة كأس العالم للشباب التى أقيمت بالأرجنتين عام 2001، كما حصد المركز الثالث مع المنتخب الأولمبيى فى دورة الفرانكوفون، واستطاع غريب بناء جيل قوى من اللاعبين وقتها أبرزهم جمال حمزة ووائل رياض ومحمد اليمانى وأمير عزمى مجاهد وحسام غالى، وأحمد أبو مسلم وأبو المجد مصطفى ومحمد صبحى.
وكانت بطولة كأس العالم للشباب بالأرجنتين أبرز المحطات فى تاريخ غريب التدريبى، بعد أن قاد الفراعنة للمشاركة فى تلك البطولة بعد غياب دام أكثر من عشر سنوات، وأسفرت القرعة وقتها عن وقوع المنتخب الوطنى فى مجموعة تضم كلاً من الأرجنتين وفلندا وجامايكا، وفى أولى مباريات المنتخب بالبطولة انتهى اللقاء بالتعادل السلبى ثم تلقى الفراعنة هزيمة ثقيلة من الأرجنتين بسبعة أهداف مقابل هدف واحد، وبالرغم من تلك الهزيمة الكبيرة إلا أن طريقة اللعب التى اعتمد عليها غريب فى البطولة، والتى عدلت من أداء اللاعب المصرى جعلت الفراعنة يتقدموا بهدف عن طريق اليمانى إلا أن نجوم الأرجنتين وقتها، بقيادة سافيولا، استطاعوا قلب الأمور لراقصى التانجو، وتمكن غريب من السيطرة على الوضع وطلب من لاعيبه نسيان تلك النتيجة، وأصر على اصطحابهم فى جولة ترفيهية صباح اليوم التالى للمباراة، لكى يتغلبوا على الآثار السلبية السيئة التى خلفتها الهزيمة فى نفوس لاعبى المنتخب، خاصة أن الصحف المصرية الكبرى فى ذلك الوقت خرجت بمانشتيات ساخنة تعليقاً على تلك الجولة كتبت فيها "يا بجاحتك يا غريب"، إلا أن المدير الفنى أثبت صحة وجهة نظره بعد أن تمكن من الفوز على فنلندا بنتيجة 2-1 ليصعد إلى دور الستة عشر فى البطولة، ويواصل نجاحه بالفوز على المنتخب الأمريكى بهدفين دون رد، وفى دور الثمانية واصل الفراعنة إبهارهم للعالم بعد تغلبهم على عمالقة هولندا التى كان يقودها لاعبون برزوا بشدة عقب البطولة أمثال رافائيل فاندر فارت، وآريين روبين بنتيجة 2-1، وتعالت هتافات المصريين فى تلك المباراة بعد الأداء المميز للفراعنة "ارحل ارحل يا فان جال"، وتأهل المنتخب للدور قبل النهائى بالبطولة وخسر من نظيره الغانى بنتيجة 2-0 فى هذا الدور، وفى مباراة تحديد المركزين الثالث والرابع استطاع المنتخب الوطنى الفوز على بارجواى بنتيجة 1-0، ليحصد غريب برونزية كأس العالم للشباب ويرد عملياً على منتقديه عقب الهزيمة من الأرجنتين بسباعية.
وفى تلك البطولة نال غريب إشادة خاصة من المدير الفنى للمنتخب الهولندى لويس فان جال ومساعده فى ذلك الوقت رود كرول، الذى قال لغريب وقتها إن قلبه أنقسم لجزأين عقب مباراة مصر وهولندا جزء حزين لخسارة الطواحين الهولندية، والجزء الثانى سعيد بالأداء المبهر للفراعنة.
أهداف منتخب الشباب فى كأس العالم بالأرجنتين 2001
وواصل غريب إبداعاته فى بطولة الفرانكوفون بكندا وحصد الميدالية البرونزية أيضاً ليلقب منتخب شوقى غريب ب"منتخب البرونز".
واستطاع غريب قيادة المنتخب الأولمبى للظهور بشكل مميز فى الدورة الودية التى أقيمت بالدوحة، والتقى فيها المنتخب البرازيلى الذى كان يضم بين صفوفه وقتها لاعبين شباب على أعلى مستوى أصبحوا نجوم العالم حالياً أمثال كاكا، وانتهى اللقاء وقتها بالتعادل الإيجابى 1-1، وأبهر أداء الفراعنة المدير الفنى للمنتخب البرازيلى الذى قال لغريب بعد المباراة وقتها بالحرف الواحد "لو احترف اللاعبون المصريون بالأمس لكان لهذا المنتخب شأن آخر".
ثم استمر تألق غريب فى مجال التدريب بعد تعيينه كمدرب عام للمنتخب الوطنى فى الجهاز الفنى الذى يقوده حسن شحاتة واستطاعا سوياً قيادة المنتخب الوطنى للفوز بثلاث بطولات للأمم الأفريقية على التوالى أعوام 2006 و2008 و2010، ليحفر غريب اسمه فى سجل المدربين المميزين فى تاريخ الكرة المصرية.
ثم عاد غريب من جديد لتولى منصب الرجل الأول من خلال تولى مهمة المدير الفنى لسموحة، واستطاع بناء فريق قوى للفريق السكندرى وحقق نتائج مميزة معه كانت أبرزها الفوز على الأهلى بهدف دون رد، ولكن جاءت ظروف توقف النشاط الرياضى بمصر لتمنع غريب من استكمال مهمته الناجحة مع سموحة، لينتقل لتدريب الإسماعيلى قبل أن يتم اختياره مديراً فنياً للمنتخب الوطنى.
غريب حقق حلمه الذى سعى إليه منذ دخوله مجال التدريب، وهو تولى مهام الرجل الأول فى الجهاز الفنى للمنتخب الوطنى فترى هل ينجح غريب فى قيادة الفراعنة لتحقيق حلم الوصول إلى كأس العالم بروسيا 2018، وهو الحلم الغائب عن المصريين منذ عام 1990 آخر مرة شارك فيها المنتخب الوطنى فى مونديال إيطاليا.