نفى الدكتور محمود حمدى زقزوق وزير الأوقاف، ما تردد حول مهاجمة الدعاة الجدد أو من وصفهم بالهواة من قبل الأمن المصرى، وعلى رأسهم الداعية عمرو خالد. وقال إن عمرو خالد لم يجبر على السفر للخارج. وقال زقزوق، إن الدعاة الجدد عادة ما ينساقون وراء الإغراءات المادية الكبيرة من قبل الفضائيات، ملمحاً بقوله إن المساجد يحكمها القانون ومن لا يملك ترخيصاً لا يستطيع الخطابة أو إدارة أى مسجد. من جهة أخرى، نفى زقزوق ما تردد حول انتشار الفساد بين العاملين تحت مظلة الأوقاف، وقال "لو كان هناك منحرفون فى الوزارة فهم قلة لا تعبر عن الأغلبية الشرفاء"، مشيراً إلى التزامه بمحاربة الفساد وأى خروج على القانون فى وزارته، وأكد عزمه تحويل أى مخالف أو مرتشٍ إلى النائب العام بدون أى "محسوبيات". وأضاف زقزوق على هامش لقائه بشباب الجامعات فى الإسكندرية مساء أمس، الثلاثاء، أن الأوقاف ستعلن رسمياً عن فتح الباب لقبول نحو 3000 إمام جديد وستقبل أوراق خريجى كلية دار العلوم شريطة حصوله على الثانوية الأزهرية، إضافة إلى قبول خريجى كليات علوم أصول الدين، والدعوة، والدراسات الإسلامية والعربية، والتربية قسم الدراسات الإسلامية، واللغات والترجمة. وعن الشروط الواجب توفرها فى الدعاة، قال إن الوزارة تحرص عند اختيار الأئمة على مراعاة أربعة عناصر أساسية هى إجادته وحفظه للقرآن الكريم وتقييم المعلومات الدينية العامة للمتقدم، إضافة إلى السمات الشخصية، مشيراً إلى أن تلك المعايير تستهدف اختيار أفضل العناصر مع التأكد من عدم وجود أى شفاعة فى تعيين الأئمة والدعاة وأن الاختيار يتم على أساس اجتياز اختبارات القدرات والكفاءة. وأعلن زقزوق، أن المشكلة الكبيرة والوحيدة التى تواجه البعثات الخارجية للأئمة والدعاة هى مستوى إجادتهم للغة الأجنبية، إلا أن الوزارة قد فتحت الباب منذ عام 89 لقبول خريجى كلية اللغات والترجمة ممن درسوا الديانة الإسلامية باللغات الإنجليزية والفرنسية والألمانية، مشيراً إلى إرسال الأئمة إلى الجاليات المختلفة فى مختلف دول العالم، منها لندن وفرنسا وإيطاليا والبرازيل وتنزانيا التى فيها دار السلام وملحق بها 1300 طالب وطالبة يتم تعليمهم تحت إشراف الأزهر. وأكد زقزوق، أن مصر بها ثمانية آلاف معهد أزهرى يدرس فيها نحو مليونى طالب، إضافة إلى نصف مليون طالب وطالبة بكليات جامعة الأزهر وأن تلك الأرقام تعد دلالة على مدى احترام المجتمع المصرى للتعليم الأزهرى رداً على المقولة التى ترددت بأن التعليم الأزهرى أصبح غير مرغوب فيه. وأشار إلى أن هناك سبعة مساجد فى القاهرة يطبقون تجربة الأذان الموحد، كما تستعد الوزارة بالتنسيق مع عدد من أساتذة كليات الهندسة والهيئة العربية للتصنيع لاستيراد بعض المعدات الخاصة بتجهيز المساجد لإذاعة الأذان الموحد، وقال "الأذان الموحد سيراعى مسألة فوارق التوقيتات مع المحافظات الأخرى وأن مرحلة التنفيذ الأولى ستشمل القاهرة فقط وبعدها فى المراحل التالية سيتم تعميم التجربة فى المحافظات الأخرى إذا أرادت، مشيراً إلى أن هدف الأذان الموحد هو تمكين المصريين من الإنصات للأذان وترديده بنظام. ووصف زقزوق، الفضائيات بالوباء لما تقوم به من تقديم محتوى يشغل المشاهدين بالأمور الظاهرية ويبعدهم عن أساسيات الدين، مشيراً إلى إن إحدى المهام التى تواجه عمل الدعاة حالياً فى المساجد هو العمل على تصحيح المفاهيم المغلوطة عن الدين الإسلامى والتى تعد تلك الفضائيات أحد مصادرها". وللمرة الرابعة فى تصريحات الدكتور محمود زقزوق أشاد بمصداقية الشيخ خالد الجندى، واصفاً إياه بأنه الأمل فى تقديم محتوى دينى يهتم بأساسيات الدين فى قناته "أزهرى" التى ستنطلق مع بداية رمضان المقبل والتى من شأنها عدل الميزان بعد أن انقلب هرم الأولويات، مستكملاً حديثه بتنسيق وزارته مع وزارة الإعلام وترشح لها عدد من شباب الأئمة والدعاة للظهور على شاشات التليفزيون لتقديم محتوى دينى محترم، وانتقد الخطاب الدينى الذى يضيق على الأفراد، مشيرا إلى أن الوزارة ستصدر قريباً كتاب بعنوان "ثقافة الأمل" يستهدف تصحيح القيم الإسلامية وإعادتها إلى النصاب الطبيعى. وأبدى حرص وزارة الأوقاف على إصدار كتب لتوعية الأفراد للابتعاد عن الممارسات الخاطئة ومن بينها كتاب خاص بختان الإناث بعنوان "ختان الإناث ليس من شعائر الإسلام" يضم آراء نخبة من كبار العلماء حول تلك القضية، مؤكداً أن غالبية الخبراء أجمعوا على ضعف كل الأحاديث التى دعت لختان الإناث. من جهة أخرى، نفى زقزوق، أن يكون التعامل مع البنوك يسمى بالربا، وذلك لأنه ليس بالغصب بل يذهب المرء إليه طواعية، مشيراً إلى كتاب للشيخ طنطاوى عن المعاملات المالية فى البنوك. ونصح زقزوق شباب الجامعات المصرية بعدم التشدد الذى قد يطيح بالدين، مشدداً على اختيار المذهب الأسهل والميسر. كما أبدى رفضه لفتح أبواب المساجد على مدار ال24 ساعة حفاظاً على نظافتها وحتى لا تكون "لوكاندة" لعوام الناس مما ينفر الناس منها.
