إعلان نتائج اختبارات المعاهد الفنية للالتحاق بالجامعات للعام الجامعي 2025 / 2026    مجلس جامعة بني سويف يقرر تنظيم دورة عن الذكاء الاصطناعي بكلية الآداب    التموين: توافر جميع السلع واللحوم والدواجن بمنافذ القابضة الغذائية    ارتفاع سعر الريال السعودي في بداية التعاملات اليوم 29 سبتمبر 2025    تداول 11 ألف طن و600 شاحنة بضائع عامة ومتنوعة بمواني البحر الأحمر    تباين أداء مؤشرات البورصة بمستهل تعاملات ثاني جلسات الأسبوع    زيلينسكي: روسيا انتهكت أجواء إستونيا ومولدوفا وعليها عدم تكرار هذه الانتهاكات    رئيس المجلس الأوروبي: مولدوفا اختارت أوروبا على روسيا في الانتخابات    وزير الإنتاج الحربي يستقبل السفير الأرميني لبحث أوجه التعاون المشترك    إحالة قضايا متعلقة بأموال جماعة الإخوان المحظورة إلى نائب عام عمان    الريشة الطائرة، انخفاض عدد الجمعية العمومية يهدد انتشار اللعبة    تشكيل أهلي جدة المتوقع أمام الدحيل بدوري أبطال آسيا    أليجري بعد الفوز على نابولي: روح ميلان كانت رائعة.. ومودريتش يلعب بذكاء    وادي دجلة عن تألق لاعبيه بمختلف الألعاب خلال سبتمبر.. إنجازات بالجملة    إصابة عدد من الأشخاص في حادث تصادم على الطريق السياحي اتجاه المنيب| بالصور    حصاد 24 ساعة، ضبط 99 ألف مخالفة مرورية وحالات تعاطي مخدرات بين السائقين    ضبط شخص لإدارته ناديا صحيا واستغلاله فى ممارسة الأعمال المنافية للآداب بالقاهرة    مصر تعرض خبراتها في رقمنة التراث خلال منتدى دولي بالصين    من القاهرة إلى الصعيد.. الثقافة تعيد إحياء مسرح العرائس لمواجهة الألعاب الإلكترونية    في اليوم العالمي للقلب.. 7 نصائح ذهبية لقلب أقوى وحياة أطول    وكيل وزارة الصحة بالجيزة يتفقد مستشفى زايد المركزي ويتابع تطوير الخدمات الطبية (صور)    طقس الإسكندرية اليوم: أجواء خريفية وحرارة عظمى 30 درجة    صحة غزة: 361 من الطواقم الطبية مُغيبون قسرًا في معتقلات الاحتلال    الانتهاء من إصلاح كسر في خطوط مياه الشرب بمدينة طور سيناء وعودة ضخ المياه    مهرجان هولندا لأفلام الشرق الأوسط وشمال أفريقيا يكشف عن جوائز دورته السادسة    29 سبتمبر 2025.. أسعار الحديد والأسمنت بالمصانع المحلية اليوم    الحوثيون يعلنون تنفيذ عمليات نوعية على أهداف للاحتلال    رئيس البرلمان الإيراني: الغرب أساء استخدام المفاوضات لتفكيك قدرات طهران الصاروخية    «الأمن» يحدد المحظورات في «مباراة القمة».. وتشديدات لمنع الشماريخ والليزر    غرق السودان يكشف خداع إثيوبيا، وخبير مائي: فيضانات سد النهضة خطيرة وغير طبيعية    اليوم.. احتفال بانطلاق مسلسل «ولد بنت شايب» قبل عرضه على المنصات الإلكترونية    الأزهر للفتوى قبل لقاء القمة : التعصب الرياضي والسب حرام شرعا    «الداخلية» تنفي مزاعم إضراب نزلاء أحد مراكز الإصلاح: «أكاذيب إخوانية»    في اجتماع اللجنة العليا للحج، مدبولي: استعداد جيد لتقديم أفضل الخدمات للحجاج المصريين    في اليوم العالمي للقلب 2025.. 7 نصائح للحماية من أمراض القلب    مواقيت الصلاة اليوم الإثنين 29 سبتمبر 2025 في بورسعيد    السكة الحديد تعتذر عن خروج عربات قطار عن القضبان.. وتؤكد: عودة الحركة كاملة خلال ساعات    هل كل الأطعمة تحتاج إلى إضافة الملح لإكسابها نكهة أفضل؟.. «الصحة» توضح    «افتكر اني قولتلك بلاش».. ماذا قال محمد هنيدي على مباراة القمة بين الأهلي والزمالك؟    موعد إجازة نصف العام لطلاب المدارس تبدأ 24 يناير وتنتهى 5 فبراير 2026    مواقيت الصلاة اليوم الاثنين 29-9-2025 في محافظة الدقهلية    سعر الدولار الآن أمام الجنيه والعملات العربية والأجنبية قبل بداية تعاملات الإثنين 29 سبتمبر 2025    مواعيد مباريات اليوم في دوري أبطال آسيا والقنوات الناقلة    موعد إجازة 6 أكتوبر 2025.. هل تُرحل إلى الخميس؟    أسعار الدواجن البيضاء اليوم الاثنين 29-9-2025 في الدقهلية    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الإثنين 29-9-2025 في محافظة الأقصر    الدوري المصري الممتاز غيابات الأهلي والزمالك في مواجهة القمة: من سيتأثر أكثر؟    حسام غالي خارج القائمة.. محمد علي خير يكشف مفاجأة في قائمة الخطيب بشأن انتخابات الأهلي    وكيل تعليم الإسكندرية يكشف حقيقة صور المقاعد المتهالكة بمدرسة تجريبية    142 يومًا تفصلنا عن شهر رمضان المبارك 2026    رئيس محكمة النقض يستقبل عميد حقوق الإسكندرية لتهنئته بالمنصب    قتيل و4 مفقودين وإجلاء نحو 30 ألف شخص في فيتنام بسبب الإعصار «بوالوي»    شمس البارودي تتصدر تريند جوجل بعد حسمها الجدل حول عودتها للفن    «الجمهور صدق».. كارولين عزمي عن ارتباطها ب أحمد العوضي    4 أبراج «حياتهم المهنية هتتغير».. يتلقون عروضا وظيفية جديدة وتُفتح لهم أبواب الثراء    «نهاياتهم مأساوية».. خالد الجندي يوضح حكم المجاهرة بالمعصية وتشجيع الفاحشة    «عبدالصادق» يوجه بإنشاء فرع ل«اللغات» داخل الجامعة الأهلية    الصداع النصفي ينهي حياة بلوجر ب«جلطة دماغية نادرة».. انتبه ل12 علامة تحذيرية    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



كمال الشاذلى يقود المعركة الأخيرة للحرس القديم ضد أحمد عز
فى انتخابات الوطنى.. تربيطات عائلية.. منشورات سرية.. صراع النواب والأمناء.. حلم المرأة بعضوية البرلمان
نشر في اليوم السابع يوم 13 - 08 - 2009

متابعة: عبدالحليم سالم - هند عادل - محمد فرج - معتز الشربينى - محمد صالح - إيمان مهنا - شعبان فتحى - محمد فوزى - ضحا صالح - حسن عبدالغفار - جاكلين منير - زينب عبدالرحمن - ماجد إلهامى - تصوير- عمر أنيس
◄معارك تكسير العظام فى المنوفية والغربية بين رجال عز والشاذلى.. وعبدالأحد ضمن تصعيد رجاله واستبعاد محمود أبوزيد
◄نساء الشرقية دخلن المعركة بحلم الحصول على نصيب فى كوتة البرلمان.. وروح المنافسة اختفت بين المرشحين فى البحيرة
◄أمين الحزب فى الدقهلية عاد من رحلة علاج فى الصين ليخوض صراعا مع مساعديه.. ومنشورات فى بورسعيد تتهم المنياوى بالتخلص من منافسيه
◄معارضو الدقاق فى الإسكندرية يتهمونه بمخالفة تعليمات صفوت الشريف.. وهدوء ملحوظ فى دمياط
◄ صراع نواب الشعب والشورى يؤجل انتخابات المنيا.. والعلاقات العائلية حسمت أسيوط
◄القبلية هزمت الانتماء الحزبى فى شمال سيناء.. والسخونة تصدرت مركزى الإسماعيلية والتل الكبير
ما بين تصريحات المهندس أحمد عز، أمين تنظيم الحزب الوطنى الحاكم، وما يجرى على أرض الواقع فى انتخابات الوحدات الحزبية بون شاسع، عز حذر بوضوح من تفتيت الأصوات بين المرشحين من أبناء الحزب فى مواجهة بعضهم البعض لأن ذلك كان الخطر الأكبر الذى واجهه فى الانتخابات البرلمانية الماضية، مطالبا جميع الأعضاء بعدم الخروج عن الالتزام الحزبى، وأن الحزب سيمنع أى تنظيم من دخول الانتخابات البرلمانية المقبلة فى مواجهة المرشح الرسمى الذى يختاره، وحذر من التربيطات داخل الحزب لأنها تخلق جبهات مختلفة فى مواجهة بعضها البعض مما يؤدى إلى خطر تقسيمه من الداخل.
لكن الخطر الذى يحذر منه كان ماثلا فى انتخابات الوحدات الحزبية، وتقدم «اليوم السابع» صورة حية لأبرز دوائر الصراع الخفى فى انتخابات الوحدات القاعدية فى بعض المحافظات والتى قرر الحزب أنهاءها قبل بداية شهر رمضان.
فى ملعب أحمد عز نفسه بالمنوفية بدأ الصراع فى انتخابات الوحدات الحزبية على أشده بين رجال الحرس القديم ممثلا فى كمال الشاذلى خاصة فى دائرته الباجور، وجبهة عز فى منوف، ولعب كمال الشاذلى ب «كارت» عصام عجور، أحد أكبر مؤيديه، والذى قام بدفع عدد كبير من عائلته لخوض الانتخابات على جميع المستويات فى لجنتى العشرين والثلاثين تمهيدا للتصفية للوصول إلى المواقع القيادية على مستوى المحافظة، واستخدم الشاذلى «كارت» آخر هو محمد سعيد، أمين الحزب الوطنى بدائرة الباجور، والذى دفع بجميع العاملين فى الإدارة الزراعية التى يرأسها لمساندة باقى رجال الشاذلى.
فى المقابل نجح رجال أحمد عز فى الخروج بالمعركه إلى بر الأمان، حيث ظهر تأثير وقوة كل من صلاح المقدم أمين دائرة الحزب بسرس الليان ومدينة السادات ومنوف وهو المسئول عن شركات أحمد عز، وفتحى الهوارى، أمين التنظيم بالدائرة، وعبدالعظيم أحمد مخلط وكيل المجلس الشعبى المحلى للمحافظة، وأيمن معاذ عضو مجلس محلى المحافظة، ومحمد حواش منتصر مدير عام مكتب تأمينات السادات، وعبد العزيز محمود شاهين مدير شئون العاملين لمجموعة عز الصناعية، وعبد العظيم عبدالحكيم نوفل مدير عام بالتربية والتعليم والمسئول عن مدارس مبارك التعليمية بالمنوفية. وهذه المجموعة فرضت فى الانتخابات الأخيرة كل الأسماء على مستوى الوحدات ونجحت فى الإطاحة بعدد كبير من المرشحين التابعين لكمال الشاذلى.
وفى محافظة الإسكندرية تبادل الأعضاء الاتهامات أمام الأمانة العامة التى يرأسها الدكتور سعيد الدقاق، واعترض أعضاء دوائر غربال والمسلة شرق على وجود مرشحين عليهم أحكام قضائية تضعهم فى خانة غير المؤهلين للترشيح، وقال المعترضون إن الدقاق خالف بذلك قرار الأمين العام صفوت الشريف باستبعاد الذين صدرت ضدهم أحكام قضائية، وقالت ماجدة عبدالراضى، من شياخة المسلة شرق، إن انتخابات لجان العشرين الأولى تمت بتربيطات واضحة من جانب عبدالله عثمان أمين شئون العضوية فى الحزب الذى حرص على تنفيذ سياسة التصعيد للأعضاء الذين يدينون بالولاء له، بعيدا عن العمل الحزبى الحقيقى، وأكدت أن نسبة التغيير بناء على ذلك تراوحت فى أقسام المنتزه والرمل وسيدى جابر ما بين 40 و70 %.. الأمر الذى أدى إلى مد فترة الترشيح ثلاثة أيام إضافية لاستكمال الأعداد، وأضافت أنه لكى يحاول الحزب إخفاء تلك التربيطات، لم يتم إطلاع أى من الأعضاء على عدد الأصوات التى حصل عليها، بل حرصت الأمانة العامة بالإسكندرية على إخفاء الأصوات وإبلاغ النتيجة هاتفيا بالنجاح أو الهزيمة.
فى بورسعيد دارت حرب عبرت عنها منشورات مشتعلة ضد أمين الحزب الوطنى المهندس محمود المنياوى، عضو لجنة السياسات ومساعد أمين التنظيم، تطالب المهندس أحمد عز بإقصائه بعد أن أثبتت التجربة فشله منذ عام2001، وأشارت المنشورات إلى أن المنياوى خاض انتخابات عام 2005 عن دائرة العرب والضواحى وتغلب عليه نائب الإخوان أكرم الشاعر بنجاح ساحق، ورغم سقوطه المهين استمر المنياوى يمارس تصفية الكوادر الحزبية والشعبية والشخصيات البارزة التى حظيت باحترام وتأثير جماهيرى داخل جميع الأوساط الشعبية، بدأت باستبعاد محمد الحفنى، أمين مساعد الحزب، ورجل الأعمال الشهير وعضو مجلس إدارة الغرفة التجارية وأمين الحزب «بالشرق»، والعميد أيمن جبر رئيس لجنة السياحة بالمجلس الشعبى المحلى للمحافظة، ثم مذبحة ترشيحات المجالس المحلية التى أطيح فيها بالدكتور محمد الغزولى، أستاذ كلية الهندسة ببورسعيد، وعبدالمنعم الشاعر، واللواء عادل أبوالحمد، ويسرى عمارة، والدكتورة إيناس الشيخ، عميدة كلية التمريض، والدكتورة سمر الفقى، والدكتور محمد رحيم، نائب رئيس جامعة قناة السويس السابق، والمهندس عادل الجوهرى، أمين المهنيين ورئيس لجنة السياحة، وعبدالعزيز حمدى، أمين المجالس المحلية، وغريب مهنى المحامى، والمهندس محمد الزينى، أمين قسم بور فؤاد ثان، وآخرين، وقالت المنشورات إنه فى مقابل إبعاد كل هذه الأسماء أبقى أمين الحزب الوطنى على مجموعة «أبوالهول» التى تدين له بالولاء والطاعة، ولا يمثلون له أدنى خطورة، مما أدى إلى ضعف الأداء داخل أروقة ولجان المجلس الشعبى المحلى، وانعكس ذلك على الأداء الحزبى الذى أصيب بحالة من الركود والشلل التام أصابت أقسام الحزب وجميع أنشطته، مما أدى إلى غلق النادى السياسى وأروقته التى يديرها «المنياوى» بطريقة استيفاء المستندات والنماذج الواردة له من الأمانة المركزية بالقاهرة، وفى ظل الإقبال الضعيف على الانتخابات، أعطى المنياوى أوامره إلى العاملين بسنترال بورسعيد التابع له بالإدلاء بأصواتهم، ولضمان تصعيد أسماء بعينها يرغب فى وجودها.
وعلى غير العادة شهدت دمياط هدوءا ملحوظا فى مختلف الأحياء والقرى والمدن، وشهدت الانتخابات إقبالا من بعض الوجوه الجديدة التى تسعى إلى كرسى المحليات والبرلمان.. وسجلت معظم اللجان إقبالا ضعيفا، وفى مقدمتها لجنة أمين عمال الحزب بدمياط محمد قطاريه، والذى حاول فرض سيطرته على هذه اللجنة، خاصة أنه أعلن عن رغبته فى خوض انتخابات الشعب القادمة على مقعد العمال اعتمادا على أعضاء هذه اللجنة، التى نجحت فيها جيهان الشامى مديرة مكتب أمين الوطنى بدمياط، ونجح صلاح الدين غنيم محتلا الترتيب الثانى، بينما حصلت أمل رمضان عضو مجلس محلى على الترتيب 13، وحصل زوجها وهو من المرشحين الجدد على الترتيب الأول، كما شهدت اللجان الانتخابية فى مركز كفر سعد أعلى نسبة فى الحضور بسبب كثرة عدد المرشحين بها.
واشتعلت الصراعات فى الدقهلية ما بين جبهة المهندس مصطفى عقل أمين الحزب، وجبهتى الدكتور رياض الرفاعى أمين التنظيم، والمهندس السيد الإتربى الأمين العام المساعد، الذى حاول بسط سيطرته لكنه فشل، تلك الصراعات شعر بها مصطفى عقل منذ عودته من رحلة العلاج فى الصين ودخل بثقله لإبعاد كل من أمين التنظيم والأمين المساعد عن كشوف العضوية، لكن الأمين المساعد لم يهدأ، مستخدما محمد العشرى سكرتير الحزب، لأن تكون له كلمة على الأعضاء، وعبر الصراع عن نفسه فى الانتخابات عبر مناطق النفوذ، حيث سيطر السيد الإتربى على منطقة مركز طلخا وبلقاس وشربين، وأجزاء من ميت غمر، ونجح فى تدعيم أتباعه فى أمانة وحدات تلك المراكز، أما رياض الرفاعى فظهرت سيطرته فى السنبلاوين وأجا وتمى الأمديد وبنى عبيد، ولم يتمكن من بسط سيطرته على باقى المراكز، كما أنه استخدم سلطاته فى إسقاط عضوية 110 أعضاء فى وحدة قرية ميت عزون بحجة أنهم تأخروا فى سداد الاشتراكات لصالح السيد فهمى، أمين الوحدة الحالى، وتفجرت الأزمة بعد تدخل الإتربى فهدد أنصار هلال فكرى بتقديم استقالات جماعية من الحزب وانتهت الأزمة بإلغاء الانتخابات فى الوحدة الحزبية وتشيكلها بالتراضى، بحيث يحصل كل طرف على عشرة مقاعد.. أما قرية دميرة فانقسمت بين أنور القاضى التابع للإتربى وأنور الأديب التابع للرفاعى، وانتهت المواجهات بينهما بإصابة العديد فى مشاجرة وقعت يوم الانتخابات وتدخل الإتربى لحلها مبرزا قوته.. ووصلت الصراعات إلى قرية دنديط لكن عقل تدخل هذه المرة وحجب النتائج، بعد مشاجرات بين عائلتى السلخ المحسوبة على الرفاعى وعائلة شحاتة المحسوبة على الإتربى. من جانبه حاول مصطفى عقل إظهار المنافسة فاستخدم كلمات التكتلات والمنافسة والإقبال الكبير وغير المسبوق، فى الوقت الذى انصرف فيه عدد من أعضاء الحزب عنها باتهامات واضحة تقول: «إن قادة الحزب عارفين من سينجح بالضبط»، بالرغم من إعلان الحزب محافظة الدقهلية فى المقدمة بين محافظات الجمهورية للترشيح، ووجود 17 ألف مرشح وإعلان عقل بأنه لن يرضى بالتزكية وضرورة أن تجرى الانتخابات بكل نزاهة.
حرب تصفية الحسابات وجيوب الحرس القديم كان عنوان انتخابات محافظة الغربية المتاخمة للمنوفية، ويلعب فيها الطرفان «عز والشاذلى» دورا كبيرا، وكانت زيارة أحمد عز أمين التنظيم الأخيرة رسالة وصفت بأنها استهدفت الحرس القديم، وهو ما ظهر فى جميع الوحدات الحزبية والأمانات فى المحلة وسمنود وكفر الزيات وبسيون وزفتى والسنطة، حيث تمت الاستعانة بمن ينتمى لنواب وأعضاء وأمناء الحزب من تيار عز.
وشهدت مدينة المحلة حربا شرسة تمت فيها تصفية الذين ينتمون لمحمد مرعى وعبدالسميع الشامى، جبهة كمال الشاذلى خاصة أن مرعى ينتمى بصلة قرابة له، وكان يشغل الأمين العام المساعد للحزب وظل عضوا بمجلس الشعب لعدة دورات، وكان يسيطر على مجريات الأمور بالحزب فى المحافظة، وكان لسقوطه وفشله الذريع فى الانتخابات الماضية أمام اللواء سيد جبر مدير أمن مجموعة شركات بهجت دورا فى استبعاد وتطهير من ينتمون إليه داخل المجالس المحلية والمناصب القيادية، ممن أتى بهم لتأييده وتقوية شوكته، بعد فقده جزءا كبيرا من مؤيديه والتابعين، وهو ما حدث مع عبدالسميع الشامى نائب المحلة الذى ينتمى للحرس القديم، حيث أطيح بكل من ينتمون إليه بالكامل لحساب أمين عام الحزب المساعد محمد على القليوبى المحسوب على جبهة أحمد عز، وقام القليوبى بتعيين ابن خالته أحمد شوقى شيمى أمينا للحزب بدائرة أول، واختار أعضاء المجالس المحلية ممن يعملون لديه بشركته ليضمن ولاءهم فى عمليات التصويت، كما تمت الإطاحة بكل من ينتمى إلى عبدالرحمن الشهاوى عضو مجلس الشعب السابق بالتنسيق مع رجال عبدالمحسن أبوالخير عضو مجلس الشعب المهاجم دائما للحرس القديم.
وشهدت كفر الزيات حرب تكسير عظام بين المتنافسين من الحرس القديم الممثل فى الدكتور طلعت عبدالقوى عضو مجلس الشعب السابق، واللواء أمين راضى عضو مجلس الشعب الحالى وكلاهما يسعى لإبعاد الآخر، وفى سمنود جرت تصفية لرجال محمد زايد أمين التنظيم والأمين العام المساعد السابق، الذى تم استبعاده من مجلس الشعب بسبب التجنيد، وكان من الأقوياء فى جبهة كمال الشاذلى، وقام حسن النجار عضو مجلس الشورى باختيار عناصر ممن ينتمون إليه، ونفس الحال حدث فى زفتى حيث دخل الدكتور عبدالأحد جمال الدين زعيم الأغلبية البرلمانية وحسام الشاعر عضو مجلس الشورى، فى اتفاق انتهى باختيار العناصر الموالية لهما بعد تولى حمدى عبدالقوى منصب الأمين العام للحزب، خلفا للراحل الدكتور عبدالحميد نوير، وإغلاق ملف الدكتور محمود أبوزيد وزير الرى والذى تم استبعاده أيضا عن الحزب رغم أنه نائب نهطاى، وجاء اختيار حمدى عبدالقوى بمثابة إنذار للحرس القديم الذين كانوا يحلمون بمنصب أمين الحزب فى زفتى على طريقة «عبده مشتاق»، ويسعى أحمد شبل الغنيمى عضو مجلس الشورى عن دائرة السنطة وزفتى ومعه عثمان الدساوى عضو مجلس الشعب عن دائرة نهطاى، إلى تصفية الحسابات مع كل من وقف ضدهما فى الانتخابات الماضية، ومنهم الدكتور فتحى ندا رئيس نادى السنطة، والذى كان أقرب المرشحين للفوز بانتخابات الشورى الماضية، حيث قام الغنيمى ب«قصقصة ريش» كل من وقفوا مع ندا.
وجوه جديدة أطلت على مشهد الانتخابات فى الشرقية، فى مواجهة أشخاص لهم ثقل عائلى وسياسى بالمحافظة ولم يستطع أحد الاقتراب منهم، خاصة السيدات الحالمات بعضوية مجلس الشعب فى إطار الكوتة، حيث تقدمت 1119 سيدة للتنافس فى 54 وحدة قاعدية حسمت معظمها للعائلات والقيادات الحزبية، وفى الزقازيق كانت هناك منافسة شرسة على مقعد المرأة حسمت لصالح الدكتورة أحلام حنفى رئيس لجنة المرأة بمجلس محلى الشرقية، وزوجة عضو مجلس شعب سابق، ولها ثقل فى الحزب مدعومة من أمينه شخصيا د.عزت إسماعيل، كما هيمنت على حى ثانى الزقازيق مديحة سيف الدين نائب رئيس مركز مدينة منيا القمح، وهى زوجة لرجل أعمال معروف، وغلب الطابع العائلى على انتخابات قرى ومركز بلبيس وتمت فيها الإطاحة بأمين الوحدة الحزبية إبراهيم الشاهد.. وفى قرية الربع أطاح الوجه الجديد أشرف البطريق بإبراهيم الشمرى أمين الوحدة ذى النفوذ العائلى، وفى قرية صفط زريق حسمت الانتخابات لصالح وجوه جديدة على حساب عائلات ذات ثقل فى الحزب الوطنى.
فيما خلت انتخابات البحيرة من روح المنافسة بين المرشحين، بعد أن أصبح الفوز مشروطا بسداد اشتراكات الأعضاء، حيث يقوم كل مرشح بسداد الاشتراك لعدد معين من الأعضاء ليكتمل النصاب القانونى لانعقاد الجمعية العمومية للوحدة القاعدية البالغ عددها 200 عضو، وشهدت الانتخابات تصارع أعضاء المجالس المحلية للفوز بمقاعد لجنة العشرين ولكنه صراع أشقاء وليس صراع متنافسين، وشهدت الوحدات تواجدا من الأعضاء السابقين الممثلين لعائلات الأبشيهى وعبدالبديع التى دفعت بثلاثة مرشحين فى وحدة طاموس بدمنهور، كما ظهرت عائلات عسل والجويلى والخوالقة وخلاف وملوخية والبكاتوشى وفليفل وبطيشة والأعرج والخولى والمحلاوى والحلوانى والشرقاوى وأبو شعرة، وكلهم من عائلات الثقل السياسى. وفى إدكو جاءت الانتخابات صورة مكررة من الانتخابات السابقة باستثناء 4 أعضاء جدد مما يدل على أن انتخابات الوحدات القاعدية بالبحيرة أصبحت حكراً على مجموعة معينة.
وفى خصوصية معروفة، هزمت القبيلة الانتماء الحزبى فى شمال سيناء، حيث تفادى الحزب صدام القبلية بعد تقسيم كل مدينة وشياخة لعائلة أو اثنتين لهما وزن وثقل كبير، مثلما حدث فى وحدة الهشة بالشيخ زويد التى فاز فيها 15 فردا من عائلة واحدة، و5 أفراد من عائلة ثانية أما الخلافات فكانت محصورة بين أبناء العمومة، كما حدث فى وحدة الرسم برفح، والملاحظ أن الشباب والمرأة اكتسحوا الانتخابات فى حين لم يطرح أحد من الرموز الكبيرة اسمه فى الانتخابات، وقال الدكتور منير الشوربجى أمين الحزب الوطنى بالمحافظة «إننا سعينا طوال المرحلة السابقة لجعل الانتماء الحزبى يحتوى الانتماء القبلى ونجحنا مثلا فى انتخابات الشورى الماضية فى هذا الأمر، لكن الواقع أن القبلية هى الأقوى سواء شئنا أم أبينا».
السخونة فى انتخابات الإسماعيلية تركزت فى مركز ومدينة الإسماعيلية والتل الكبير، وقلت بشكل لافت فى مركز ومدينة فايد، وغابت تماما فى مركزى القنطرة شرق والقنطرة غرب، وشهدت أغلب اللجان الحزبية بمركز ومدينة الإسماعيلية تربيطات انتخابية واضحة بين بعض العناصر الحزبية، وبتعليمات من القيادة العليا للإطاحة ببعض القيادات والرموز القديمة، وأحد هذه التربيطات فشل فى الإطاحة بمحمد حامد رجب أمين وحدة التمساح بمدينة الإسماعيلية وعضو مجلس محلى مدينة الإسماعيلية صاحب الجهد الوافر والشعبية الكبيرة، وفى مركز فايد ظهرت بعض الوجوة الجديدة للانتخابات فى اللحظات الأخيرة أمثال محمد صقر عضو مجلس محلى مدينة فايد، وماضى أحمد خليل نجل أحمد خليل عضو مجلس الشورى.
وفى التل الكبير شهدت الانتخابات سخونة ورغبة فى التغيير، وغاب عدد من القيادات عن التقدم للانتخابات مثل الشحات البعلى عضو مجلس محلى المحافظة والمرشح السابق لمجلس الشعب، وسيد سليمان، وسامى عبدالغفار، ومحمد فيصل أعضاء مجلس محلى المحافظة، فيما تقدم للترشيح لأول مرة عدد كبير من الشباب والنساء، مثل حمد عبدالمحسن بغدادى وجيهان محمد السيد وشيماء محمد فيصل.
الوضع فى صعيد مصر لم يكن أفضل حالا، ففى محافظة المنيا تأجلت الانتخابات فى 7 وحدات حزبية بسبب صراع نواب الشعب والشورى والمجالس المحلية على تصعيد أنصارهم، وحدث خلاف بين عائلة أبو الليل وعائلة اللوفى فى مركز ملوى أدى إلى وقف الانتخابات وتأجيلها، فى الوقت الذى فشل فيه أحد نواب الشعب عن مركز ملوى فى توفيق الأوضاع بين العائلتين، وتكرر نفس الموقف فى دروة وأبويعقوب بمركز المنيا بسببب الخلاف على تولى رئاسة الوحدة الحزبية، والصراع بين نائبى مجلس الشعب عن الحزب الوطنى.
وفى أسيوط جرت الانتخابات كعهدها السابق، استنادا إلى العلاقات العائلية والقبلية وأدار أعضاء مجلسى الشعب والشورى الانتخابات وفق هواهم، وتصدر القائمة محمد فواز عضو مجلس الشورى وأحمد فتحى نعمان عضو مجلس الشعب ونظرا لقربهم من المستويات العليا فى الحزب بشكل خاص والتنفيذيين بشكل عام، أثر ذلك على سير الانتخابات باتجاه ما يريدون، مستغلين نفوذهم وتعليمات أحمد عز فى زيارته الأخيرة للمحافظة.
لمعلوماتك...
◄3 ملايين عدد اعضاء الحزب الوطنى الديمقراطى بحسب آخر احصاء فى 2009
◄900 ألف عدد الأعضاء المشاركين فى انتخابات الوحدات الحزبيةبالوطنى
◄قانون قانون الأحزاب ... صدر عام 1977 وتحول به النظام السياسى فى مصر إلى التعددية الحزبية وفى نفس العام أسس الرئيس الراحل أنور السادات الحزب الوطنى الديمقراطى، بعدما كان الاتحاد الاشتراكى هو التنظيم السياسى


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.