مشكلتك إيه؟ أنا فتاة فى العشرينيات، تخرجت السنة الماضية وبعد تخرجى بثلاثة أشهر تقدم شخص لخطبتى، لكن لم يحدث نصيب وبالرغم من ذلك فقد تأثرت بهذه التجربة كثيرا لأن سبب الرفض كان غريباً وهو أننى كثيرة الحديث مع الجنس الآخر. ولأن السبب غير مقنع بالنسبة لى فقد شعرت بأن أحداً "أدانى على قفايا ومشى" مشكلتى الآن هى فى التخلص من هذا الشعور، بالرغم من مرور حوالى شهرين على ذلك. إننى دائما أفكر فى كرامتى التى أهدرت وأتخيل أنى أتحاور مع ذلك الشخص بشكل عنيف وأوضح له أنه أصلاً سىء الظن بى وهذا ليس من حقه لذا فأنا أرفض الارتباط به. ليس هذا فقط بل أحياناً قبل أن أنام عندما أكون بين النوم واليقظة أجدنى أبكى بكاء لا إراديا لا أعلم سببه؟ وفى أوقات أخرى أشعر بالاختناق أثناء النوم وكأن روحى تخرج من جسدى. لم أعد أقبل على الحياة بأى شكل... لا أرغب فى أى شىء فى الحياة لدرجة أننى عندما التحقت بعملى ظللت أفكر ماذا أفعل براتبى! شىء آخر لا أعرف له تفسيراً هو أننى عند حدوث أزمة أو مصيبة أجد بداخلى شعورين متناقضين تماماً شعورا بالرغبة فى حدوث المصيبة وآخر أننى متأكدة تماما أنى سأحزن إذا حدثت هذه الكارثة، فهل لمشكلتى حل؟ طبعاً ... مشكلتك لها حل .. هذا ما تبشر به أ. أميرة بدران الاستشارية الاجتماعية والتى وصفّّت روشتة العلاج للفتاة الحائرة قائلة: هل تصدقيننى إذا قلت لك إن معرفتك لمعنى ما تشعرين به ولا تبوحين به لأحد هو طريقك الحقيقى للتغيير؟ فحين نعلم أننا مترددون مثلاً، نبدأ فى تغيير التردد رويدا.. رويدا شرط أن يتوافر فينا أمران: الإرادة )للتغيير ) عدم الرضا لما صرنا عليه. لذا فثقتى فى قدرتك على تحمّلك لمسئولية تغييرك لنفسك يشجعنى أن أقول لك أنك تحملين سمات الشخصية الاكتئابية، فهناك ما يُسمى بسمات "الشخصية الاكتئابية" وأنت تحملين منها العديد؛ فهى شخصية تركن للألم والدموع، ترى الصعاب أكثر من أى شىء.. قليلة الدأب.. قليلة المبادرة.. تنهزم بسرعة أمام موقف أو مشكلة أو تحدى وتترعرع وتشعر "بالوجود" فى جو الكآبة والحزن وتوقع المصائب. وكان طبيعياً أن رفض العريس لك يسبب كل ذلك الألم رغم استسلامك لأقدار الله. فالفتيات تتعرضن للرفض يومياً فكم منهن يبقين فى شعور الألم بسبب الرفض مع اعترافى بأنه مؤلم وكلما تذكرناه نتألم لكن ليس بكل ذلك العمق، خاصةَ وأن السبب غير مقنع! ولكن الشخصية الاكتئابية لا تشعر بقيمة الشىء والمعانى إلا بوجود "جو" النكد والحزن والدراما. إذن ماذا سنفعل الآن؟ أولاً: أن تتعودى تدريجياً على ترقب نفسك فى استحضار الحزن والتلذذ بوجوده والتفاوض مع نفسك بأن المرح والفرح والتنعم بصحة جيدة وغيره أيضا يُمثّل"وجوداً" حقيقياً بل وجميلاً يحمل المعانى ويجعل للحياة قيمة؛ فالحياة حلوة... وقد يصعب عليك ذلك فى البداية ولكن التعود على تلك المفاهيم والاقتناع بها له مفعول السحر. ثانيا: أن تزيدى ثقتك بنفسك أكثر من ذلك. ثالثا: أن تنتبهى بألا تقعى فى الاكتئاب الذى صارت ملامحه واضحة تلك الفترة. رابعاً: تعلمى الحديث برسائل إيجابية للنفس من الداخل فيها معانى الاستحسان والتشجيع وزيادة الإرادة ولتكافئى نفسك لكل مرة تنجحى فيها فى تجنب الأفكار الحزينة واشتياقك لها وسيحدث التغيير وأنا .. واثقة. شيزلونج اليوم السابع بانتظاركم : [email protected]