نالت أعمال العنف التى استمرت أسبوعا فى جنوب الفلبين من آمال إحلال سلام دائم فى المنطقة الغنية بالموارد وعرضت الحكومة لانتقادات لاستخفافها بمتمردين مسلمين مارقين يشعرون أنه جرى تجاهلهم فى اتفاق أبرم العام الماضى. وكان الاتفاق الذى وقع عليه الرئيس بنينو اكينو مع جبهة مورو الإسلامية للتحرير أكبر جماعة للمتمردين المسلمين فى أكتوبر يهدف إلى تمهيد الطريق أمام إنعاش جزيرة مينداناو فى أقصى جنوب الفلبين بعد 40 عاما من الصراع ما منح المسلمين مزيدا من الحكم الذاتى فى البلاد التى تقطنها أغلبية كاثوليكية. إلا أن الهجمات فى مدينة زامبوانجا التى يشنها مئات من المتمردين المسلحين تؤجج المخاوف من أن تعطل الأسلحة والقبائل وفصائل المتمردين عملية السلام. وقال الجيش إن 61 شخصا بينهم 51 عضوا فى الجبهة الوطنية لتحرير مورو قتلوا فى الاشتباكات التى دخلت الآن يومها السابع، وأصيب 90 شخصا. ويتحتم على اكينو الذى زار المدينة يوم الجمعة لمواجهة إحدى أكبر الأزمات الأمنية خلاف فترة حكمه المستمرة منذ ثلاثة أعوام اتخاذ قرار بشأن ما إذا كان عليه ملاحقة الجبهة الوطنية لتحرير مورو والمخاطرة بنشر العنف أو إجراء محادثات يمكن أن تعقد عملية السلام. وانهار وقف قصير لإطلاق النار أمس السبت، وما زالت القوات تشتبك مع متمردين فى زامبوانجا التى يقطنها 800 ألف نسمة وجزيرة باسيلان القريبة اليوم الأحد مما أرغم الآلاف على الفرار. وأصاب العنف زامبوانجا بالشلل وتسبب فى إغلاق البنوك والأعمال وحرق 300 منزل وتوقف الرحلات الجوية.