قال الدكتور القس إكرام لمعى، رئيس المجمع الأعلى للكنيسة الإنجيلية، إن أهمية المؤسسة الدينية ورجال الدين تظهر فى وقت الأزمات أكثر منها فى الوقت العادى، مؤكدا أن التاريخ يؤكد أن رجال الدين سابقون لنزول الأديان السماوية، فرجل الدين هو من يفسر للناس الأحداث ويرشدهم، منذ عهد الفراعنة، وكان هناك كهنة، وبعدها جاء الأنبياء الذين لم يكن لهم كتب سماوية، مثل النبى إبراهيم ونوح. وأوضح "لمعى"، خلال ندوة "دور المؤسسة الدينية فى المجتمع "التى نظمها المجمع الإنجيلى بالقاهرة، اليوم بكلية رمسيس البنات، أن هناك فرقا بين القائد المساق والقائد المدعو، مشيرا إلى أن القائد المساق هو الذى لديه دوافع داخلية ذاتية تشعره بأن يكون مشهورا وشعبيا، ولديه سلطة ومال، لذا فهو قائد لأجل هذه الأشياء، ويستخدم الأشياء والأشخاص لتحقيق أهدافه الذاتية، أما النوع الثانى فهو القائد المدعو، وهو عندما تصله رسالة روحية أو اجتماعية أو وطنية يلبيها، وهو القائد الدينى الذى يدعوه الله لتحقيق رسالة ما. وأكد "لمعى" أن رجل الدين هو حامل الكتاب المقدس، والمؤسسة الدينية تقف على قدمين ثابتتين، الأولى تحقق الدور العبادى أو الكهنوتى الذى يقوم به رجال الدين، والثانية تحقق الدور النبوى الذى كان يقوم به الأنبياء، مثل المناداة بمكارم الأخلاق والعدالة والحق والرحمة، موضحا أن الله تكلم فى الإنجيل والقرآن، ولكنه ليس كلاما سهلا، وهنا يأتى دور رجل الدين لتفسير كلام الله، ويسمى رجل الدين فى المسيحية بوكيل سر الله، ويجب أن نعلم أن فشله فى تقديم صورة مناسبة للمكان والزمان فى النص يعتبر خيانة لسر الله، حيث إن هناك من يفسر الكتاب المقدس، كما يروق لهم، ويرفضون ما لا يروق لهم. وأشار "لمعى" إلى أهم الصفات التى يجب أن تكون فى رجل الدين مثل أن يكون له حضور ليستطيع الوصول للناس، وأن يحسم الصراع الذى فى داخله ليفرق بين الولاء لله، والولاء للحاكم حتى لا يبرر كل قرارات الحاكم، كما يجب أن يكون لديه رؤية للتحرر والكرامة، ويساعد الناس ليساعدوا أنفسهم ولا يستسلموا لظروفهم، كما أن الأشياء التى تفسد رجل الدين، هى المال الذى هو أصل كل الشرور، والشهرة والسلطة التى يستخدمها بشكل متعسف.