سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
القوى السياسية تعلن رفضها للتدخل العسكرى بسوريا.. "الإنقاذ": واشنطن تتلاعب بالمنطقة.. سعد عبود: إسقاط دمشق هدية لإسرائيل.. تقادم الخطيب: الغرب يجر المنطقة لحرب طائفية
رفض عدد من السياسيين فكرة التدخل العسكرى فى سوريا الذى لوحت به أمريكا كحل للأزمة هناك، مشددين فى الوقت نفسه على ضرورة رحيل بشار الأسد. قال الدكتور أحمد دراج، القيادى بجبهة الإنقاذ: أرى أن هناك ثلاثة احتمالات بالنسبة لفكرة التدخل العسكرى فى سوريا، الاحتمال الأول.. هو أن أمريكا تضغط على سوريا لتحصل على أقصى مكاسب سياسية، والاحتمال الثانى.. هو أن تكون بالفعل ستضرب سوريا ضربة بسيطة وليس غزوا تحاول أن تعطى لنفسها نوع من المكاسب السياسية، تغطى بها على فشلها فى الشرق الأوسط بعد فشلها فى مصر وفشلها فى دعم الجماعات الإرهابية فى سوريا.. أما الاحتمال الثالث.. فهو أن توجه ضربة عسكرية قوية لسوريا مقصود بها سوريا ومصر وإيران وروسيا والصين، كنوع من الترهيب وسيهدفون من تلك الضربة إسقاط النظام السورى، وفى تلك الحالة سيتحول جزء من المجموعات الإرهابية لإنهاء الوضع فى سوريا والجزء الآخر سيذهب لإحداث القلاقل والفوضى فى مصر لتشتيت ذهن العقل الاستراتيجى للدولة المصرية فى أكثر من قضية، مثل الإرهاب فى سيناء ومظاهرات الإخوان وأنصارهم. وأضاف دراج فى تصريحات خاصة ل"اليوم السابع": أنا أدعم الشعب السورى وليس النظام فبشار "بلوة" ومستبد ولكن لدينا "بلوتين" أخرتين، وهما أمريكا وإسرائيل، مشيرا إلى أن أمريكا تلعب بالثلاث ورقات مع المنطقة بديمقراطيتها المزعومة. قال سعد عبود، عضو مجلس الشعب السابق، إن التلويح بالتدخل العسكرى فى سوريا بلطجة دولية بامتياز، واعتداء سافر على السيادة السورية، وحتى لو استعمل النظام السورى الأسلحة الكيماوية فمن المفترض أن يكون القرار بيد الأممالمتحدة ومجلس الأمن. وأضاف "عبود" فى تصريحات خاصة ل"اليوم السابع": أن مفتشى الأممالمتحدة يقولون أن هناك احتمال بأن تكون المعارضة، هى من قامت باستعمال الأسلحة الكيماوية، وأنا أعتقد أنه لو كان هذا حقيقى فسيكون عن طريق ظهير مخابراتى أمريكى أو إسرائيلى، هو الذى مدها بتلك الأسلحة لأن المعارضة لا تمتلك أسلحة كيماوية. وأكد عبود على أن هدم سوريا وطنا وشعبا وأرضا هدية لإسرائيل، وأشار إلى أنه من الصعب على أمريكا أن تتدخل عسكريا بريا ولكنه سيكون تدخلا جويا فى حال حدوثه فى ظل التعقيدات التى يشهدها الشرق الأوسط الآن بالإضافة إلى مساندة روسيا لسوريا. وأضاف "عبود" لن يكون هناك غزوا لسوريا ولكن أمريكا تريد عمل ضربة محددة لسوريا بهدف إجهاض انتصار الجيش السورى على المعارضة، لإضعافه حتى يتاح للمعارضة أن تجرى مفاوضات لأنها فى موقف ضعف. فى حين يرى أبو العز الحريرى القيادى بحزب التحالف الشعبى الاشتراكى والمرشح الرئاسى السابق، أن فكرة التدخل العسكرى فى سوريا هى جزء من معركة استمرار تفتيت المنطقة وهدم الجيوش الكبيرة فى المنطقة. جاء ذلك ردا على تلويح أمريكا بالتدخل العسكرى فى سوريا، وأضاف الحريرى فى تصريحات خاصة ل"اليوم السابع": هذا مخطط استعمارى فى المنطقة وأنا أرى أنهم ربما أرادوا الإسراع بضرب سوريا بسبب خسارتهم لمصر، وهذا فى حد ذاته يجعلنا نقول أن الوقوف بجوار سوريا مطلوب بصرف النظر عن الموقف من بشار الأسد حاليا، وعقب إيقاف العدوان الإجرامى على سوريا يجب أن تجبر الحكومات العربية الأسد على المفاوضات بشرط ألا يرشح نفسه مرة أخرى. وأشار الحريرى إلى أنه يجب معالجة الموقف فى سوريا بالتسوية السلمية بدلا من الاستعمار، حتى لا يتكرر ما حدث فى ليبيا ولكى نوقف الموجة الاستعمارية. بينما قال تقادم الخطيب، مسئول الاتصال السياسى بالجمعية الوطنية للتغيير، إنه من الواضح أننا أمام مشروعين يتنافسان على المنطقة، الأول "الأمريكى" والثانى " الروسى والصينى والإيرانى". وأضاف الخطيب، "لسنا مع بشار ولكننا نقف مع الشعب السورى حتى لايتفكك، إذا سقطت سوريا فهذا يعنى أن المنطقة ستكون تحت حوزة أمريكا وحلفائها". وأشار الخطيب قائلا: لا أرجح أن تتدخل أمريكا عسكريا بنفسها لعدة أسباب، الأول أزمتها الاقتصادية الطاحنة التى تمر بها الآن، والثانى أن قوى الهيمنة الأمريكية العالمية قد تراجعت، والثالث أنها تخشى أن تقع إذا قادت الحرب منفردة مثلما حدث معها فى العراق وفى هذه المرة لن تقدر على التدخل بقوة من خلال حلفائها، لأن كل الحروب التى قامت بها من قبل كان الحكام العرب يدفعون فاتورتها وهم الآن لديهم أزمات داخلية وإقليمية لن تجعلهم قادرين هذه المرة، ولذلك ستجعل أمريكا الوضع أقرب لما حدث فى كوسوفو بأقل الخسائر. وألمح الخطيب إلى أن صمود المشروع الروسى الإيرانى يعنى صمود حزب الله فى لبنان، فإذا سقط بشار فإن حزب الله سيكون فى مأزق فى لبنان. وأشار الخطيب أيضا إلى أن أمريكا والغرب يريدون جر المنطقة إلى حرب طائفية، وأن المشهد الحالى يدل على أن كل ما يحدث فى المنطقة لصالح إسرائيل وتنظيم القاعدة. فى حين شدد شريف الروبى، مسئول التحالفات السياسية بحركة 6 إبريل "الجبهة الديمقراطية" على رفض التدخل الأمريكى فى الشأن الداخلى السورى، مؤكداً أن أى اعتداء على سوريا هو اعتداء على الوطن العربى ككل، وذلك ردا على تلويح أمريكا بالتدخل العسكرى فى دمشق. وحذر الروبى فى تصريحات خاصة ل"اليوم السابع"، العرب، من مغبة مساندة الأمريكان فى احتلال سوريا بداعى حماية الشعب وحماية جيش الإرهاب وبذريعة الحرب على الأسلحة الكيماوية، كما فعلوا مع الرئيس العراقى صدام حسين وتمزقت بعدها العراق لأشلاء، حسب تأكيده. وأشار الروبى إلى أن ما تفعله أمريكا الآن هو تنفيذ مخطط الشرق الأوسط الجديد وتقسيم الشرق إلى دويلات والسيطرة الفعلية على المنطقة كلها. بينما رفض عصام الشريف، منسق الجبهة الحرة للتغيير السلمى، التدخل العسكرى فى سوريا، ونطالب الأنظمة العربية وجامعة الدول بالتصدى لهذه المؤامرة الأمريكية التى تريد بها الهيمنة على الشرق الأوسط. جاء ذلك ردًا على تلويح أمريكا بالتدخل العسكرى فى سوريا، وأضاف الشريف فى تصريحات خاصة ل"اليوم السابع": "بعد نجاح المصريين فى التصدى للمشروع الأمريكى فى المنطقة بخلع الإخوان، أصبحت الآن جماعة الإخوان فى سوريا والجماعات الإرهابية فى سوريا هى من تنفذ المشروع الأمريكى". ووجه الشريف رسالة للشباب الأمريكى قائلا: "أطالبكم بالتمرد على أوباما، وإذا كنتم تريدون إقامة علاقات قوية مع الشباب العربى فعليكم الضغط على الإدارة الأمريكية لرفض التدخل العسكرى فى سوريا والدول العربية". وأكد الشريف أنه مع الشعب السورى، وليس مع نظام بشار الذى عليه أن يرحل عن الحكم، وأن يكون هناك توافقا سياسيا فى سوريا منعا لإدارة الإرهاب فيها. ويرى مصطفى شوقى، عضو حركة شباب من أجل العدالة والحرية، أن أى تدخل عسكرى من الأمريكان وحلفائهم فى سوريا، هو تدخل من أجل فرض مصالحها، وهو بالتأكيد مُعاد لمصالح الشعب السورى، وحقه فى الحرية والديمقراطية والعدالة الاجتماعية. وأضاف "شوقى" فى تصريحات خاصة ل"اليوم السابع": "بشار الأسد ديكتاتور ومجرم وقاتل، والثورة السورية تعانى من ركوب قوى مضادة عليها، ولكن نار الثورة لم تخفت ومازالت فرضها قائما، بصرف النظر عن كل الأطراف المعادية لها، وسنظل ندعم الثورة السورية وننتقد كل أعدائها بشار ونظامه والجهاديين بصفوفها".