فى ظل دعوات جماعة الإخوان لمظاهرات حاشدة غداً الجمعة، للمطالبة بعودة الدكتور مرسى للحكم، وفى ظل الدعوات التى ترددها قيادات جماعة الإخوان أنها ستكون تظاهرات كبيرة لم تشهدها مصر من قبل، عبر عدد من المثقفين عن آرائهم تجاه هذه المظاهرات، فأكدوا أنها لن تكون ذات حشد كبير، وأشاروا إلى أن قدرة الإخوان على الحشد أصبحت ضعيفة. وقال الشاعر عبد المنعم رمضان، "بداية أتوقع بسبب إعلان أمريكا، وبعض الدول الغربية توجيه ضربة جوية لسوريا، أن يرد للإخوان روحًا جديدة، وتتجدد فيهم بعض آمالهم". وأضاف "رمضان" أن الضربة الموجهة لسوريا لو حدثت، ستؤدى إلى انتشار الإخوان، ومعاودتهم لمحاولات الشغب، والخروج فى تظاهرات بكثافة أكبر، أما بالنسبة لمظاهرات الغد فأتوقع أن قدرة الإخوان على حشد مسيرات أصبحت أقل، ولكن إرسال البلتاجى والعريان لفيديوهات مصورة، قد يكون حافزاً للإخوان، وهذا قد يدعونا إلى بعض الاحتياط. وأوضح "رمضان" قائلاً: "وفى النهاية أرى أن القوة ليست فى الإخوان، بل إن الضعف فى الحكومة الرخوة، التى تسمح لهم بذلك، والمطلوب من حكومة الببلاوى، وهى الجهة المفترض بها التصدى لمثل هذه الأعمال من شغب وعنف، أن تقوم بدورها المنوط بها بحسم". وقال الفنان التشكيلى عز الدين نجيب إن هناك احتمالين فيما يخص مظاهرات غد، أولها، أن الإخوان ليس فى مقدرتهم أن يحدثوا تأثيراً جدياً على الأمور، لأن خيوط التواصل بين القيادات تمزقت، ونحن نعلم أن التنظيم الإخوانى قائم على السمع والطاعة، وإذ لم يكون هناك تواصل أو اتصال بين القيادات فلن يكون هناك حشد كبير. وأضاف "نجيب": أما المنطق الآخر وهو الحيوان المحاصر، الذى لا يستطيع الهروب، فيلجأ إلى العنف الغريزى بلا عقل يوجهه، بل توجهه غريزة البقاء، وقد تندفع هذه الطاقة بشكل حيوانى وهيستيرى بلا قيادة، مما يعرضها لدمار نفسها. وأوضح "نجيب" أن ذلك السيناريو وإن كان غير مستبعد، فهو غير قريب التحقق، لأن هناك حالة من الاكتئاب فى نفوس الجانب الأكبر من جوانب الإخوان، بعد أن تلقوا هذه الضربات القاسمة لظهورهم؛ وتم تفكيك مفاصل الإخوان، وضرب الروح المعنوية لأعضائهم، ولكن مظاهرات غد يمكننا أن نطلق عليها مصطلح "رقصة الذبيح". من ناحيته قال الشاعر محمود قرنى، أتصور أن قدرة الإخوان على الحشد تآكلت، لأسباب كثيرة، أولها فقدان المصداقية الشعبية، بسبب أداء الإخوان فى الفترة السابقة التى أثبتت بالدليل القاطع أنه داعم بشكل كامل للعنف، وأن الجماعة تستعين بالمواجهة بدعم من التدخل الدولى. وأضاف الشاعر محمود قرنى أنه من الأسباب أيضاً التى أحدثت ضموراً كبيراً فى قدرة التنظيم على التمدد خارج حدوده، هو بعض التفاهمات التى أنجزت فى الأيام الماضية مع تيارات الإسلام السياسى، وهما حزب النور والجماعة الإسلامية، وكلاهما يدعم الآن خارطة الطريق، لاسيما الجماعة الإسلامية التى كانت شريكاً للإخوان فى الفترة الماضية. وأشار قرنى إلى أن الإخوان قد ينجحون غداً فى إشاعة بعض الفوضى، وأحداث العنف، لكن ذلك سيكون باهظ الثمن على المستويين الشعبى والسياسى بالنسبة لهم، خاصة بعد أن سقط الغطاء الدولى الذى كان يحتمون به، إضافة إلى حالة الاستنفار فى الشارع التى باتت تتعامل مع الإخوان باعتبارها زائدة دودية يجب استئصالها.