فى عدد اليوم من صحيفة "الواشنطن بوست" كتب السيناتور الأمريكى جون ماكين وليندسى جراهام الذين يمثلان ولايتى أرزونا وكارولينا الجنوبية مقالا تحدثا فيه حول رحلتهما للقاهرة مشيرين إلى أن الوقت ينفد، وأنه يجب الإسراع فى إنهاء الأزمة، مؤكدين أنهما كانا مناهضين لسياسات مرسى ومدافعين عن الجماهير التى خرجت ضده، كما دعيا أنصار جماعة الإخوان المسلمين إلى أن يدركوا أنهم يجب أن يغادروا الشوارع فى نهاية الأمر، ويندمجوا فى العملية السياسية، لأنه لا يوجد بديل آخر لتحقيق مصالحهم، كما يجب على الحكومة ألا تقصى جماعة الإخوان وتشرع على الفور فى العملية السياسية. فى البداية قال ماكين وجراهام إنهما سافرا إلى القاهرة خلال الأسبوع الجارى، لدعم الجهود الأمريكية والدولية لمساعدة المصريين على إنهاء أزمتهم السياسية، وأضافا أنهما التقيا بقيادات من الحكومة المدنية والقوات المسلحة، والأحزاب السياسية والمجتمع المدنى، وجماعة الإخوان المسلمين، وأشارا إلى أنهما عادا وقد اقتنعا بأن الوقت ينفد أمام حل هذه الأزمة ولكنه ما زالت هناك فرصة لحلها إذا ما التقى المصريون ذوو النوايا الحسنة معا من أجل صالح البلاد التى تعد قلب العالم العربى وموطن ربع سكانه. وأضافا أنهما صديقان دائمان لمصر وأنهما قاتلا بشراسة خلال العديد من السنوات للحفاظ على استمرار المساعدات الأمريكية لمصر، وأنهما كانا من أوائل من أيدوا ثورة 2011 ودافعا عن التطلعات الديمقراطية للشعب المصرى. "كما أننا كنا من أقوى منتقدى السياسات غير الديمقراطية للرئيس المصرى السابق محمد مرسى، كما أننا تعاطفنا مع ملايين المصريين الذين خرجوا إلى الشوارع خلال الشهر الماضى للاحتجاج على انتهاكات مرسى للسلطة". "لقد كانت رسالتنا للقاهرة بسيطة ومباشرة: الديمقراطية هى المسار الوحيد الممكن للاستقرار الدائم، والمصالحة الوطنية والنمو الاقتصادى المستدام وعودة الاستثمارات والسياحة إلى مصر. وهذه الديمقراطية تعنى ما هو أكثر من الانتخابات فهى تعنى الحوكمة الديمقراطية"؛ عملية سياسية شاملة يشارك فيها جميع المصريين بحرية طالما أنهم يفعلون ذلك على نحو سلمى وحماية حقوق الإنسان الأساسية من خلال سيادة القانون والدستور ودولة تدافع وتعزز المجتمع المدنى النشط". "إن هذا هو نوع المستقبل الديمقراطى الذى نعتقد أن معظم المصريين يرغبون فيه، ولكن الخطر الآن يكمن فى القوى المتطرفة والرجعية، الذين ينتمى بعضهم إلى جانب الدولة المصرية، وينتمى البعض الآخر إلى معسكر مؤيدى جماعة الإخوان المسلمين الموجودين فى الشوارع، حيث ترغب هذه القوى المتطرفة والرجعية فى جر البلاد إلى مسار مظلم من العنف والقمع والانتقام. وهذا مصيره الفشل بالنسبة لكلا الطرفين: حيث إن ذلك سيفاقم كافة مشكلات مصر ويهدد مصالح الأمن القومى للولايات المتحدة وحلفائها". "وبالفعل، يجب أن نتذكر أن قائد تنظيم القاعدة، أيمن الظواهرى، عضو سابق فى جماعة الإخوان المسلمين، أصبح راديكاليا خلال فترة القمع العنيف والسجن لقيادات جماعة الإخوان المسلمين والتى كان يمارسها النظام السابق". "إن تكرار أسوأ أخطاء الماضى الآن سوف يؤدى إلى حالة طويلة الأمد من عدم الاستقرار والركود بالإضافة إلى خلق جيل جديد من الراديكاليين الذين سينضمون للجماعات الإرهابية مثل القاعدة". "نحن نؤمن أن هناك العديد من الناس ذوى النوايا الحسنة والوطنية فى كافة الأطراف والذين يرغبون فى تحقيق مستقبل أفضل لمصر. لقد سمعنا الكثير من الأشياء المشجعة فى اجتماعاتنا، كما أننا حثثنا جميع الأطراف على العودة إلى الخطاب الطيب والخطوات البناءة وحثثناهم على أن يفعلوا ذلك بسرعة لأن الوقت ينفد. من الضرورى بالنسبة لكافة الناس والشعوب فى مصر أن يتطلعوا للأمام وأن يحلوا خلافاتهم سلميا من خلال الحوار الشامل وأن يقوموا بالتسويات الصعبة والتضحيات المؤلمة التى تعد ضرورية لإنقاذ البلاد. ومن الضرورى بالنسبة لمؤيدى جماعة الإخوان المسلمين أن يتقبلوا أن أفعال مرسى قد أسفرت عن حالة سخط شعبى وأنه لن يعود إلى السلطة كرئيس لمصر، ويجب أن يحجموا عن العنف والحث عليه، كما أنهم يجب أن يغادروا الشوارع فى نهاية الأمر ويندمجوا فى العملية السياسية لأنه لا يوجد بديل آخر لتحقيق مصالحهم". وأخيرا فإن ما سيحدث فى مصر خلال الأسابيع القادمة سيكون له تأثير حاسم على مستقبل البلاد ولكنه سيكون له تأثير على الشرق الأوسط برمته، لقد كانت مصر دائما لها دور ريادى فى المنطقة، وما زالنا نؤمن بأن مصر يمكنها أن تقدم نموذجا للديمقراطية الشاملة الذى يمكنه أن يلتهم المنطقة والعالم فى هذا المسعى العظيم، كما يجب على الولاياتالمتحدة أن تستمر فى تقديم دعمها.