خصص بعض الخطباء فى مساجد برلين خطبة الجمعة عن حادثة قتل مروة الشربينى خاصة، وتأثيرها على الجاليات الإسلامية هناك، حيث أكد ذلك نبيل شبيب المحلل السياسى المقيم بألمانيا خلال اتصال هاتفى مع اليوم السابع، مشيرًا إلى أنه كان هناك انزعاج شديد من الموقف الرسمى الألمانى، وكان الحديث صريح بأن ما حدث يعد جريمة عنصرية، وليست جريمة اعتيادية، ويجب التعامل معها على هذا الأساس، وليس على أساس التمويه عليها وتجاهلها. أضاف شبيب أن الخطب تضمنت أيضاً كلمات حماسية "ولكننى لا أقف عند هذا الكلام كثيراً"، مشيراً إلى أن معظم الخطب كانت باللغة الألمانية كى يفهمها المسئولون الألمان بشكل مباشر، حيث أصبحوا يتابعون الخطب بالمساجد. شبيب أكَّد أنه أن الحديث الحماسى يضر بالقضية أكثر مما يفيد سواء فى قضية مروة رحمها الله أو فى أى قضية تخص المسلمين، مشيراً إلى أن الكلام الحماسى يصدر عن خطباء، معتادين على اتهام تلك الأفعال بأنها أفعال صليبية ونصرانية، ولكن المصليين بعيداً عن أى خلفيات أو دوافع للحادث فهم متأثرين بالأمر، وأضاف متعجباً: ماذا يفعلون بناءً على هذه الخطب: هل يقاطعون البضائع الألمانية؟ وأكد أن هذا غير وارد، ولا يمكن تطبيقه وغير ضرورى للتأثير. وأضاف شبيب أن هناك مواقف سياسية بدأت تظهر ولم تكن موجودة من قبل، وهناك بعض الضغوط الإعلامية الشديدة أيضاً التى ظهرت حديثاً، حيث بدأت المواقف السياسية بتصريحات من الناطق الصحفى باسم الحكومة، ثم تصريحات من داخل الحكومة الألمانية، وأيضاً هناك مشاركة من جانب وزير الخارجية ومندوب لوزير الداخلية قام بزيارة للمستشفى الموجود به زوج الفقيدة، بالإضافة إلى بعض الصحف التى لم تكتب من قبل بهذه اللهجة بدأت تطالب ميركل بشكل مباشر باتخاذ موقف علنى فى قضية مروة، وبدأ الحديث عن كونها جريمة ذات خلفية عنصرية وليست عادية. ويرى أن السبب وراء ذلك هو أن الضجة الكبيرة التى حدثت فى مصر لم تكن متوقعة، وأن هناك مخاوف من تأثير ذلك على العلاقات بين البلدين من جهة، ومن جهة أخرى كانت ألمانيا ترى أن الموقف الشعبى تجاهها إيجابى لدى الدول العربية والإسلامية لأنها لم تكن دولة استعمارية، ولكن أصبح الآن هناك مخاوف لدى الألمان من تطور هذا الموقف بشكل سلبى. تابع شبيب حديثه قائلاً إن الحكومة الألمانية فى بداية الأمر حاولت التغطية على الحادث وتجاهله بشكل متعمد، حيث كانوا يقدرون حقيقة الموضوع ومع ذلك لم يتحركوا، ولكن بعد الضجة التى حدثت فى مصر، ثم كان هناك مواقف من اتجاهات إسلامية معروفة باعتدالها مثل المجلس الأعلى للمسلمين بألمانيا، فحاولت الحكومة امتصاص الأزمة التى كان من الممكن أن تنشأ لأنهم يعلمون أن موقفهم كان غير سليم، وحاولوا تعديله ولو حتى تعديلاً طفيفاً.