أسعار العملات اليوم الجمعة 19-4-2024 مقابل الجنيه.. مستقرة    وزير الإسكان: تنفيذ أكثر من 900 حملة ضمن الضبطية القضائية بالمدن الجديدة    إنطلاق موسم حصاد القمح في الشرقية وسط فرحة المزارعين    عضو ب«الشيوخ»: النظام الدولي فقد مصداقيته بعدم منح فلسطين عضوية الأمم المتحدة    مصر تعرب عن قلقها تجاه التصعيد الإيراني الإسرائيلي: نتواصل مع كل الأطراف    مراسلة «القاهرة الإخبارية» بالقدس: الضربة الإسرائيلية لإيران حملت رسائل سياسية    رقم سلبي يطارد كلوب بعد خروج ليفربول من الدوري الأوروبي    باير ليفركوزن ينفرد برقم أوروبي تاريخي    ارتفاع درجات الحرارة الأسبوع المقبل.. التقلبات الجوية مستمرة    أمين المجلس الأعلى للجامعات التكنولوجية: تعميم الساعات المعتمدة بجميع البرامج التعليمية    فتاة تتخلص من حياتها لمرورها بأزمة نفسية في أوسيم    هشام ماجد ينافس على المركز الثاني بفيلم فاصل من اللحظات اللذيذة    جدول مباريات اليوم.. ظهور مرموش.. افتتاح دوري "BAL" السلة.. ولقاء في الدوري المصري    «التوعوية بأهمية تقنيات الذكاء الاصطناعي لذوي الهمم».. أبرز توصيات مؤتمر "تربية قناة السويس"    «النواب» يبدأ أولى جلساته العامة بالعاصمة الإدارية الأحد بمناقشة «التأمين الموحد»    الدولة ستفي بوعدها.. متحدث الحكومة يكشف موعد الانتهاء من تخفيف أحمال الكهرباء    وزير المالية يعرض بيان الموازنة العامة الجديدة لعام 2024 /2025 أمام «النواب» الإثنين المقبل    توقعات الأبراج اليوم الجمعة 19 أبريل 2024.. «الدلو» يشعر بصحة جيدة وخسائر مادية تنتظر «السرطان»    9 مليارات دولار صادرات مستهدفة لصناعة التعهيد فى مصر حتى عام 2026    بسبب ال«VAR»| الأهلي يخاطب «كاف» قبل مواجهة مازيمبي    ارتفاع أسعار الأسماك اليوم الجمعة في كفر الشيخ.. البلطي ب 95 جنيهًا    طائرات الاحتلال تشن غارتين على شمال قطاع غزة    أمريكا تعرب مجددا عن قلقها إزاء هجوم إسرائيلي محتمل على رفح    مطارات دبى تطالب المسافرين بعدم الحضور إلا حال تأكيد رحلاتهم    الدولار على موعد مع التراجع    «العشرية الإصلاحية» وثوابت الدولة المصرية    موضوع خطبة الجمعة اليوم بمساجد الأوقاف.. تعرف عليه    أخبار الأهلي : موقف مفاجئ من كولر مع موديست قبل مباراة الأهلي ومازيمبي    أحمد شوبير يوجه رسالة غامضة عبر فيسبوك.. ما هي    طلب عاجل من ريال مدريد لرابطة الليجا    أحمد كريمة: مفيش حاجة اسمها دار إسلام وكفر.. البشرية جمعاء تأمن بأمن الله    مخرج «العتاولة»: الجزء الثاني من المسلسل سيكون أقوى بكتير    شريحة منع الحمل: الوسيلة الفعالة للتنظيم الأسري وصحة المرأة    فاروق جويدة يحذر من «فوضى الفتاوى» وينتقد توزيع الجنة والنار: ليست اختصاص البشر    سوزان نجم الدين تتصدر تريند إكس بعد ظهورها مع «مساء dmc»    هدي الإتربي: أحمد السقا وشه حلو على كل اللى بيشتغل معاه    مسؤول أمريكي: إسرائيل شنت ضربات جوية داخل إيران | فيديو    منهم شم النسيم وعيد العمال.. 13 يوم إجازة مدفوعة الأجر في مايو 2024 للموظفين (تفاصيل)    انهيار منزل من طابقين بالطوب اللبن بقنا    تعديل ترتيب الأب.. محامية بالنقض تكشف مقترحات تعديلات قانون الرؤية الجديد    محمود عاشور يفتح النار على رئيس لجنة الحكام.. ويكشف كواليس إيقافه    والد شاب يعاني من ضمور عضلات يناشد وزير الصحة علاج نجله (فيديو)    الجامعة العربية توصي مجلس الأمن بالاعتراف بمجلس الأمن وضمها لعضوية المنظمة الدولية    الإفتاء تحسم الجدل بشأن الاحتفال ب شم النسيم    وزير الخارجية الأسبق يكشف عن نقاط مهمة لحل القضية الفلسطينية    أحمد الطاهري يروي كواليس لقاءه مع عبد الله كمال في مؤسسة روز اليوسف    سكرتير المنيا يشارك في مراسم تجليس الأنبا توماس أسقفا لدير البهنسا ببني مزار    بسبب معاكسة شقيقته.. المشدد 10 سنوات لمتهم شرع في قتل آخر بالمرج    دعاء السفر كتابة: اللّهُمّ إِنّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ وَعْثَاءِ السّفَرِ    دعاء للمريض في ساعة استجابة يوم الجمعة.. من أفضل الأوقات    جريمة ثاني أيام العيد.. حكاية مقتل بائع كبدة بسبب 10 جنيهات في السلام    إصابة 4 أشخاص فى انقلاب سيارة على الطريق الإقليمى بالمنوفية    طريقة عمل الدجاج سويت اند ساور    نبيل فهمي يكشف كيف تتعامل مصر مع دول الجوار    شعبة الخضر والفاكهة: إتاحة المنتجات بالأسواق ساهمت في تخفيض الأسعار    دعاء الضيق: بوابة الصبر والأمل في أوقات الاختناق    أخبار 24 ساعة.. مساعد وزير التموين: الفترة القادمة ستشهد استقرارا فى الأسعار    فحص 1332 مواطنا في قافلة طبية بقرية أبو سعادة الكبرى بدمياط    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



تفكيك نظرية التآمر.!!
نشر في الشعب يوم 24 - 05 - 2008


بقلم عبد الرحمن عبد الوهاب .

التآمر على الساحة الغربية :
حفرت كلمات من سفر يوحنا على مبنى المخابرات المركزية الأمريكية في لانجلي،فرجينيا ..ألا وهي : ستعرف الحقيقية ، والحقيقة هي التي ستجعلك حرا ..
Ye shall know the truth and the truth shall make you free. John VIII:32"
—Inscription chiseled onto the CIA building in Langley, Virginia
ولكننا لم نعرف( الحقيقة ) بعد التي أرادتها السي آي ايه إلا أنهم لصوص ومتمرسون في النهب والسرقة والخداع .أجل فأين النفط العراقي منذ أن جاء جورج بقواته إلى العراق.. أجل انه في كرش بوش.وشركاة هليبرتون راجع التقرير. http://www.taqrir.org/showarticle.cfm?id=330.
وحينما تقرأ في دليل عصابات القتل الخاصة بالمخابرات المركزية الأمريكية تجد الواقع على نحو مناقض .لما ورد من سفر يوحنا اعلاه. . تقول التعليمات هؤلاء الرجال يجب أن يكونوا مجهزين بالأسلحة وان يتعقبوا بهدوء الأبرياء والمشاركين المغرر بهم .. ( وطبعا للقتل على غرار عصابات المافيا )
. These men should be equipped with weapons and should march slightly behind the innocent and gullible participants."
—Instructions for assassins in a CIA guerilla warfare handbook, ca. 1954
عند بحثي عن مادة تآمر في الفكر الغربي وسياقاتها الفكرية ، وجدت منهم من اعتبر ان التآمر في السياسة الغربية غير موجود وانه محض صدف وتوافق للأحداث ,,
No conspiracy. I think it's more coincidence than anything. Mark Loretta
وفي هذا السياق المناقض لهذا ..كان العديد ممن رفضوا تلك الرؤية واعتبروا أن من ينكرون التآمر يضحكون على أنفسهم على والناس ...
وكان الأكثر غرابة ما قاله :ادجار هوفر ..
الفرد في المجتمع يستشعر الإعاقة حال يجد نفسه وجها لوجه مع تآمر ضخم كغول لم يكن يتوقع انه موجود ..
The individual is handicapped by coming face to face with a conspiracy so monstrous he cannot believe it exists... J. Edgar Hoover,:
وكان منها ما قاله ..بنجامين فرانكلين ,,أن الأحداث في السياسة لا شيء يحدث مصادفة ، وإذا حدثت يمكن ان تراهن أن خططت سلفا على أن تسير في هذا النحو ..
, In politics, nothing happens by accident. If it happened, you can bet it was planned that way.. Franklin D. Roosevelt.
ومما لاشك فيه كان هناك قول صريح في هذا الصدد ..
ان الحكام الحقيقيين في واشنطن( مخفيين ) حال ممارستهم السياسة من خلف المشاهد ,,
The real rulers in Washington are invisible to exercise power from behind the scenes."
—U.S. Supreme Court Justice Felix Frankfurter, 1952.
للدرجة التي قال ..فيها جون هيلان
إن المشكلة الحقيقية لحكومتنا هي الحكومة(الخفية) مثل الإخطبوط ذو الأقدام الدقيقة على مدن الولايات وعلى الرأس مجموعة من المصارف تسمى بنوك عالمية ومجموعة قلائل من الأشخاص يديرون الحكومة لغايات شخصية وهي تعمل تحت شاشات مخترعة لأشخاص وأحجام مختلفة والتنفيذيون هم الهيئات التشريعية والمدارس والمحاكم والجرائد وكل هيئة أوجدت لحماية الشعب ..
يقول الروائي الأمريكي دون دليلو: إذا كنت خارج اللعبة ، نفترض خطة محكمة لأشخاص بدون أسماء مجهولوا الهوية مع قلوب موحشة.. التآمر هو كل شيء الذي لا تكون به الحياة الطبيعية بدونه.. التآمر هو اللعبة من الداخل.. باردة ومؤكدة ومغلقة علينا إلى الأبد نحن من وضعت عليهم العلامات لتدميرنا.. الأبرياء يحاولون القيام ببعض المشاهد القاسية حين يزجون بهم بك في المعمعة التي لا يرغبونها.. المتآمرون لهم منطق بحيث لا تصل إليهم.. كل أعمال التآمر تتم بنفس القصة لأشخاص لهم القدرة ان يتم العمل الإجرامي على نحو متسلسل.
يقول برنار انجام
كثير من الصحافيين سقطوا في نظرية التآمر للحكومة وأنا أؤكد لكم أنهم سينتجون عملا أكثر دقة إذا التزموا بالنظرية الخاطئة ..
“Many journalists have fallen for the conspiracy theory of government. I do assure you that they would produce more accurate work if they adhered to the cock-up theory.” Bernard Ingham

******
التآمر على الساحة الإسلامية :
قال تعالى.
( وَلاَ يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّىَ يَرُدُّوكُمْ عَن دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُواْ َ) (البقرة : 217 )
وقال جل في علاه :
(وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُواْ لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللّهُ وَاللّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ) (الأنفال : 30 ) قال ابن عباس في تفسيره لتلك الآية ( يثبتوك ) أي ليحبسوك سجنا أو يقتلوك أو يخرجوك طردا وهو ما قال ذلك أبو البحتري ابن هشام ..نعم رأينا كيف تآمر كفار العرب والعرب على قتل المصطفى الكريم .. واجتمعوا خارج غرفته ليقتلوه قتلة رجل واحد ليضيع دمه الشريف متفرقا بين القبائل ..فلا يستطيع بني هاشم وبني عبد المطلب المطالبة والثأر له.. واعتقد أنها فكرة لا يتفتق عنها إلا عقل إجرامي أو ذهن شيطاني بلغ معدلا متناهيا في الإجرام ..فاتجاه الله تعالى منهم ..
وجدنا أيضا إبراهيم عليه السلام وكيف أنهم قالوا (حرقوه وانصروا آلهتكم) ..فكانت النار بردا وسلاما على إبراهيم ,, ويصورالقران الكريم التآمر بمفردة( الكيد) وهو مصطلح قرآني تناول التآمر للكافرين.. ففرعون جمع كيده.. ثم أتى . (فَتَوَلَّى فِرْعَوْنُ فَجَمَعَ كَيْدَهُ ثُمَّ أَتَى) (طه : 60 )كيدا لموسى عليه لسلام . وصور أيضا معالجة النمرود الذهنية تجاه إبراهيم عليه السلام .. (وَأَرَادُوا بِهِ كَيْداً فَجَعَلْنَاهُمُ الْأَخْسَرِينَ) (الأنبياء : 70 )..
وجدنا ..التآمر يأخذ صيغ مختلفة ولكنها متشابهة المنطق ..كما قال الشيخ سيد قطب أن الجاهلية واحدة المغرس.. لأن استقاء المفاهيم والمعالجات العقلية متشابهة.. قال تعالى:
(وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُواْ لِرُسُلِهِمْ لَنُخْرِجَنَّكُم مِّنْ أَرْضِنَا أَوْ لَتَعُودُنَّ فِي مِلَّتِنَا فَأَوْحَى إِلَيْهِمْ رَبُّهُمْ لَنُهْلِكَنَّ الظَّالِمِينَ) (إبراهيم : 13 )
أي ليس لكم قعاد فيها..
وجدنا نفس الموقف مع شعيب عليه السلام ..
(قَالَ الْمَلأُ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُواْ مِن قَوْمِهِ لَنُخْرِجَنَّكَ يَا شُعَيْبُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ مَعَكَ مِن قَرْيَتِنَا أَوْ لَتَعُودُنَّ فِي مِلَّتِنَا قَالَ أَوَلَوْ كُنَّا كَارِهِينَ) (الأعراف : 88 )
وهو نفس الموقف لقوم لوط عليه السلام ..
(وَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ إِلاَّ أَن قَالُواْ أَخْرِجُوهُم مِّن قَرْيَتِكُمْ إِنَّهُمْ أُنَاسٌ يَتَطَهَّرُونَ) (الأعراف : 82 )
وكان موقف من عقروا الناقة ..
لقد وجدنا أن الأنبياء الكرام تعرضوا لأنواع من التآمر، وكان منها ما فعله المنافقين. في قضية مسجد الضرار..
(وَالَّذِينَ اتَّخَذُواْ مَسْجِداً ضِرَاراً وَكُفْراً وَتَفْرِيقاً بَيْنَ الْمُؤْمِنِينَ وَإِرْصَاداً لِّمَنْ حَارَبَ اللّهَ وَرَسُولَهُ مِن قَبْلُ وَلَيَحْلِفَنَّ إِنْ أَرَدْنَا إِلاَّ الْحُسْنَى وَاللّهُ يَشْهَدُ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ) (التوبة : 107 ) (لاَ تَقُمْ فِيهِ أَبَداً لَّمَسْجِدٌ أُسِّسَ عَلَى التَّقْوَى مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ أَحَقُّ أَن تَقُومَ فِيهِ فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَن يَتَطَهَّرُواْ وَاللّهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ) (التوبة : 108 )
نعم كان القرآن يخوض المعركة بكشف خطط ومؤامرات النفاق .. وفضحهم على الملأ .. ويذكر تفسير ابن عباس أن الذين بنوا مسجد الضرار هم عبد الله ابن أبي وجد بن قيس ومتعب ابن قشير وأصحابهم نحو سبعة عشر رجلا .. بنوا المسجد مضرة وكفرا وإرصادا (وانتظار) لمن حارب الله وهو ابو عامر الراهب وقد سماه الرسول فاسقا.. وقد أرسل المصطفى الكريم بعد رجوعه من غزوة تبوك عامر بن قيس ووحشيا مولى مطعم بن عدي حتى احرقاه وهدماه..
وقد رأينا أيضا موقف مؤمن آل فرعون وهو يقول (فَسَتَذْكُرُونَ مَا أَقُولُ لَكُمْ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ) (غافر : 44 )
(فَوَقَاهُ اللَّهُ سَيِّئَاتِ مَا مَكَرُوا وَحَاقَ بِآلِ فِرْعَوْنَ سُوءُ الْعَذَابِ) (غافر : 45 )
وهنا تفويض الأمر إلى الله هام جدا في مواجهة التآمر إذ أن رصدك الذهني لمواجهة تآمر الخصم قد يعجز عن النفاذ إلى غير المرئي وغير المدرك من المؤامرات.. ومن هنا بالتفويض يجهض به المولى تبارك.. كل ما لم تستطع معالجته. وما عجزت عنه. وكل ما قصرت قوتك دون حله.. فيقيك المولى سيئات ما مكروا..
****
مؤامرة التجويع على الساحة المصرية :

عرفنا بالفعل انه لا يجوع جائع في مجتمع ما إلا من تخمة غني.. ولا يجوع جائع إلا إذا كانت هناك مؤامرة من النوع الدنيء. فليس هناك أسوأ ولا أدنأ ..(صيغة مبالغة من دنيء) من أن تحارب شخص ما,, في كسرة خبز.. يسد بها رمقه او رمق اطفال صغار من الابناء. فكيف إذا كانت الضحية مجتمعا بكاملة, إنها جرائم انها من عداد الجرائم التي سيذكرها التاريخ بحروف من زفت... واعتقد لم تعهدها البشرية إلا في أنماط خاصة كفرعون وهامان من حيثيات العدل ان لا يموت شعب بكامله مقابل فرد (الحاكم ) أو عصابة (الوزراء) من المجرمين. سياق التاريخ يقول أن هذا لا يحدث إلا إذا كان الحاكم غير سوي نفسيا وعقليا,, يحتاج كونسلتو من الرخاوي وعكاشة وعادل صادق , بل كل أطباء علم النفس من الأولين والآخرين .. لماذا يكره الحاكم المستبد شعبه بهذا الشكل، ناهيك عن تأزمه الأخلاقي وفساد منظومة الحكم بشكل عام ,, في العادة يعتبر الطغيان أن فخرنا وتقديسنا لله تعالى وقضايا الإيمان بالله درب من الشعوذة.. انه يظن مثلا أن أولئك الملتحيين من الإسلاميين في مصر قد أطلقوا لحيتهم شعوذة.. ولا فرق بينهم وبين الهيبز وديمس روسوس الذي كان يأكل الكلاب في الأرجنتين.. وليس اقتداء بالمصطفى الكريم.. وأن الآخرة والحساب قضايا لم تدخل قناعاتهم بعد. فهو لا يؤمن بيوم الحساب.. ولذلك يطارد الإسلاميين على الماء واليابس.. ويقتلهم تحت التعذيب.. لأنه لا يدرك أن الله.. حق ولا يدرك انه موقوف ومسئول.. بين يدي جبار السموات والأرض (وَقِفُوهُمْ إِنَّهُم مَّسْئُولُونَ) (الصافات : 24 ) واعتبر نفسه إلها يعبد من دون الله.. إلا أن قناعاتنا الراسخة أن الله هو الحق المبين.. ليس فيها مجال للمساومة. ومن الآخر. فلينسوا هذه..
عادة لا يدرك الطغيان أن الله حق إلا بعد متأخرا.. بعد أن تقع الفأس في الرأس.. أو عندما تكون رأسه تحت المقصلة للقطع. ساعتها قال فرعون..
( حَتَّى إِذَا أَدْرَكَهُ الْغَرَقُ قَالَ آمَنتُ أَنَّهُ لا إِلِهَ إِلاَّ الَّذِي آمَنَتْ بِهِ بَنُو إِسْرَائِيلَ وَأَنَاْ مِنَ الْمُسْلِمِينَ) (يونس : 90 )
ساعتها يكشف عن بصره الغطاء.. ويدرك عين اليقين وحق اليقين، أن الله حق.. إنها روعة الوصف الإلهي المجيد (لَقَدْ كُنتَ فِي غَفْلَةٍ مِّنْ هَذَا فَكَشَفْنَا عَنكَ غِطَاءكَ فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ حَدِيدٌ) (ق : 22 )وهنا لا اعتقد أن كلمة (حديد ) في وصفها للبصر جاءت بهذه الروعة الفائقة وبهذا المجد البارع في التصوير.. في كل كتب الأولين والآخرين ..إلا هذا الكتاب المجيد كتاب الله ..القران الكريم ..
( التجويع) تلك المؤامرة الدنيئة، التي كان يتعرض لها رجال الفكر أو الشيوخ العلماء في الماضي . عمل الوقف الإسلامي على مر التاريخ على كسر تلك المؤامرات.. كي لا يموت شيخ ثائر.. ولكي يكونوا بمنأى عن نظرية التجويع من اجل التطويع.. إلا أن الوقف الإسلامي صادره الزقزوق وعصابة من اللصوص.. المؤامرة لم تعد تقتصر على رجال الفكر المعارضين سياسيا.. أو المشائخ الربانيين التي حلت عليهم لعنات الطغيان.. منذ أبي حيان التوحيدي إلى الآن .. إلا أن الضحايا والجريمة صارت ترتكب مؤخرا في حق شعوبا بكاملها.. وتلك هي المصيبة ومكمن الداء..
لقد رأيناها في تصرفات المنافقين بالأمس، محاولة الحصار سواء العام كما حدث للنبي الكريم والعصبة المؤمنة حتى أكل الصحابة أوراق الشجر.. في شعب أبي طالب.. نعم كان هذا مسلك قديم درج عليه أباطرة المال والنفاق.. ولم ينته الى اللحظة..
قال تعالى:
(هُمُ الَّذِينَ يَقُولُونَ لَا تُنفِقُوا عَلَى مَنْ عِندَ رَسُولِ اللَّهِ حَتَّى يَنفَضُّوا وَلِلَّهِ خَزَائِنُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَا يَفْقَهُونَ) (المنافقون : 7 )
فما بالك بحكومة ملأت كرشها سحتا وتحارب الضعيف والمسكين في وجبة( الفول والطعمية) ..اعتقد انه ليس في سياق الدناءة والسفالة دون هذا القاع ..لذلك وصلت الأمور إلى حالات غير مسبوقة من الانتحار..في علم الاجتماع لا ينتحر إنسان ما في مجتمع ما إلا إذا كان المجتمع قد وصل إلى حالة من الدمار والانهيار الأخلاقي والقيمي وليس لك إلا أن نتعامل مع المجتمع إلا كأنقاض وليس كأمة حية.. اعتبارا أن المجتمع لم يحمل النهوض بالضعيف حتى وصل به الحال استنفاذ مساحة الأمل إلى الانهيار التام. وكذا استنفاذ خيارات الصبر والمعالجات والبدائل لدى المنتحر فوصل به الحال إلى هذا الطريق المغلق غلقا تاما والمسدود سدا محكما والسواد القاتم.. فلم يعد أمامه أي بصيص للأمل. فيصبح الانتحار هو الخيار والمخرج الأوحد.. واجتماعيا يعتبر الانتحار يعتبر سبة وفضيحة للنظام والمجتمع عموما.. كيف وصل بهم الأمر أن ينتحر فرد في المجتمع بعد وصولة الى مرحلة من التجويع.. وإلى أوضاع لا تطاق فيه الأعباء والأثقال..؟ ففضل الانسحاب والرحيل انتحارا.بهذا الشكل المأساوي .. إذا اعتبرناها في سياقات العمل التراجيدي لأرسطو وتعريفه للبطل المأساوي أيام كنا ندرس الأدب الانجليزي .. أن هذا البطل نبيل ولديه سمات شخصية من الأخلاق ولكن لديه في نفس الوقت (نقطة ضعف) وتتكثف في العمل الدرامي إلى أن تؤدي به إلى الانهيار التام ..فصارت نقطة ضعف مجتمعاتنا هي .
فالمسلم للمسلم كالبنيان يشد بعضه بعضا ..حتى وان كان قصور وضعف مادي او معنوي ..لدى مسلم ما فالمفترض ان يقوم المجتمع بترميم هذه الثغرات ومواطن لأخيه المسلم ..الضعف حتى يتماسك البنيان... وعدم قدرة الشعوب على تفكيك نظرية التآمر .. أو الانتفاض في وجه الطغيان هو السبب الموّصل لمعالجات من هذا النوع ..ذلك لان عقله غير مدرب على مواجهة الظلم الذي قطع فيه الانبياء الكرام مسحات مع اقوامهم ..
لهذا قالها ابي ذر الغفاري عجبت لمن لم يجد قوت يومه كيف لا يخرج عليهم بالسيف ..
وكان لنا أن نتساءل :
حال حدوث حالة انتحار.. والتي صارت تتكرر على الساحة المصرية ..
أين الحاكم ؟.أين المجتمع ؟ , وأين الوزراء ؟ وأين المحافظين ؟ أين الجيران ؟ أين الأقارب ؟ .اين المسجد ليقوم الدين بفتح مساحة من الامل والتمرد ..او بابا من الأمل أمام اليائسين ؟
لقد صادر امن الدولة المساجد فكيف يتمرد المسجد ..على الطغيان..؟
اين الشيخ الثائر المتتفض في وجه المتجبرين ؟..ويكون في صف المنتحرين؟
. أين الأمن الشرس؟ .. وأين المخبرون الشرسون؟ ,, والصول ذو الكف العريض ؟ والضابط البذيء أبو لسان( ذفر), الذي لم يربه أبوه ولا أمه..يوما ما ..فخرج إلى الدنيا شيطان بدبوره (نجمة),, وذات علويه ..نزلت من كبد السماء ..فطغى تجبر في الأرض بغير الحق واعتبر البشر أنواع من الهاموش كما قال كرم مطاوع رحمه الله. مافيا رجال الأمن أولئك الذين يتسمعون إلى صوت النملة .. ولو دخل احدنا جحر ضب لأتوا به .. وقتلوه على أعين الناس ..؟
أين كل المجتمع ..في فتح بصيص من الضوء أو شعاع من الأمل ؟ اين التراحم والتكافل ؟
إن المجتمع مشترك في الجريمة ومتآمر برمته على الضعيف والمسكين واليتيم في مصر ..
اعتقد أن الأولى بالانتحار هو الطغيان وليس الشعوب ..؟!!على السياق الاجتماعي المحدود ..!!
(إِنَّ بَطْشَ رَبِّكَ لَشَدِيدٌ) (البروج : 12 ) فإذا رأيت المعتز المغتر بدنياه ممن أطغته الدبورة أو المنصب أو النعمة أو الترف من النفط ومن تعزز بجبروت المنصب أو المال والسلطان ..لا تشغل ذاكرتك ولا تضع له وزنا أو جزءا ضئيلا من حيز ذهنك .. ليس الله بغافل عما يعمل الظالمون..!! (وَلاَ تَحْسَبَنَّ اللّهَ غَافِلاً عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الأَبْصَارُ) (إبراهيم : 42 )
فلقد علمتنا حوادث الأيام لمثل تلك الشاكلة من البشر انه حتما ما يأتي أولئك ( بطشة من البلاء) لا أخت لها تقتص منه ,,على نحو جيد .. او تمحق كل ما جمع.وكل ما اقترف من إجرام. وما يغنى عنه ماله إذا تردى (إِنَّ إِلَى رَبِّكَ الرُّجْعَى) (العلق : 8 ) (وَأَنَّ إِلَى رَبِّكَ الْمُنتَهَى) (النجم : 42 )وفي الآخرة حينما تجره ملائكة العذاب سيقول أولئك .. (مَا أَغْنَى عَنِّي مَالِيهْ) (الحاقة : 28 ) (هَلَكَ عَنِّي سُلْطَانِيهْ) (الحاقة : 29 )
اعتقد أن سبب الانهيار التام للأفراد.. والانسحاب انتحارا من المجتمع ناتج عن واقع أغلق الطغاة فيه أي بصيص من الضوء او شعاع من الأمل . .يرتكز على المؤامرة .. وعدم الانتفاض ايضا من قبل الشعوب .. فالطغيان قد حول نصف الشعب إلى مخبرين مدفوعي الأجر ..كما هو الحال لتشاوسكو .. او النظام العسكري في بورما .. بل وصل إلى التآمر الدنيء كما أسلفنا على كسرة الخبز. فلا يتآمر على كسرة الخبز او الطعام المكفولة حتى للحيوان إلا دنيء التفس والاخلاق.. فالتآمر صار مؤخرا ثقافة شعبية ..فهو حياة الناس واكلها وشربها وسياقها المعيشي المتداول ينامون عليه ويصبحون عليه ..!! ولا مانع عندما يغلق الإرسال التلفازي أن تقول المذيعة ( تصبحون على تآمر ) بدلا من تصبحون على خير .. فمدينة غزة مثلا تعاني نظرا لتآمر الحكام العرب المتصهينين مع إسرائيل .. كذلك الشعب المنتحر مصريا وعربيا ..كان جراء تآمر الحاكم على الشعب .. إن التآمر صار نظرية وخبرات تورث ..من الأجيال للأحفاد ..عندما تنحسر معالجات ومفاهيم التقوى وقوانين السماء ..تظهر معالجات التآمرالتي صارت بعد حضاري نفتخر به في بيئات الاستبداد .. والناس على دين ملوكهم .. فحينما يكون الحاكم ورعا ورمزا للأخلاق العالية والعدل يكون السياق الاجتماعي عالي الأخلاق، عدل في تصرفاته وحينما يكون الحاكم مصاص دماء .. يكون الواقع الاجتماعي ,,كل فرد فيه دراكولا ..وهي فلسفة قديمة أن الله يزع بالسلطان ما لا يزع بالقرآن ..لقد أصبح التآمر سياقا اجتماعيا .. متداول .. فما أن تذهب إلى كل عمل جديد إلا وتتعرض للتآمر وبيئات تتعامل معك بتوجس كعصفور من الريف ذهب لينقش عشا في جدران المدن الأسمنتية وحيطان المارلبورو ، وأضواء السفن اب : ليكون حالك (إِن يَثْقَفُوكُمْ يَكُونُوا لَكُمْ أَعْدَاء وَيَبْسُطُوا إِلَيْكُمْ أَيْدِيَهُمْ وَأَلْسِنَتَهُم بِالسُّوءِ وَوَدُّوا لَوْ تَكْفُرُونَ) (الممتحنة : 2 )
يقوم الطاغية بدراسة طبوغرافيا وتضاريس الواقع الاجتماعي .. ويدرس المعارضة جيدا ويزيح من يقف في طريقه ، يقوم بدور البلدوزر ....بطريقة أخلاقية . أو غير أخلاقية . ولايبالي اذا كان مظلوما .. او بريئا.. وهناك في كتاب الحرب النفسية لصلاح نصر امثلة كثير على معالجات الاستبداد والاجرام ..اسلاميا حتى وان اختلفت مع الخصم لا داعي للظلم .. من هنا كان الحس الأخلاقي مهما ..بين الشعوب تلك المساحة التي تكون بين المسلم واخيه المسلم . بل المسلم والكافر.. فلقد انتشر الإسلام في شرق أسيا بدون جهاد وبدون حد السيف .. فقط تصرفات بسيطة من الحس الأخلاقي . والمعاملة الراقية من تجار حضرموت في بلاد شرق اسيا ..
التآمر..في بيئة الاستبداد ..يتم كما كان يفعل صلاح منصور في فيلم الزوجة الثانية ..لا مانع أن يطلق ويتزوج بدون عدة ..ما دام السجل المدني ملكنا وشهود الزور على قفا من يشيل .. . يقوم بالحبس والتشريد ..أما التآمر على مستوى الأفراد ..
التآمر صار سياقا اجتماعيا في حياتك المعيشية والعملية . لا حظها أنت أخي القارئ وراقبها بهدوء ,, في ساعة من صفاء الذهن . لتدرك كم المصيبة بفساد الحاكم المفسد المستبد .لتنسحب نظريات معالجاته في الحكم على واقع الناس في واقعهم اليومي ... ليتعامل الشعب ايضا بالبلطجة والسنج أمام الأفران .كما يتعامل الحاكم أيضا بالبلطجية في الانتخابات او فض المظاهرات ..حتى في العمل.صار هناك ما يعرف conspiracy methodology تكون بداياته بان يدرس المتآمر خريطة طبوغرافيا شخصيتك ومن ثم يعرف نقاط ضعفك ويا حبذا أن كان لديك من الطيبة وبراءة الطوية وافتقادك لرصيد وخبرات مجالات وفنون التآمر والمراوغة ساعتها ويا ويلك ويا سواد ليلك.. ومن ثم يبدأ القصف عليك عند المدير العام .. وهو قصف مدروس المساحات ودقة القصف .. وما ان تسقط عليك القذيفة إلا أن تلعن الحياة والبشر .. فمجتمعنا العربي موبوء بوباء بالتآمر من مخبر القرية إلى العمدة إلى الشرطي إلى المحافظ إلى الحاكم .... ولا مانع أن نصدر التآمر إلى أوربا والأمريكتين .. كنوع من الفنون الخسيسة ..نحن متآمرون من الحاكم إلى ساعي الشركة البسيط .. وحين تتساءل لم كل هذا التآمر فستجد انه الدنيا فالدنيا جيفة وطلابها كلاب .. ولقد حذر المصطفى من التنافس على الدنيا ..
قال المصطفى الكريم
أيها الناس ، والله ما الفقر أخشي عليكم ، ولكني أخشي عليكم الدنيا أن تنافسوها كما تنافسها الذين من قبلكم ، فتهلككم كما أهلكتهم .
و نظرا لان المتآمرون لهم سياق خاص ولهم حساباتهم ، ومعنى دخول طرف شريف في العمل قد يقلب الحسابات ومعادلات النهب المنظم رأسا على عقب .. فلا باس بعمل تطهير عرقي لأي عنصر يتقي الله .. كما كانت تفعل صربيا في البوسنة والهرسك ..من هنا لابد من خلع هذا العضو النظيف في منظومة الدنس . او كما قال قوم لوط .. (وَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ إِلاَّ أَن قَالُواْ أَخْرِجُوهُم مِّن قَرْيَتِكُمْ إِنَّهُمْ أُنَاسٌ يَتَطَهَّرُونَ) (الأعراف : 82 )
والمتآمر سواء حاكم ضد الشعب او فرد في المجتمع ..منزوع الرحمة مختبئ الضمير ...ولا يبالي بأن وراء هذا المسكين (المتآمر عليه ) عائلة والتزامات ..وظروف و سكن وإيجار..ومصاريف بيت ومصاريف أولاد .. وهكذا ينتهي السياق بأن يتضور أبناء الشرفاء جوعا وأبناء المتآمرين السيارات الفارهة والأرصدة في البنوك .. وكما قال المصطفى طوبى للغرباء .. نظرية التآمر تلعب دور كبير في بيئة الاستبداد والفساد ..حتى وصلت مؤخرا إلى رجال الدين .لتتكثف الأوضاع والمشاهد سوءا وألما فيكون فسادهم بلاء يصعب معالجته .. الشيخ محمد عبده عوض ..رجل طيب وصالح وورع .. ليس له في نظريات التآمر..له برنامج صباحي على قناة الناس .. وفي كل صباح يردد وراءه المشاهدين نعاهدك يا الله على الصلاح وعمل الخير..إلا انه لا مانع أن يتآمر عليه مجموعة من المشايخ لطرده من قناة الناس لنقرأ خبر على موقع جريدة المصريون بما معناه : اختفاء الشيخ محمد عبده عوض من قناة الناس جراء مؤامرة أو جراء قذيفة( طائشة) او( مدروسة بدقة ) من بعض المشائخ .. حينما تصل الأمور إلى هذا القاع ..وفي وسط من المفترض أن يربأ بنفسه عن سياقات كهذه.. أو من المفترض أن تكون المعالجات اكبر وأنظف من ذلك وخاصة في مجتمع البضاعة فيه هي : ما قاله الله تعالى وما قال المصطفى الكريم .. ولكن كيف يصلح الحال إذا الملح فسد..
وأتساءل هل بالفعل نحن مسلون ؟ !!
حينما يطالب مفكر بالتدخل الأمريكي في مصر على غرار ما حدث في العراق ..هل نحن مسلمون؟!!
ونتساءل كيف لا يعرف الجار ان جاره مريض لشهور أو سنوات وكلاهما يسكن في نفس العمارة إلا وجاره المريض قد شبع مرضا ولا يعرف الا وهو خارج إلى المقبرة ..؟ دون أن زيارة تستجلب رحمات الله .. كيف والحديث معروف مرضت ولم تعدني ..فيتساءل كيف أعودك يارب وأنت الملك .. فيقول المولى تبارك وتعالى لو زرت فلانا لوجدتني عنده !! ..كيف لا يؤمن الجار بوائق جاره .. كيف والموظف يخطط لأخيه الموظف في مؤامرات لا تنتهي ولا يتنفس الصعداء إلا وزميله قد ترك له الجمل بما حمل .. ومن جهة أخرى كيف يتعامل الموظف وهو مقتنع ان صاحب العمل يهودي بالرغم انه مسلم ويصلي وراءه ,, وقد وضع في ذهنه سلفا ,, انه يتعامل مع صاحب العمل كيهودي لا يؤمن غدرة.. وليس كمسلم .. ؟!!كيف يتعامل الجار مع جاره على نحو من الإيذاء اليومي الذي لا ينتهي .؟كيف أصبح التعامل على نحو من الزفت والطين بين المسلم وأخيه المسلم والصديق وصديقه ,,
رحم الله ابن مسعود .. حينما قال إنكم تسيرون على خطى اليهود ولا أعرف هل ستعبدون العجل .. ؟!!

*****

المعالجة ..
المعالجة هي ما نريد أن نتداركه في هذا المقال من خلال الرحمة والتراحم ..تجاه هذه المؤامرة الدنيئة ..
رأينا طرفي المعادلة .. طبقة من الديناصورات ,, وطبقة من الضعفاء .. ولا وسط بينهما ..قد نوه عنها الأستاذ فهمي هويدي في أحد مقالاته .فما هو العلاج ..؟ وكيف نفكك نظرية التآمر على ساحة الشعب المصري؟ كيف نرفع من أوضاع شعب وصل به الحاكم إلى الانتحار؟ وافسد السياق الأخلاقي بين طبقات الشعب نفسه ..في معالجات مافياوية..
في الغالب في السياق المعيشي للمجتمع بين مسلم واخر.. (ضع الطغاة جانبا) لا تعالج الأمور بأن من يتآمر عليك .. بأن تتآمر عليه ..؟ هذا ليس مسلك المسلمين ..لذلك قال المصطفى ولا تخن من خانك ؟ وإلا كان السياق خيانة موجهة .. وخيانة مضادة .. !! بهذا المسلك لن تكون معالجة اسلامية..بل ان شئت يهودية ..!!
التقوى والتراحم هو المخرج ..!!
لذلك كما قال ابو ذر الغفاري لرجل شتمه .. إنا لا نكافئ من عصى الله فينا بأكثر من أن نطيع الله فيه .. تلك هي معالجات الإسلام ..
نعم الأمم تظل بخير ما تراحمت ..لأنها تكون قريبة من رحمة الله بتراحمها .. وسياق التاريخ يقول عادة طبقة الديناصورات لا تعبأ بالضعيف ولا المسكين وإلا لما استحلت أموال الشعب سحتا وحراما يوما ما..فلا تنتظروا خيرا من الفكر الديناصوري .. من هنا كان لابد من عدم تمرير المؤامرة . على المسكين في المجتمع المصري أو الإسلامي عموما .. وكلها مجهود بسيط قدر المستطاع ,, وكلامي موجه لكل قارئ ..فقط انزل إلى الشارع وتضع في النية مساعدة الضعيف والمسكين .. وابتغاء وجه الله .. إذا رأيت طفلا متشردا عاري القدمين خذه إلى المحل المجاور واشترى له حذاء أو كوتشا أو شبشبا حسب استطاعتك .. إذا رأيت جائعا مرهق يتصبب العرق اشترى ساندوتشا وناوله إياه .. أو إذا رأيت متعبا على الرصيف لا يستطيع حمل أغراضه عاونه .. ولا مانع أن تأخذه إلى بيتك يتناول الغداء على مائدتك ومع أولادك او تلف له وجبه من الطعام الذي طبخته زوجتك ..
الرحمة شيء جميل .. والراحمون يرحمهم الرحمن ..ابحث في الحي عن الأيتام واحمل لهم وجبه من الطعام أو كيس كبير من الأرز وتعاهدهم بذلك.. وعلى المرأة المسلمة أن تتعاهد جارتها الفقيرة .. بطبق في أرز أو الخضار المطبوخ .. ولمسة كلامية بسيطة ..فقط كي تتذوقوا كيفية طبخي..!!
إذا رأيت طفلا ممزق الثياب .. اذهب إلى أي متجر واشترى قميصا وناوله إياه ..
إذا رأيت شابا من الجيران مرهق في تأثيث بيت زوجيه .. اشترى بونجازا او طاولة وأهدها إليه ولو حتى مزهرية او( فازة ). عند صنع المعروف وأداء الصدقة ..لا احد يستطيع أن يمنعك .. لا احد يستطيع أن يمنعك عن صنع الخير ..
اذهب عند المخبز وخذ جانبا وتصدق بمائة رغيف أو خمسين أو عشرين رغيفا رغيف على عدة أشخاص ..للموجودين في الزحام .. ولو تصدقت برغيف واحد انه ليس بقليل وكما قال الإمام كيف يقل ما يتقبل ..وكما قال المصفى اتقوا النار ولو بشق تمره فكيف إذا كان رغيفا ومعه ايدام .. تعودوا على العطاء .. وارحموا الضعفاء وارحموا أهل البلاء .. وارحموا المساكين .. خذوا بيد الضعيف ..
تفقدوا أولئك الذين يحسبهم الجاهل أغنياء من التعفف ممن لا يسالون الناس إلحافا ..في الحي الذي تسكن فيه ..زيارة عابرة ..وتقول له أريد أن اشرب معك كوبا من الشاي في بيتك .. وان لم يكن فليكن حديث ودي عابر عن الغلاء وما يعانيه الناس وثم ناوله ما تيسر.. وقل له أسالك صالح الدعاء .. لقد قال تعالى وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر .. فهذا نوع من التواصي بالصبر .. وأنت عند تاجر الفاكهة ..لا مانع ان تشتري بطيخة لك وأخرى لجارك .. ولا مانع ان تطرق عليه بابه وتعطيها إياه مازحا إذا طلعت البطيحة بيضاء سامحني .. ولا مانع وأنت عند تاجر الخضروات ان تشتري 2 كيلو بطاطس وكيلو طماطم لجارك .. تطعم ابناءه وتتعاهدهم .. على الطالبة الجامعية أن تعرف زميلاتها ..ولا مانع أن تشترى ثيابا لها وتهديها لها في زيارة منزلية .. ولا مانع على الموظفة ان تتفقد حال جارتها الفقيرة في العمل .. والأزمات التي تواجهها ..سواء من زواج ومصاريف .. أو حالة ولادة تحتاج إلى مصاريف ..
على الطالب التقي الصالح .. ان يبحث عن أحوال زملاءه .. وان يساعده في شراء المذكرات والكتب.. ولا مانع ان يشتري له ثيابا وتهديها إليه .. وكلمة بسيطة كنت في السوق فوجدت هذا القميص يناسبك .. أو هذا الطقم يناسبك .. وبكلمات ملؤها الأخوة والإخلاص ..هذا يضفي روح الود والمحبة بين المسلمين ..كما قال الرسول تهادوا تحابوا ..فما بالك ان تكون هدية وصدقة في ان واحد ..
ابحث عن المريض .. ورقيد الفراش من الجيران أو الزملاء وخذه إلى المستشفى .. واشترى لها روشتة الدواء ,, وتعاهده حتى يقف على قدميه . إذا مررت على المستشفى أو الصيدلية ووجدت مريضا لا يستطيع شراء الدواء .. حاسب له وادفع له ثمن الدواء ,,لا مانع أن تذهب إلى مدرسة ابنك وتسأل المدرسون عن الأطفال الأيتام وتتعهد بملابسهم واحتياجاتهم المدرسية ..
روعة المجتمعات وتحضرها.. ليس بالمباني الضخمة ولا مستوى دخل الفرد.. ولكن بمدى التراحم .. ماذا يفيد ارتفاع دخل الفرد والغنى الفاحش.. في وضع يكون فيه الغني معدوم الرحمة والإحساس ..اقصد الإحساس بأخيه المسلم ..روعة وحضارة الشعوب أن لا يضيع فيها الفقير واليتيم ..من هنا كان المجتمع الإسلامي الأول لا يضيع فيه الفقير واليتيم .. وهانحن اليوم إذا كانت أموال الدولة سرقها اللصوص .. فليحمل المجتمع هذا العبء والتبعات عن كاهل الضعفاء والمحرومين ,, أسوأ أنواع الظلم والداء الذي يدمر المجتمعات هو عدم التراحم والشح ..بل إنني رأيت في المجتمع الغربي بالرغم من الكفر.. يحاولون رأب ما تصدع عندهم اجتماعيا ..في برامج مثل أوبرا Oprah ودكتور فيل Dr.Phil ومساعدة الضعيف ..
وبعد هذه المواقف وتلك المبادرات على الساحة الاجتماعية .. فليتفقد كل منا حاله بعد ان يقوم بهذه التصرفات.. وكم هو الشعور بالرضا والطمأنينة .. نعم كلها أشياء بسيطة .. ولكنها تعبر عن تماسك وقوة المجتمع المسلم .. وترابطه..ساعدوا بناتكم وشبابكم ..على الزواج.. كل على قدر استطاعته.. ولنبدأ بالأقارب..
أخيرا ..إن العلاج لكل ما سلف هو التقوى و الرحمة والتراحم ..!! فلو اتقى الحاكم الله في شعبه ما ضاع في مجتمعنا أرملة ولا فقير ولا يتيم ..
كم هي الرحمة. التي تتنزل عليك وعلى بيتك ..كم هو الرضا الذي ينزل على الضمير وهدوء النقس والرضا .بالاحسان وفعل الخير. بعد هذه المواقف.. وكم من بلاء ومصارع سوء قد يدفع الله عنك ويقيك الله ,,
انظر إلى اليتيم كأنه ابنك.. وانظر إلى الفقيركانه أخيك ..من منا في مامن من البلاء وحوادث الايام .. وطارقات الليالي.. انت اليوم من الاحياء وغدا في المقابر..من منا سيبقى لابناءه .. إلا الله .. فقدموا لأنفسكم عند الله ..حتى لا يضيع أبناءكم بعد موتكم ..لا تتعاملوا بمنطق الأوغاد الذي يقول أنا وأولادي ومن بعدي الطوفان .. وهل ضمنت البقاء لأولادك .. والموت طالب حثيث..
قال المصطفى الكريم.. صنائع المعروف تقي مصارع السوء ..
وقالوا إن صانع المعروف لا يقع وإذا وقع وجد له متكأ ,,
*****
في خلال مرحلة الشباب قرأت كتابا للدكنور علي جريشة معالجاته الفقهيه والقانونية والفكرية كانت رائعة إلى ابعد حد ..قرأنا معظم كتبه في الثمانينات.. تناول فيه الثراء العربي وحقوق الفقراء وقال يومها انه لو أعطى النفط العربي حق الله من زكاة مال النفط إلى الفقراء ..ما بقي مسلم فقير بالعالم .. وهي حقيقة ربما رصدها الإمام علي انه ما جاع جائع إلا من تخمة غني كما اسلفنا.. لان الله تعالى قد وضع حق الفقراء في مال الأغنياء ...إلا أن المشكلة تزداد معضلتها أن ترى الكم الهائل من المتسولين في بلاد النفط على أبواب المساجد .. ونظرا لان معادلة الإمام علي تفضح الاستبداد بان هناك طرف مجرم في المعادلة ألا وهم الحاكم اللص .. الذي جاء من رحم الغيب الماسوني واليهودي ليذيق الشعوب الويلات.. هناك ثمة حملة على المتسولين ..كيلا تفضح سوءة النظام اللص ,, فيزيد ذلك الطين بله ..ليصبح الموقف كما هو المثل الدارج .. أي لا يرحمون .. ولا يجعلون رحمة ربنا تنزل .. فهذا الذي خرج إلى المسجد ليتسول ما خرج إلا لأن الحاكم أكل لحمه نيئا منذ زمن بعيد ..فأين يذهب الضعيف .. بمعنى أن حتى النفط المتخم بالثراء لم يصلح من حال الأوضاع الاجتماعية للنفطيين أنفسهم ولا ما جاورهم من بلاد اليمن ..بالرغم ما يبعد عن اليمن وناطحات السماء النفطية إلا مترات مربعة..
إنها الرأسمالية الشرسة التي تسحق الضعيف هي تلك التي تتعامل بنفس المنطق مع كوبا ..فما بين كوبا وأميركا مترات مربعة.. ولكن نظرا للحصار على كوبا يعاني الشعب الكوبي من الجوع بينما أميركا تنتفخ احمرارا وتوردا من لحم الخنزير.. والبيبيسي كولا..
الضعيف في بلاد النفط وغير بلاد النفط يعاني .. والمغترب يعاني ...ومن في الوطن يعاني ,, وعابر السبيل يعاني ..
كما قال الشاعر
كل يشكو دنياه يا رب هذه الدنيا لمن ؟
وذلك من النهب المنظم لمال الله .. وإنفاقه في غير موضعه .. وحينما يكون الوضع بهذا الحال .. يسلط الله تعالى صايع من صّيع الغرب ..مثل جورج بوش أو رامسفيلد فيكنسوا خزائنهم من المليارات ويجعلونهم بين عشية ضحاها في وضع المديون أو على الحديدة ..
ويتعرضوا لهزات ماليه.. يبكون.. ذلك بما كسبت أيديكم وليس الله بظلام للعبيد .وكان السبب وراء تلك المصائب..
قال تعالى:
(كَلَّا بَل لَّا تُكْرِمُونَ الْيَتِيمَ) (الفجر : 17 ) (وَلَا تَحَاضُّونَ عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِينِ) (الفجر : 18 )
.إلا أن كلام المصلحين لا ينزله رجال سياسة النفط منزلة العالم ببواطن الأمور ..فيزدادون بطرا وسادية وإجراما.. ويزداد الطين بله يوم بعد يوم.. كما قال الإمام علي .. اضرب ببصرك حيثما شئت من الناس هل ترى إلا فقيرا يكابد فقرا أو غنيا بدل نعمة الله كفرا ..
يذكرني بمتسول أعمى كان يأتي إلى قريتنا في سوق الجمعة في الستينات.. وقد رآه خطيب قريتنا اللوذعي.. الشرس اللسان وهو يتسول أثناء خطبته.. فانهال عليه.. تجريحا وإحراجا وتأزيما لحالته أمام المصلين.. موقف غريب فأين يذهب ذلك الضعيف المسلم هل نرسله إلى مجلس الكنائس العالمي .. إن لم يقل المجتمع المسلم عثرته .. بالرغم انه كان من المفترض أن يقوم بمساعدته فضلا ان يعرضه لهذا الإحراج أمام الجميع لدرجة أن الرجل كان يبكي .. وخلاصة الأمر هكذا تصير الأمور حال فقدان التراحم .. وحال يغيب التراحم يتحول المجتمع إلى حالة من الشراسة والإجرام وتدرك ان معظم من تلتقيه في الشارع أنواع من الذئاب والثعالب والثعابين الشرسة .. أما بالرحمة يكون الإنسان إنسانا ..
من هنا فالمفترض أن يكون المسلم رحيما ..ذا قلب يتسع لمن أضاعهم النظام .. وان يمسح دمعة الفقير أو اليتيم ..
.قال تعالى: .
(أَوْ إِطْعَامٌ فِي يَوْمٍ ذِي مَسْغَبَةٍ) (البلد : 14 ) (يَتِيماً ذَا مَقْرَبَةٍ) (البلد : 15 ) (أَوْ مِسْكِيناً ذَا مَتْرَبَةٍ) (البلد : 16 ) (ثُمَّ كَانَ مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ وَتَوَاصَوْا بِالْمَرْحَمَةِ) (البلد : 17 )
عذرا ..ربما خضت في تفصيلات في الأشكال الاجتماعية لمساعدة الضعفاء . ولكن لا بأس فلنعتبره من التواصي بالصبر والتواصي بالمرحمة . .




التاريخ من أوسخ أبوابه
أنظمة ذوات الرايات..!!

بقلم: عبد الرحمن عبد الوهاب


ورثنا المجد قد علمت معد ***نطاعن عنه حتى يبينا
كان يتميز العرب الأوائل بالرغم في الجاهلية بأخلاق الفروسية كانوا شّم الأنوف يعيشون البطولة والمجد يدفعون تكاليف التضحية ، صبارون عند اللقاء ولا يجزعون في المصاب وان جلت المصائب ، يأبون الضيم ويرفضون العار .. وهي من مجمل خصال النبلاء ..فإنني أعتقد أنه لا تعرف أخلاق النبلاء إلا عند البلاء..
كنت أحب أن أرى تصرفات النبلاء عند المصائب كي أتعلم مواجهة الشدائد ....فعند البلاء تظهر مساحة الإيمان وروعة المعدن رأينا المصطفى الكريم كيف تتجلى فيه روعة أخلاق الأنبياء ..ففي غزوة احد ..وفي المصاب الحزين والفجيعة بمقتل حمزة عبد المطلب عم النبي. فما كان من النبي الكريم إلا أن قال اصطفوا ورائي كي أثني على ربي .. فاصطف الصحابة ليصلوا وراءه في الثناء على الله بالرغم من فداحة المصيبة،،أي روعة تلك ,, وأي عظمة تلك .. أنه حب الله .. وأخلاق الانبياء..
لذلك قال الحسين وهو ينازع الروح , إلهي تركت الخلق طرا في رضاك ، وايتمت العيال كي أراك ، فلو قطعت بالسيف اربآ، ما التفت الفؤاد إلى سواك .
.قال عمرو بن كلثوم التغلبي ..
ورثنا محد علقمة بن سيف *** أباح لنا حصون المجد دينا
وكانت بيوت المجد معروفة ولها احترامها ، وبيوت العار أيضا لا تخفى في مجتمع محدود أشبه ما يكون مغلق ... وعائلات معروفة وقبائل معروفة بعينها.. واشخاص نبلاء بعينهم.. كما كان أيضا للمجتمع جهازه الإعلامي من الشعراء وهو جهاز لا يرحم.. فهناك من الشعراء من يضعون قبيلة ما بالهجاء وهناك من يرتفعون بها إلى القمة بقصيدة مدح .. وعلى جهة أخرى قد يقطع السيف السنة الهجاء وما قاله الشاعر فإنه. محا السيف ما قَال ابن دارة أجمعا..
في اليات الشعر والقصيد ثمة بيت قد يشتهر دون الأبيات بما يسمى ( بيت القصيد) الذي أحيانا تختتم به القصيدة او تكون آليات الحبكة والحكمة متكثفة فيه ناهيك عن الاوزان والتفاعيل
قال المتنبي : علي نحت القوافي من معادنها--- وما علي لهم اذا لم تفهم البقر
وكان هناك نوع من الهجاء المؤلم . واعتقد ما قاله جرير في بني نمير..انه قال لن يرفع احد من نمير رأسه ..بعد الان..
غض الطرف فانك من نمير*** فلا كعبا بلغت ولا كلابا ..
مرت امرأة ذات يوم على جمع من نمير فقالوا أنها امرأة رسحاء .. ورسحاء الضعيفة العجيزة ...فقالت لهم يا بني نمير والله ما باليتم في من قولين ما قاله تعالى
(قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ) (النور : 30 ) الآية .
وما قاله جرير غض الطرف فانك من نمير ..
وهناك قبائل آخري عانت من الهجاء .. مثل باهلة .
قال الشاعر :
لو قيل للكلب يا باهلي لعوى*** الكلب من ذلكم النسب
وكان مجتمعا يعرف مقادير ومقامات الرجال الأفذاذ ممن لا يشق لهم غبار . ولا يحوز على المجد إلا من يستحق ذلك عن جدارة ..وتتميز خصال المجد في الشرف والكرم .. وتتميز بيوت العار في البخل والجبن ..
قال المصطفى الكريم حدثنا عبد الله بن الجراح عن عبد الله بن يزيد عن‏ موسى بن علي بن رباح عن‏ أبيه عن عبد العزيز بن مروان قال سمعت‏ أبا هريرة يقول:
‏سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول‏ شر ما في رجل شح‏ هالع‏ وجبن خالع
وقالوا في تفسيرها ..
شح هالع )
‏: قال الخطابي : أصل الهلع الجزع , والهالع ههنا ذو الهلع , ويقال إن الشح أشد من البخل الذي يمنعه من إخراج الحق الواجب عليه , فإذا استخرج منه هلع وجزع انتهى . وقال في المجمع : الهلع أشد الجزع والضجر
‏( وجبن خالع )
‏: أي شديد كأنه يخلع فؤاده من شدة خوفه , والمراد به ما يعرض من نوازع الأفكار وضعف القلب عند الخوف...
ومنها قال المتنبي
لولا المشقة لساد الناس كلهم *** الجود يفقر والإقدام قتال.
وهو ما قاله المصطفى عن الإمام الحسين : له جرأتي وجودي .. لذلك جمع الحسين ما بين المجد الموروث والمجد والمكتسب ..
تقول كتب التاريخ أن عبد المطلب كان على ملَّة إبراهيم الخليل؛ فرفض عبادة الأصنام ووحَّد الله عزَّوجلَّ ،و كان مجاهراً بدينه ، داعياً إلى الخلق الكريم والمبادئ السامية التي جاءت بها الأديان ، وكان له في هذه الخصال دور ما لا يشاركه فيه أحد ،
وسنَّ سنناً نزل القرآن بأكثرها ، وجاءت السُنَّة بها مثل ، وتحريم الخمر ، وتحريم الزنا ، والحدُّ عليه ، وألا يطوف أحدٌ بالبيت عرياناً ، وإضافة الضيف ، وألا ينفقوا إذا حجَّوا إلا من طيِّب أموالهم ، وتعظيم الأشهر الحُرم ، ونفي ذوات الرايات . وذوات الرايات هن العاهرات في الجاهلية ..
وذوات الرايات لهن أسماء معروفة.. مثل سمية جارية الحارث بن كلده وهناك الزرقاء.. وهناك مرجانة.. وأبناءهن عادة ما يحملون العار.. عار النسب .. وعار المتاجرة بالعرض.. ولا يختلف الأمر عن أنظمة ذوات الرايات.. أنظمة سايكس بيكو الحالية.. التي لا تعرف الشرف.. وتتاجر بالعرض..كمثل وزيرة الشئون الاجتماعية المصرية التي تريد توريد عذارى مصر إلى بيوت الخليج ليمتهنوا الخدمة في البيوت مجازا والدعارة حقيقة..

أنظمة ذوات الرايات باعت العراق وباعت فلسطين أيضا منذ ستين عاما.. وفي الفترة ما بين أمس واليوم على امتداد ستين عاما كانوا يتاجرون بشرف الأمة .. كانت محصلاتها هتك عرض الأمة في أبو غريب وسحق الكرامة في غوانتنامو ولا مانع ان يهنيء مبارك شيمون بيريز على مرور ستين عاما على قيام إسرائيل.. (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاء بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ) (المائدة : 51 )..
قال ابو فراس
هذا المجد أورثنا العوالي**** وهذا الملك مكنه الضرابا
ولا المجد الذي يطاعن عنه حتى يبينا أو مجد تشتجر دونه الرماح .. او تخفق الرايات المجد لكلمة الله اكبر أو لا اله إلا الله .. التي تعبر عن قداسة جل في علاه تقدست اسماؤه الذي تخاض من اجله اشرف واروع الحروب... تنتهي بالنصر اوالموت في سبيل الله وكفى به مجدا.. ولكنها ثمة رايات من نوع آخر.. رايات العار.. انظمة (ذوات الرايات) لا تمانع ان تتآمر على بعضها البعض وكل منهم يمسك شومه ويقف للآخر من وراء أسوار سايكس بيكو ولا مانع أن يبيعوا الأوطان لمن يدفع ويأخذون عمولة مقابل ذلك.. كما باعوا العراق ومن قبله باعوا فلسطين او سوريا اليوم .. انظمة (ذوات الرايات) تجوّع الشعوب وتخصي البطولة.. وتبول على الفرسان وتذبح خلسة أي فارس تنشق عنه الأرض وتضربه بالشلوت في سجون ليست اقل داء ووباء وإذلالا من غوانتنامو..
أيها السادة ما أسوأ أن ُيضرب المتنبي على القفا ,, ويخصى كليب.. ما أسوأ أن يعتقل فارس بني حمدان في غوانتنامو.
أنظمة حذفت الشرف من قواميسها اللغوية والأخلاقية.. لنرى رئيسنا يهنيء اليهود على إنشاء دولتهم . على أنقاض امة ودماء شعب.. إذن علام كنتم تحاربون؟ وعلام سقط الشهداء؟ وعلام خاضت هذه الأمة الحرب ؟ حروبها من 1948 إلى الآن.. هل لكي تهنئوا اسرائيل في نهاية المطاف ؟!! اتلعبون علينا !!؟
هل كنتم تتآمرون علينا .. طيلة هذه السنين العجاف ؟!! هل كانت حروب للاستهلاك المحلي والفرقعات الكلامية ..!! وهاهي أنظمة( ذوات الرايات) تدخل التاريخ من أوسخ أبوابه ..ما طب هؤلاء الحكام وما هو دواؤهم ؟!!..يرقصون بالسيوف لجورج بوش الذي ضاجع نسائهم وانتهك أعراضهم في أبو غريب.. عجزت أن أصنف عرب اليوم فلم أجد ما يناسبها إلا قائمة بأسماء (ذوات الرايات) ..التي رجعت بنا .. إلى أزمنة زواج الاستبضاع .. في أن يذهب ما دون العشرة أشخاص على أحداهن وبعد مضاجعتها تنسب إلى أكثرهم نفقة عليها ومن هامت به حبا ،، ما قد تنجبه يوما من أولاد الحرام .. إنها أنظمة أولاد الحرام ..لم اعرف أنظمة تتآمر على كلمة الله اكبر من على المآذن إلا أنظمة ( ذوات الرايات ) هذه الأنظمة الداعرة..
باعوا العراق وباعوا فلسطين وباعوا أفغانستان .. باعوها بالمتر المربع وباعوا الشعوب بالرأس كما تباع الماشية والخراف.. تبا لتلك الأنظمة..
لقد تعلمنا في سياق الترجمة أن كل كلمة لها قيمة معنوية ومعنى وزخم وليست قالب من الطوب يرصص كما تفعل الترجمة الاليكترونية اومحض قالب جاف المعنى يابس الضمير ..الكلمة لها حياة .. والأمم لها حياة .. وهناك لغات ميتة وهناك لغات حية .. ولما كان القران من روح الله .. والله حي لا يموت.. فاللغة العريبة لغة حية لن تموت ..ليست المفردة العريية بلوك او قالب يربط بالاسمنت أو أدوات الربط أو حروف الجر.. مجد الأمة أن تنهض الأمم بالكلمات الحية فالكلمة بمثابة( قلاع ) يعتصم بها النبل البشري.. كما قال عيد الرحمن الشرقاوي كلمة مثل الشرف لها زخم قد تطير من اجله الرقاب وتخاض من اجلها حروب.. فأين شرف عربنا اليوم ما بالنا ان تحولت( القلاع ) فجأة إلى( قاع) يعتصم بها العار العربي ..دون ا كل أمم الأرض .. ..فليس هناك بلاد في كل أمم الأرض تحت الاحتلال إلا بلاد العروبة والإسلام .. ليس هناك بلاد محتلة في القرن الواحد والعشرين على يابسة الكرة الأرضية برمتها.. إلا لأقوام وياللعار وببالغ الأسف ( أحياء ) اسمهم العرب ولكن رب عيش اخف منه الموت.. وأقوام منبطحون تمام الانبطاح اسمهم المسلمون ..كنت اتمنى ان لا أكون شاهدا لهذا العصر وتلك السحنات المكفهرة من الساسة العرب ..ثكلتهم امهاتهم جميعا ..إلا من رحم ..
أجل .. ألا أيها السيف تجرد ... ألا ايها الرصاص الأخرس تكلم واخرج من دائرة الصمت وفوهة الذل العربي..
هيا اخرج.. سيمفونية وطنينا يصم الأذان ويسمعه العالم .. مفاده أمجاد يا عرب أمجاد.. بدلا من أوغاد يا عرب أوغاد..


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.