سامحك الله.. سيادة الرئيس

لم يستطع أحد على مر العصور أن يحدث تلك الفتنة وشق الصف بين جموع المصريين مثلما فعل أول رئيس مدنى منتخب بانتخابات حرة نزية سواء بقصد أو بغير قصد.
نعم سيادة الرئيس بتصرفاتك وقرارتك المتسرعة الغير مدروسة وشخصيتك الضعيفة وتمسكك بمستشارين أضعف من أن يكونوا مصدر القرار لدولة كبيرة مثل مصر وذلك فقط لكونهم من جماعتك، مما أدى لإغراق البلاد فى حالة من الفوضى والارتباك السياسى الذى أدى إلى تدهور الحالة الأمنية والاقتصادية للبلاد والتى تمس ويهتم بها جميع المصريين.
كل هذا أدى إلى حالة من السخط العام والضيق بين الناس وتناقص حاد فى شعبية أول رئيس مدنى منتخب، فنزل الشعب وقال كلمته كما نزل وقالها من قبل ولكن الآن ليس لصالحك، فلما هذا التمسك البغيض بالسلطة حتى ولو كان على حساب دم ووحدة هذا الشعب.
لم تتعلم من أخطاء الماضى وغضضت البصر عن أناس وأشياء لطالما حذرك منها الجميع وتشبست بعنادك وعدم إبداء أى تنازلات فى الوقت المناسب، حتى تحقن دم هذا الشعب وتطفئ نار الفتنة بين جموعه، وظلت أذانك لا تسمع شئا إلا ما يأتى من مكتب إرشادك.
سامحك الله سيادة الرئيس.. أنا لست حزينا على عزلك لأنه تم بإرادة شعب هو من جاء بك سابقا وخلعك حاليا ولكن حزنى الأكبر يتلخص فى نقطتين:
الأولى.. هى إنك حرقت كارت الحكم الإسلامى كبديل لحكم البلاد وتطبيق الشريعة الإسلامية النقية التى يعرفها الجميع وليس مكتب الإرشاد أمام شعب أهلكته الظروف الحالية، ولوثت أذانه بعض وسائل الإعلام المشبوهة.
الثانية.. هى إعطائك الفرصة لفلول النظام السابق لأن يظهروا أمام الشعب كثوار وأبطال حقيقيين، بل وفى عينوهم شماته لجموع المصريين لتأنيبهم على اختيارهم الديموقراطى لنظام آسف أن يطلق على نفسه إسلامى.