ما حدث في امبابة مساء السبت الماضي ليس وليد اللحظة ولكنه نتيجة تصرفات غير مسئولة من مختلف التيارات المتشددة الاسلامية والمسيحية.. أدت إلي النفخ في النار الكامنة تحت الرماد فأشعلتها لتحرق ليس كنيسة أو اثنتين بل بلدا بأكمله وتحوله إلي مسرح للحرب الأهلية. ويجب ان نواجه المخطيء بخطئه حتي يتعلم الا يكرر ذلك الخطأ مرة أخري.. فمثلا: ماذا كان يضير الكنيسة من اظهار كاميليا شحاتة ووفاء قسطنطين لتعلنا للعالم عن مسيحيتهما وانهما لم يدخلا الاسلام وكانت كل وسائل الاعلام سترحب بذلك.. وكانت الفتنة ستموت في مهدها.. وما كان ينبغي للسلفيين او غيرهم ان يطالبوا بالافراج عن الاخت كاميليا وغيرها.. ولكن العناد والكبر جعل رجال الكنيسة يصمون آذانهم أو انهم اتخذوا من ذلك ذريعة ليملأوا العالم صراخا ان هناك اضطهادا ضد الأقباط في مصر.. الاسلام لن يزيده رفعة بانضمام أي شخص او سيدة اليه.. والمسيحية لن يضيرها خروج او دخول احد اليها اذا كنا نؤمن فعلا بحرية كل انسان في عقيدته.. ولكن المتطرفين من الطرفين اججوا نار الفتنة مستغلين قضية كان يمكن حسمها في دقيقة واحدة لا أكثر.. مثال آخر: لماذا لم يتم الكشف حتي الآن عمن هدموا كنيسة الشهيدين بصول.. ان السرعة في الاعلان عنهم او تقديمهم للمحاكمة كان سيطفيء نارا اشتعلت في صدور الاقباط ولكن التأخير زادها اشتعالا.. ولماذا لا تتم الموافقة من المسئولين علي بناء دور عبادة للأقباط وتوضع امامهم العراقيل.. ان دور العبادة ستعمل علي هداية المنحرفين عن الطريق السوي والمسلم العارف بأمور دينه.. والمسيحي المتدين اكبر ضمانة للوفاق الاجتماعي في مصر.. ولكن قصر النظر جعل هذه القضية شوكة في حلق المسيحيين. ان العلاقة الابدية بين ابناء شعب مصر يجب تعميقها ودعمها باستمرار. ولن يتأتي ذلك بعناق بين البابا وشيخ الازهر او مصافحة بين رموز المسجد والكنيسة تظهر في وسائل الاعلام.. ولكن دعمها يتأتي بمناقشة كل القضايا بوضوح وشفافية وبدون مواربة.. فالشركاء في الوطن لابد أن يتصارحوا ولا يخفي كل طرف ما عنده عن الطرف الآخر. ان البعض من المتطرفين من الطرفين يغذي نار الفتنة بالوقود باستمرار مستغلين في ذلك الشباب الذي ربما لم يدخل احدهم المسجد. ولا الكنيسة ويغذون فيه نعرة العنصرية.. وتكون النتيجة احراق البلد.. وضياع الامة. تصارحوا.. تناقشوا.. تحاوروا يرحمكم ويرحمنا الله ويحمي هذا البلد الذي جعله الله آمنا لكل من دخله ومن عاش علي ارضه. كلمات حرة مباشرة: الي القنوات الفضائية: ارحمونا شويه من ضيوفكم الذين يفتون في كل شيء انهم يصبون الزيت علي النار ربما بقصد او عن غير قصد.. واقول لكم ما قاله بيرم التونسي لاهل المغني: دقيقة سكوت لله.