ثبات نسبي لسعر صرف العملات أمام الجنيه المصري بأسوان — الخميس 13 نوفمبر 2025    الإسكان: طرح 25 ألف وحدة عبر منصة مصر العقارية بتقسيط حتى 7 سنوات وسداد إلكتروني كامل    إنهاء أطول إغلاق حكومى بتاريخ أمريكا بتوقيع ترامب على قانون تمويل الحكومة    فلسطين سيئة وتل أبيب تبادلنا الود، تصريح مثير من وزير خارجية تايوان عن دول الشرق الأوسط    زلزال بقوة 4.6 درجات يضرب شمال شرقي الصومال    حالة الطرق اليوم، كثافة مرورية تشل المناطق الحيوية بالقاهرة والجيزة والقليوبية    أديل تخوض أولى تجاربها التمثيلية في "Cry to Heaven" للمخرج الشهير توم فورد    إسعاد يونس: أتمنى استضافة عادل إمام وعبلة كامل وإنعام سالوسة «لكنهم يرفضون الظهور إعلاميا»    وزير الخارجية: استمرار الحرب في السودان أمر موجع.. ومصر تتحرك لحماية وحدة الدولة الشقيقة    الصحة: خلو مصر من التراخوما إنجاز عالمي جديد.. ورؤية الدولة هي الاستثمار في الإنسان    10 صيغ لطلب الرزق وصلاح الأحوال| فيديو    صدام وشيك بين الأهلي واتحاد الكرة بسبب عقوبات مباراة السوبر    عوض تاج الدين: الاستثمار في الرعاية الصحية أساسي لتطوير الإنسان والاقتصاد المصري    مصمم أزياء حفل افتتاح المتحف المصري الكبير: صُنعت في مصر من الألف للياء    تراجع جديد.. أسعار الفراخ والبيض في أسواق الشرقية الخميس 13-11-2025    تنمية التجارة يتابع الأداء وتطوير الخدمات دعمًا لتحقيق رؤية مصر 2030    صاحب السيارة تنازل.. سعد الصغير يعلن انتهاء أزمة حادث إسماعيل الليثي (فيديو)    مؤتمر حاشد لدعم مرشحي القائمة الوطنية في انتخابات النواب بالقنطرة غرب الإسماعيلية (صور)    الولايات المتحدة تُنهي سك عملة "السنت" رسميًا بعد أكثر من قرنين من التداول    استخراج الشهادات بالمحافظات.. تسهيلات «التجنيد والتعبئة» تربط أصحاب الهمم بالوطن    فائدة تصل ل 21.25%.. تفاصيل أعلى شهادات البنك الأهلي المصري    عباس شراقي: تجارب توربينات سد النهضة غير مكتملة    أمطار تضرب بقوة هذه الأماكن.. الأرصاد تحذر من حالة الطقس خلال الساعات المقبلة    حبس المتهمين بسرقة معدات تصوير من شركة في عابدين    قانون يكرّس الدولة البوليسية .."الإجراءات الجنائية": تقنين القمع باسم العدالة وبدائل شكلية للحبس الاحتياطي    نجم الزمالك السابق: «لو مكان مرتجي هقول ل زيزو عيب».. وأيمن عبدالعزيز يرد: «ميقدرش يعمل كده»    حبس المتهم بقتل زوجته فى المنوفية بسبب خلافات زوجية    من «رأس الحكمة» إلى «علم الروم».. مصر قبلة الاستثمار    احسب إجازاتك.. تعرف على موعد العطلات الدينية والرسمية في 2026    غضب واسع بعد إعلان فرقة إسرائيلية إقامة حفلات لأم كلثوم.. والأسرة تتحرك قانونيا    إعلام: زيلينسكي وأجهزة مكافحة الفساد الأوكرانية على شفا الحرب    التفاف على توصيات الأمم المتحدة .. السيسي يصدّق على قانون الإجراءات الجنائية الجديد    القيادة المركزية الأمريكية: نفذنا 22 عملية أمنية ضد "داعش" طوال الشهر الماضي    قرارات جديدة بشأن مصرع وإصابة 7 في حادث منشأة القناطر    مرور الإسكندرية يواصل حملاته لضبط المخالفات بجميع أنحاء المحافظة    المستشار بنداري: أشكر وسائل الإعلام على صدق تغطية انتخابات نواب 2025    بتروجت: اتفاق ثلاثي مع الزمالك وحمدان لانتقاله في يناير ولكن.. وحقيقة عرض الأهلي    أبو ريدة: سنخوض مباريات قوية في مارس استعدادا لكأس العالم    الإنتاج الحربي يلتقي أسوان في الجولة ال 12 بدوري المحترفين    قفزة في سعر الذهب اليوم.. وعيار 21 الآن في السودان ببداية تعاملات الخميس 13 نوفمبر 2025    الاحتلال الإسرائيلي يشن سلسلة اقتحامات وعمليات نسف في الضفة الغربية وقطاع غزة    فيفي عبده تبارك ل مي عز الدين زواجها.. والأخيرة ترد: «الله يبارك فيكي يا ماما»    واشنطن تدعو لتحرك دولي عاجل لوقف إمدادات السلاح لقوات الدعم السريع    فرصة مميزة للمعلمين 2025.. التقديم الآن علي اعتماد المراكز التدريبية لدى الأكاديمية المهنية    بدء نوة المكنسة بالإسكندرية.. أمطار متوسطة ورعدية تضرب عدة مناطق    يقضي على ذاكرتك.. أهم أضرار استخدام الشاشات لفترات طويلة    النيابة العامة تخصص جزء من رسوم خدماتها الرقمية لصالح مستشفى سرطان الأطفال    محمود فوزي ل"من مصر": قانون الإجراءات الجنائية زوّد بدائل الحبس الاحتياطي    خبير لوائح: قرارات لجنة الانضباط «تهريج».. ولا يوجد نص يعاقب زيزو    تأكيد لليوم السابع.. اتحاد الكرة يعلن حرية انتقال اللاعبين الهواة بدون قيود    حيثيات حبس البلوجر «سوزي الأردنية»: «الحرية لا تعني الانفلات»    «يتميز بالانضباط التكتيكي».. نجم الأهلي السابق يتغنى ب طاهر محمد طاهر    قد يؤدي إلى العمى.. أعراض وأسباب التراكوما بعد القضاء على المرض في مصر    مقرمش جدا من بره.. أفضل طريقة لقلي السمك بدون نقطة زيت    قصر صلاة الظهر مع الفجر أثناء السفر؟.. أمين الفتوى يجيب    رئيس الإدارة المركزية لمنطقة شمال سيناء يتفقد مسابقة الأزهر الشريف لحفظ القرآن الكريم بالعريش    انطلاق اختبارات «مدرسة التلاوة المصرية» بالأزهر لاكتشاف جيل جديد من قراء القرآن    دعاء الفجر | اللهم ارزق كل مهموم بالفرج واشفِ مرضانا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



سحب السفير السعودي والأخطاء الجسام
نشر في الواقع يوم 07 - 05 - 2012


بقلم نبيل عبد الكريم
قبل أيام فوجئنا جميعا مصريون وسعوديون بقرار الحكومة السعودية بسحب سفيرها في مصر واغلاق قنصلياتها في القاهرة و الاسكندرية و السويس وذلك كرد فعل نتيجة التظاهرات الغاضبة في الاعلام و الشارع المصري علي خلفية احتجاز مواطن مصري بتهمة تهريب أقراص مخدرة الي السعودية،رد الفعل السعودي الرسمي المتسرع يبدو في ظاهرة أكثر غضبا من ردة فعل الغوغاء الفوضويين في مظاهراتهم أمام مبني السفارة ،غير أنه كشف حالة الاحتقان التي تشهدها العلاقات المصرية السعودية بعد أحداث ثورة 25 يناير2011 وتنحي الرئيس السابق مبارك عن السلطة في مصر ،و الحقيقة التي لاجدال فيها ولا مراء أن الاعلام المصري و السعودي يتحملان النصيب الأكبر في الأزمة الطارئة الحالة بين البلدين الشقيقين ،فمنذ الأيام الأولي للثورة وجدنا انفسنا امام حالة من التركيز غير العادية وغير المبررة ايضا من الاعلام السعودي بصفة خاصة و الاعلام الخليجي بصفة عامة وخاصة من جانب بعض الفضائيات ذات التمويل السعودي الخالص كالعربية و الاخبارية (هذا بخلاف مافعلته ولازالت قناة الجزير القطرية) وكأن احداث العالم بأسره من القطب الجنوبي وحتي اقصاه ةفي القطب الشمالي قد اختزل في أحداث الثورة المصرية وحتي الأحداث السابقة لذلك من العدوان الاسرائيلي علي لبنان 2006 وكذلك علي غزة 2008 و انقلاب حماس علي فتح كانت مصر وشعبها وتاريخها حاضرا فيه بتحميل اللوم الدائم علينا ،وبسقوط النظام البائد انقسمت بعض الاقلام السعودية في صحفها ومواقعها علي الانترنت ومحلليهم علي الفضائيات مابين شامت في أحداث مصر و متباك علي مبارك وعصره ولا يزال هذا الأمر حتي وقتنا هذا ،في تجاهل تام للأوضاع الجديدة في مصر ،وإذا طالعنا الصحف و المواقع و المنتديات السعودية وكذلك الخليجية لوجدناها وبنسبة 80 % وبلامبالغة تغوص في الشأن المصري من سياسة الي اقتصاد ونزوح نحو الفن و الأدب و المجتمع و الرياضة في مصر ،وحتي أخبار ونتائج دوري كرة القدم في الدرجتين الثانية و الثالثة يجد له حيزا لابأس به علي صفحاتهم وبرامجهم وحوارات عقيمة مسفة مع كل من هب و دب في الفن أو الأدب ،وكل هذا في جانب وأخبار الحوادث و الجريمة في جانب آخر فالجريمة من وجهة نظرهم و الله اعلم لاعنوان لها أو مستقر الا في مصر المحروسة ابتداء من المشاحنات العائلية وحتي جرائم القتل و الملاحظ أن الجريمة مهما صغر حجمها او كبرفإنها تفرد لهامساحات كبيرة وبصور عادة ماتكون مفبركة باستخدام برامج الصور "الفوتوشوب" مع لصق غير مبرر لعلم مصر داخل إطار الصورة !! فضلا عن الأبناط العريضة و الغريب ان بعض صحفهم تتضمن ابوابها الثابتة باب معنون له علي سبيل المثال:"الجريمة في مصر"مع تحليلات جوفاء مؤداها التعميم مع الغمز و اللمز و السخرية أحيانا ولا معني لها سوي الاساءة لكل ماهو مصري،واذا كانت الجريمة لا سمح الله ارتكبها مواطن فلا تكاد تري إلا بالعين المجردة وكانها حادث عارض مهما كان حجمها،وإذا ما رتكبها أي عربي أو أجنبي آخر يصنفونها في اخبار صغيرة ومحدودة للغاية هكذا :" وافد ارتكب كذا وفعل كذا " دون الخوض في جنسيته وبلا تحليل أو إساءة وما اكثرالجرائم وتنوعها التي يرتكبها مواطنيهم ووافديهم الآخرين و للانصاف فإن الاعلاميين والصحفيين المصريين العاملين في مكاتبهم في مصر يتحملون جزءا لا باس به من هذا الافراط في حق مصر ،وإذا ماحصل مصري علي تكريم أو جائزة عالمية قوبل بالجاهل و الفتور واضعف الايمان أشير اليه في ذيل الصفحات الداخلية مع استبدال جنسيته المصرية بالصفة العربية غالبا ،وقد استرعي انتباهي ذات مرة لم ولن انساها ثلاث أخبار مصرية نشرت في إحدي صفحات جريدة الشرق الأوسط السعودية و بالترتيب الأول وبمساحة كبيرة :مشاجرة بالأسلحة البيضاء بين سائق سيارة أجرة ومواطن بسبب الخلاف علي قيمة أجر التوصيل لمشوار ما وقد صاحب الخبر تحليل كامل للدوافع الاجتماعية و الاقتصادية و الأبعاد التاريخية للحدث مع السخرية لأوضاع "أم الدنيا"وشعبها!! ثم خبر عادي جدا عن دولة مغاربية شقيقة وفي اسفل الصفحة كالمعتاد خبر عن جائزة للفنان عمر الشريف عن دوره المتميزفي فيلم فرنسي "الشيخ ابراهيم وزهور القرآن" وتلاه خبر أصغر عن تكريم أديب نوبل نجيب محفوظ بمناسبة ترجمة مجموعته الأدبية الكاملة لإحدي اللغات الأوروبية (كان وقتها مازال علي قيد الحياة " و الملاحظ في الخبرين انه لم تتم مراعاة ترتيب الأخبار فضلا عن اسقاط صفة المصرية عنهما و الاستعاضة عن ذلك بذكر "الفنان العربي و الأديب العربي"!! وأذكر ذات مرة اخري أن جريدة الشرق الأوسط قد أفردت حوارا مطولا مع مترجم اللغة العربية لرؤساء امريكا الاستاذ جمال هلال وحاولت خلال قراءتي للحوار أن أعرف جنسيته العربية و اخيرا وبعد عناء وفي السطر الأخير اكتفوا بذكر انه مو مواليد مدينة أسيوط فقط منتهي التجاهل ؟!! ولا أريد أن أخوض فيما يكتبه كتاب أعمدة الصحف أو جهابزة التحليل في الشأن المصري لأنه يخرج عن اعراف منطق ويمكن ان يصيب المرء بارتفاع في ضغط الدم ،الخلاصة أنه وفقا لتوجهاتهم الاعلامية فالجريمة تقع في مصر فقط و الجاني مصري و الفضائح من ام الدنيا و الانجازات فتنسب للعرب و للعروبة وحدهم دون ذكر المصري الأساسي و الأولي ،أما بالنسبة لاعلامنا و الفن المصري فالاخطاء رهيبة ولاحصر لها ولكنها أصبحت في مرحلة مابعد الثورة طافية علي السطح كالنفايات بسبب استمرار تلك الوجوه الكالحة الكئيبة التي كانت جاثمة علي انفسنا بطلتها العكرة وثقافتها الضحلة وذكاءها المحدود علي شاشات الفضائيات أو في صحفنا في العهد البائد مسبحة بحمد فضائل النظام السابق ماتزال كما هي متصدرة اعلامنا وتحولوا بقدرة العليم القدير الي أشد أعداء عصر مبارك في سابقة لم تحدث في التاريخ الاعلامي سوي في مصر ،وهؤلاء المتحولون هم سبب معظم الفتن و الكوارث التي نعيشها الآن بوهم الشعبية و النجومية و بداعي المهنية !! التي هي منهم براء ومن امثالهم وفي سقطة سيذكرها التاريخ الاعلامي عليهم في المستقبل فبدلا من ان يتوراوا الي الظل خجلا مما ارتكبوه في حق الشعب المصري ، ولهذا فقد هؤلاء السفهاء ، المتحولون مصداقيتهم أمام الرأي العام و لن يستعيدوها أبدا ولا نعرف سر تمسك أباطرة الاعلام في مصر بهذه الوجوه رغم كراهية وقرف الناس منهم ،وبدلا من ان يذهبوا بهذه الوجوه المخادعة السافرة الي مزيلة التاريخ مازالوا و ببجاحة نادرة يصدروا لنا حتي الآن بضاعتهم البالية ،فكيف يعقل أن من كان يناصر النظام السابق و ينافقه ليل نهار وحتي قبل تنحي الرئيس السابق بدقائق يتحول بعدها بثوان معدوات الي ثائر عفوا ثورجي ويركب الموجة هو الاخر في ملهاة عبثية هزلية ماتزال تعرض فصولها حتي اليوم و الشئ العجيب أنهم من اجل استعادة مصداقيتهم المتوفاة منذ دهورعلي استعداد دائم لفعل أي شئ حتي ولو كان مسيئا لمصر وعلاقاتها العربية علي محاولين أخذ اتجاه الثورة في مساراتهم المنحطة ،فالثورةمن وجهة نظرهم المحدودة لا تعني سوي الهجوم و التهكم علي كل شيئ و أي شئ وقضية المحامي المصري المحتجز في السعودية صوروها للراي العام علي انها مسألة كرامة وطنية و الأمر ليس كذلك وكرامة الوطن لا يمكن اختزالها في مشكلة تسبب فيها أحد مواطنيها بقصد أو بدون قصد ،قاتلهم الله فكم من أخطاء جسام ارتكبوها باسم المهنية و الحرية ،
وبعيدا عن الاعلام ظهرت بعد الثورة تيارات همجية فوضويةو شخصيات مريضة عقليا و نفسيا وادعوا جميعا كذبا وزورا و بهتانا انهم رموز الثورة وانهم قوي سياسية شعبية علي الرغم انهم لا يمثلوا سوي انفسهم المريضة ،هؤلاء المدعون الذين اساءوا للثورة المصرية وأراد كل واحد منهم امتطاء صهوة الثورة مشوهين صورتها بدافع هوس الشهرة ومرض حب الزعامة وشيزوفرنيا البطولات الكرتونية و النضال الحنجوي و كفاح السيوف الخشبية وهؤلاء المرضي الذين لم يظهروا علي الساحة الا بعدما اطمئنوا لنجاح الثورة في اسقاط النظام البائد مستغلين ان الثورة المصرية كانت بلاقائد وهذه هي عظمة الشعب المصري الذي انتفض ضد الظلم و الطغيان وبهاء ثورته التي كانت بمثابة انتفاضة وملحمة شعبية خرجت جموعها من كل حدب و صوب في أسطورة لم يعرف العالم لها مثيلا ،وكان فضل الله علينا نحن المصريون اذ عشنا حتي رأينا نظام مبارك الديناصوري يتلاشي و يتأكل وينهار في ثمانية عشر يوما فقط بعدما سرق ونهب مقدرات هذا البلد
اما الفن المصري فقد ساهمت بعض الأعمال الفنية غير المسئولة تحت مسمي الأبداع في الإساءة لمصر ولكل ماهو مصري حتي تصور بعض اخواننا لعرب أننا المادة الخام للرشوة و الفساد و التحرش و العشوائية و الشهوات والمخدرات و الخمور فمصر لم ولن تكن أبدا "دكان شحاتة" ولا المصري بلطجي مثل " إبراهيم الأبيض " وأعراضنا ليست "لحم رخيص " نرجو الله ان يهدي القائمين علي العمال الفنية التوقف عن كل ما هو مسئ لنا،
الخطأ الاستراتيجي :
الخطأ الاستراتيجي هو الخطأ الجسيم الذي يمكن أن تؤدي عواقبه الي أخطاء كارثية لا يحمد عقباه ويستغله الأعداء استغلالا لايمكن تصور أبعاده ونتائجه ،ولا أبالغ أن القرار السعودي المتسرع يقترب من مستوي هذه النوعية من الأخطاء فالقرار السعودي خاطئ تماما سواء من ناحية الهدف أو المضمون ومن حيث التوقيت غير الملائم لظروف الطرفين المصري و السعودي ،صحيح انه لا يمكن تبرير مافعله قطيع الغوغاء من فوضويين ويساريين وشيوعيين مرضي عقليا ونفسيا ومنهم المدفوع من قبل عناصر موالية لإيران،ولكن كان يمكن معالجة هذا الأمر بوسائل ديبلوماسة اخري ومتعارف عليها دوليا كالاحتجاج الرسمي وغيرها من الوسائل الأخري ،فهل هانت عليكم مصر الي هذه الدرجة –مصر الشقيقة الكبري كما تقولون وخاصة انها تمر بمنعطف خطير وحساس من تاريخها كان يستوجب منكم أن تقفوا الي جوارها ومساندة شعبها والكف عن حديث المساعدات الممجوج مثلما تفعلوا الآن مع تونس و ليبيا ولا اقول مثل دعمكم اللا محدود مع البحرين وأنت تعلموا يقينا أنها سوف تجتازها بسلام بإذن الله تعالي ،بدلا من ذلك استبعدتم الاقتراح الخاص بضم مصر الي مجلس التعاون الخليجي و استبدلتم مصر بالأردن و المغرب !! مع كامل الاحترام و التقدير للدولتين العربيتين الشقيقتين ،وهل هذا للحفاظ علي العروش الملكية المماثلة لكم في الخليج ؟! لن نذكركم بتفاصيل بالدور المصري الفعال في نهضتكم الحالية منهم ولا حتي بكسوة الكعبة التي كانت تخرج من مصر سنويا ، السعوديون يعلمون جيدا قبل غيرهم المخاطر الحالية المحيطة بالمنطقة العربية وخاصة تلك المحدقة بنا وبهم سواء من الداخل او الخارج نواجه مشكلات اقتصادية متنوعة فضلا عن تهديدات اسرائيلية متزايدة علي حدودنا مع تجدد الأطماع الصهيونية في إعادة احتلال سيناء وزيادة الاعتمادات المالية في الميزانية الاسرائلية المخصصة لهذا الغرض رغم الأزمة الاقتصادية هناك مع تعالي اصوات الحاخامات و المتطرفون اليمينيون بضرورة محاربة مصر وكسر شوكتها وتوطين أهل غزة في سيناء وهو الأمر الذي يلقي صدي في نفوس بعض الأشقاء الفلسطينيين ولأن في استعادة مصر لدورها القيادي الاقليمي هو بمثابة الانذار بزوال الدولة الصهيونية قريبا بإذن الله تعالي وحتي موعد الحرب حدده خبراءهم بأنه إما في النصف الثاني من العام الحالي او النصف الأول من العام المقبل ،فهل تقبل السعودية بكل ثقلها قيادة وشعبا هذا الموقف لمصر ؟ بالتأكيد لا ونحن علي يقين من ذلك ،وكما يحيط بنا الخطر الصهيوني نجد أخطار المخطط الصفوي المجوسي الايراني يقترب من حدودكم،النظام الايراني يلعب لعبته القذرة في تأجيج نار الفتنة وبث الكراهية في نفوس شيعة في الاحساء و القطيف ضدكم واستفزاز الشيعة الحوثيين اليميين لكم عبرمنطقة جبل الدخان ،والمخطط الصفوي أصبحت ملامحه ظاهره لتصدير المذهب الشيعي و محاربة اهل السنة في منطقة الخليج بصفة خاصة و المنطقة العربية بصفة عامة و لاسيما أن الأحقاد الدفينة للفرس تجاه العرب صارت واضحة تمام في الاعلام الايراني الذي يهاجمكم بلا توقف ،تلك الخطة التي تعرف بالخطة الخمسينية واعدها الخميني عليه من الله ما يستحقه ورجاله وبدأت ثمار باكورة نجاحاتها في العراق الذي يحكمه الان الشيعي المتطرف البغيض الدكتاتور المالكي و المرحلة الثانية تدور مخططاتها بنجاح ملموس في البحرين ،هذا بخلاف تعاون محور الشر الجديد الذي تنضم فيه ايران الي جانب كل من روسيا و الصين لدعم نظام الطاغية النصير بشار في سورية بمساعدة ذنب إيران الكبير الشيعي الطائفي حسن نصر الشيطان وحزب اللات في لبنان فقد تجمع اللئام الأوغاد وتوحدت اهدافهم ولكل منهم ثأر لدي المسلمين السنة ،قاتلهم الله جميعا ،فماذا فعلتم سوي الشجب وسحب السفير من سورية ؟! لقد ساويتم بين مذابح بشار ودمويته تجاه الشعب السوري الشقيق وبين مجموعة غوغائية فوضوية تظاهرت ضدكم في القاهرة !!كما لم تفعلوا نفس ردة الفعل تجاه إيران التي تهددكم ليل نهار وتؤلب عليكم الأقليات الشيعية في منطقة الخليج بأسره وآخرها تهديد أحد قادة أركان الجيش الايراني البريجادير مسعود جزائري الذي هدد بإحراق الخليج!! ثم ماذا فعلتم حيال الانتقادات الروسية العنيفة والتصريحات الشديدة وزير الخارجية الروسي لافاروف الملعون ضدكم لوقوفكم بجانب حق الشعب السوري في النجاة من النظام البعثي النصيري الجاثم فوق الشعب السوري منذ اكثر من اربعين عاما ،لا شئ يذكر مجرد بيان إدانة ولا اكثر منذ ذلك ،علي الرغم ان الحكومة السعودية قادرة علي ترويض الدب الروسي الذي أبدي استعداده لتغيير موقفه من التأييد الغبي لبشار ولكن بمقابل ،فقد ألمحوا و صرحوا وباحوا و المقابل معروف عقود لشركات روسية ودعم مالي لتعويض خسائرهم وأنصبتهم التي ضاعت في ليبيا والمشاركة في إعمار سورية بعد أن يذهب الكلب بشار و رفاقة في ستين داهية بإذن الله عما قريب ،ولكن لا مجيب!! و المتابع للاعلام الاسرائيلي و الايراني سوف يجد شماتة كبيرة في أزمتنا الحالية وفي مصائبنا و الفتن التي نعيشها وهذا قدرنا نحن وإياكم يسخر من العدو العاقل بفعل الأشقاء المجانين ،
أيها الأشقاء السعوديون الكرام يجوز هذا التصرف مع مصر ،ليس لهذه الأمة العربية بعد الله سبحانه وتعالي سوانا وسواكم ،نحن جميعا مطالبون بالسمو و الارتقاء فوق الصغائر و الأقزام و الأزلام حتي تستفيق الأمة من غفلتها وتنهض كالمارد من جديد وحينئذ وبأمر الله تعالي لن تستطيع أي قوة أن تقف امام أحفاد من غلبوا الرومان وقهروا الفرس .


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.