«الوطنية للانتخابات» تعزي أسرة موظف توفي أثناء التوجه للعمل بإحدى اللجان    هدوء نسبي في الساعات الأولى من اليوم الثاني لانتخابات مجلس النواب 2025    «الوطنية للانتخابات»: نتوقع إقبالاً أكبر في اليوم الثاني لانتخابات النواب    تقرير غرفة عمليات حزب المحافظين لليوم الأول من انتخابات مجلس النواب    «الوطنية للانتخابات»: المشهد الانتخابي عكس حالة من التوافق بين مؤسسات الدولة    ارتفاع أسعار الذهب في بداية تعاملات اليوم بالبورصة العالمية    أسعار الأسماك بسوق العبور اليوم الثلاثاء 11 نوفمبر 2025    10 قطاعات رئيسية.. تعرف على الفرص الاستثمارية المتاحة في مصر    صعود شبه جماعي لمؤشرات البورصة في بداية تعاملات الثلاثاء    أسعار الفراخ في البورصة اليوم الثلاثاء 11 نوفمبر    انقطاع المياه 6 ساعات عن مركز بلطيم لهذا السبب    الري: حملات مكثفة لإزالة التعديات على مجرى النيل بفرع رشيد    حماس: تصديق الكنيست على قانون إعدام الأسرى الفلسطينيين محاولة لتشريع القتل الجماعي    وزير الخارجية يتوجه إلى مدينة بورسودان    اليوم.. انضمام صلاح ومرموش ومصطفى محمد لمنتخب مصر في الإمارات    هشام نصر: عبد المجيد ومحمد السيد مستقبل الزمالك.. ولن نكرر نفس الخطأ    الشحات: لا أحد يستطيع التقليل من زيزو.. والسوبر كان «حياة أو موت»    بينهم أجانب.. مصرع وإصابة 38 شخصا في حادث تصادم بطريق رأس غارب    وزير العمل يوجه بإعداد تقرير عاجل حول حادث مصنع بالمحلة    انتخابات مجلس النواب 2025.. توافد الناخبين للإدلاء بأصواتهم أمام اللجان بأطفيح| صور    اليوم.. محاكمة 9 متهمين في «رشوة وزارة الصحة»    مهرجان تلال الفسطاط الشتوي يشهد حفلات لآمال ماهر وأحمد سعد.. وانطلاق الفعاليات الجمعة المقبلة    لحظة خروج جثمان إسماعيل الليثي من المستشفى استعدادًا لدفنه (فيديو)    وزير الصحة يستقبل نظيره الهندي لتبادل الخبرات في صناعة الأدوية    الصحة: الخط الساخن يستقبل 5064 مكالمة خلال أكتوبر بنسبة استجابة 100%    ضعف حاسة الشم علامة تحذيرية في سن الشيخوخة    حبس عاطلين لاتهامهما بسرق دراجة نارية فى طوخ بالقليوبية    مجلس الشيوخ الأمريكى يقر مشروع قانون لإنهاء الإغلاق الحكومى    ننشر كواليس لقاء وفد روسي رفيع المستوى بالرئيس السيسي    مرشح واقعة اللافتات الشهيرة بقنا على أحداث الأمس: انا لقيت عربية بطاطا قعدت أكل منها وسبت اللجنة"    هتندع.. عاجل من الأرصاد بشأن طقس اليوم الثلاثاء    عادل عبدالرحمن: الزمالك أنفق في الميركاتو الصيفي "أضعاف" الأهلي    حظك اليوم الثلاثاء 11 نوفمبر.. وتوقعات الأبراج    بعد تداول فيديو.. «الداخلية» تضبط سائق «ربع نقل» سار عكس الاتجاه في الجيزة    زلزال يضرب كريت باليونان| هل شعرت مصر بالهزة؟.. البحوث الفلكية توضح    بعد إصابة 39 شخصًا.. النيابة تندب خبراء مرور لفحص حادث تصادم أتوبيس سياحي وتريلا بالبحر الأحمر    بتوقيع عزيز الشافعي...بهاء سلطان يشعل التحضيرات لألبومه الجديد بتعاون فني من الطراز الرفيع    مجلس الشيوخ الأمريكي يقر تشريعًا لإنهاء أطول إغلاق حكومي في تاريخ البلاد (تفاصيل)    بينها حالات اغتصاب.. نزوح جماعي وانتهاكات بحق النساء في الفاشر (تفاصيل)    بسمة بوسيل تقف إلى جانب آن الرفاعي بعد طلاقها من كريم محمود عبد العزيز    انتخابات مجلس النواب.. تصويت كبار السن «الأبرز» فى غرب الدلتا    بعد إجراء الكنيست ضد الأسرى الفلسطينيين.. بن غفير يوزع البقلاوة (فيديو)    طبقًا لإرشادات الطب الصيني.. إليكِ بعض النصائح لنوم هادئ لطفلك    بعد دخوله العناية المركزة.. ريم سامي تطمئن الجمهور على نجلها    نورهان عجيزة تكشف كواليس اليوم الأول للمرحلة الأولى بانتخابات النواب 2025 في الإسكندرية    في ثاني أيام انتخابات مجلس نواب 2025.. تعرف على أسعار الذهب اليوم الثلاثاء    القنوات الناقلة لمباراة الكاميرون ضد الكونغو الديمقراطية في تصفيات كأس العالم    يمهد الطريق لتغيير نمط العلاج، اكتشاف مذهل ل فيتامين شائع يحد من خطر النوبات القلبية المتكررة    «في مبالغة».. عضو مجلس الأهلي يرد على انتقاد زيزو بسبب تصرفه مع هشام نصر    محدش يزايد علينا.. تعليق نشأت الديهى بشأن شاب يقرأ القرآن داخل المتحف الكبير    4 أسابيع من التقدم.. حظ برج الدلو اليوم 11 نوفمبر    بي بي سي: أخبار مطمئنة عن إصابة سيسكو    مروان عطية: جميع اللاعبين يستحقون معي جائزة «الأفضل»    هل يظل مؤخر الصداق حقًا للمرأة بعد سنوات طويلة؟.. أمينة الفتوى تجيب    دعاء مؤثر من أسامة قابيل لإسماعيل الليثي وابنه من جوار قبر النبي    انطلاق اختبارات مسابقة الأزهر الشريف لحفظ القرآن بكفر الشيخ    ما حكم المشاركة في الانتخابات؟.. أمين الفتوى يجيب    د.حماد عبدالله يكتب: " الأصدقاء " نعمة الله !!    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



أفضل الوسائل لمواجهة التخرصات الإيرانية إتجاه العرب/3
نشر في شباب مصر يوم 09 - 07 - 2011

"إن على القوى الأجنبية في المنطقة أن تقبل بقدرة نفوذ إيران في قضايا العراق وفلسطين ولبنان وأفغانستان والخليج الفارسي ومضيق هرمز". اللواء رحيم صفوي من كبار المستشارين العسكريين الإيرانيين للخامنئي.
تحفيز الأمم المتحدة والإتحاد الأوربي لإتخاذ عقوبات صارمة ضد إيران ومنعها من الحصول على الأسلحة النووية. لأنها تمثل تهديد حقيقي للمصالح العربية ودول الخليج بالدرجة الأولى. والمساهمة الجدية في منع وصول السلع المحظورة التي تمكن النظام الإستفادة منها في برنامجها النووي. ويخطأ من يظن إن هذا السلاح سيوجه إلى دول أخرى غير الدول العربية. فعلاقات إيران مع دول الجوار -غير العربية- جيدة ومبنية على الإحترام المتبادل وعدم التدخل في الشئون الداخلية على العكس من علاقاتها مع العرب. وهي لا تجرأ على الإصطدام بتلك الدول سيما بعد إحتلالها العراق وسيطرتها على مفاصل حيوية في إفغانستان وتصدير الثورة إليها. كما إنها لم تهدد أو تتدخل في الشؤون الداخلية لدول الجوار الأخرى ولم تعلن عن أطماع توسعية فيها. وقد أشار (عدنان سلمان) رئيس المكتب السياسي لحزب التضامن الديمقراطي الأهوازي الى هذه النقطة بقوله" إن إيران تبحث عن مآربها وتحاول ركوب موجة التغييرات في العالم العربي، فلماذا لم تتدخل إيران في شؤون باكستان عندما تعرض الشيعة فيها للقمع؟ لكنها اليوم تحاول عبر البحرين التدخل في الخليج بأسره".
الحقيقة إنه بدون السلاح النووي تهدد إيران العرب وتتدخل في شؤونهم الداخلية فما بالك وهي تمتلك هذا السلاح الفتاك الذي سيزيد غطرستها وعنجهيتها؟ كما إنها بدون السلاح النووي تتحدى الإرادة الدولية ولا تحترم قرارات مجلس الأمن والشرعية الدولية. فكيف سيكون الموقف وهي تمتلكه؟ من جهة أخرى رأينا القوة التفاوضية الإيرانية مع الأمريكان في العراق وإفغانستان حيث أثبتت بجدارة إن نفوذها في هذين البلدين يضاهي من نفوذ الأمريكان. وهذه حقيقة من ينكرها يجهل أبجدية ميزان القوى وطبيعة الأوضاع في العراق وافغانستان. ولاشك إن هذه القوى التفاوضية ستتضاعف مع إمتلاكها السلاح النووي، وبالتالي سيتضاعف تهديدها للدول العربية. مما يحتم على الدول العربية تبني قرارات الأمم المتحدة والإتحاد الأوربي في تشديد الحظر على الجانب الإيراني، وتقديم كل الدعم المالي والمعنوي لمنع إيران من الحصول على هذا السلاح الذي سيوجه حتما للدول العربية فلا عدو لإيران غير العرب. وتأريخ العلاقات العربية- الفارسية يؤكد تلك الحقيقة المًرة. أما موضوع إمكانية إستخدامه ضد الكيان الصهيوني فهو المحال بعينه! وقد أكدته وزيرة الخارجية الصهيونية تسيفي ليفني بقولها " إن بلادنا بأمكانها التعايش مع القنبلة النووية الإيرانية"! ولا تحتاج الجملة إلى شرح مفصل.( للمزيد حول العلاقات الإيرانية الصهيونية، مراجعة مقالاتنا - عمامة الملالي وطاقية اليهود 1-6 أجزاء).
أما من يأمل من حصول إيران على- بالقنبلة النووية الشيعية- كما سماها البعض ممن يعيش الألفية الثالثة بعقلية العصر الحجري. فإنها مهزلة المهازل،لأن الأسلحة النووية تعمل بآلية المصالح الستراتيجية وليس المذاهب الفقهية. يرسمها علماء ومختصين وليس دجالين وسحرة. ونسأل أصحاب هذا الإعتقاد الساذج: هل القنبلة النووية الباكستانية هي سنية؟ حسنا! ماذا حققت للسنة؟ الم تقف دولة القنبلة النووية (الباكستان) مع قوات الغزو الأمريكي المساندة للشيعة ضد سنة أفغانسان؟
لنقرأ هذا التصريح المؤدلج لسكرتير المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني علي لاريجاني ونرى كيف يلعب النظام على الحبلين ويستغفل العرب بإثارة مشاعرهم بالكلام فقط دون الفعل. يذكر لاريجاني بأن إيران توافق على وقف برنامج تخصيب اليورانيوم" مقابل حصول شيعة الخليج على حقوقهم"! لكن على النقيض منه، جاء في المذكرة السرية التي كشفتها هيئة الإذاعة البريطانية بأن إيران" وافقت على قطع مساعداتها" لحزب الله اللبناني وحركة حماس والميليشيات العراقية مقابل حصولها على إمتيازات خاصة بشأن ملفها النووي". إنها مناورة ومساومة رخيصة! فتارة مع الفلسطينينن وتارة مع شيعة الخليج! لكن الثابت أنها تعمل وفق مصلحتها الوطنية. وهذا حقها الخالص ولا عيب فيه، ولكن نعيب أنفنسنا في قصورنا عن فهم وتحليل الأحداث وفق منطق سليم.
فضح الموقف الإيراني المتاجر بالقضية الفلسطينية: إن موضوع التضاد بين النظامين الإيراني و الصهيوني خدعة ماكرة أسقطت مع غزو العراق بعد أن إنطلت مدة طويلة على بعض السذج والجهلة. فالعلاقات - خارج إطار الضجة الإعلامية المفتعلة- بين الطرفين على أحسن ما يرام. وتلك الثرثرة الغرض منها خداع العرب وبالذات الفلسطينيين حيث إنجرف مع هذه الأطاريح الوهمية عدد من القياديين والجماهير مع الأسف الشديد. فهذا خالد مشعل يصرح بأن " حماس هي الإبن الروحي للإمام الخميني". وما قدمته إيران للفلسطينينن من مال وبشر لا يعادل الواحد من المليون مما قدمه العرب للفلسطينيين من مليارات وتضحيات بشرية ومالية ومادية. ولم يكتف مشعل بإطفاء شعلة العرب في فلسطين بل تمادى إلى حد الصفاقة بإرساله تقريرا إلى الخامنئي حول معارك غزة الأخيرة مفتتحا أياه" الى الخامنئي ولي أمر المسلمين"! فقد أسبغ باللقب من لا يملك هذا الحق لمن لا يستحقه.
وبهذه المناسبة نذكر عسى أن تنفع الذكرى! فربما تناسى البعض الشعارات التي رفعها الخميني وأركان نظامه مع بداية الثورة الإيرانية بأن" طريق تحرير القدس يمر عبر كربلاء"! وقد حررت قوى الإستكبار العالمي- وفق تسمية إيران- كربلاء بالنيابة عن نظام الملالي، وهيأوا طريق القدس لهم منذ غزو العراق عام 2003، والمثير في الأمر! ما تزال قواتهم جامدة في كربلاء ولم تبرحها لتحرير فلسطين بعد! فهل تبين للولي الفقيه وجود خطأ في جغرافية المنطقة؟ إم إنه الضحك على ذقون العرب من خلال تبني مواقف زائفة؟
ربما يحاججنا البعض بأن فلسطين عربية وليس فارسية. ومن الأولى أن يحرر العرب فلسطين وليس الإيرانيين فما شأنهم بفلسطين؟ نجيبه هذا صحيح ولكن لماذا تتبجح إيران دائما بإلتزامها بالقضية الفلسطينية وتبالغ في تعظيم دورها؟ كما إنه لم يطلب أحدا من إيران أو يتوسلها لتحرير القدس وإنما هي التي رفعت هذا الشعار منذ بداية الثورة الخمينية، وتنصلت منه وشتان بين طريقي كربلاء والقدس. فالقدس ليست روما لتؤدي كل الطرق لها.
ليتذكر البعض جرائم ميليشيا جيش المهدي ضد الفلسطينيين المقيمين في العراق، حيث قتل المئات منهم وشردوا بدون اي مبرر أو منطق. أشقاء عرب هجروا وطنهم الأصلي واحتضنهم العراق بكل حنان ودفء. كما إن إقامتهم في العراق سبقت تولى حزب البعث الحكم في العراق. وهم لا يتحملوا أية مسئولية سياسية في ما حدث أو ما يحدث في العراق. إنها جريمة كبرى أن يحملوا أي مسئولية. كانت نداءات وتوسلات القيادة الفلسطينية لرئيس جمهورية العراق الطالباني ورئيس الوزراء المالكي لوقف تلك المجازر كزوبعة في فنجان. فأضطر بعض الفلسطينيين إلى الهروب مع عوائلهم قرب الحدود العراقية الأردنية وسكنوا خيما رثة بلا ماء ولا غذاء ولا خدمات صحية وتوفي بعضهم بسبب الأمراض. إلى أن قامت الأمم المتحدة بإعادة توطين بعضهم في الدول الأوربية المسيحية! بعد أن يأست من إستجابة الدول العربية الإسلامية لإسعاف هؤلاء المنكوبين وأطفالهم.
لا أحد يجهل إن جيش المهدي صنيعة إيران تأسيسا وتدريبا وتمويلا وتسليحا. وقائده مقتدى الصدر يقيم في إيران بحجة تفرغه للدراسة، لكنه في الحقيقة يخدم الخامنئي ويتسلم منه الأوامر. كما إن المخابرات الإيرانية هي التي تدير دفة هذه الميليشا الإرهابية مع سكوت مريب من قبل الأمريكان! فمن يدعي دعم الفلسطينين وقضيتهم المركزية من الأولى به أن يكفيهم شره. لا أن يقتلهم ويشردهم كما جرى في العراق. وقد حذر مؤخرا الأستاذ الدكتور عبد الله النفيسي من نجاح إيران في شراء ولاء الأحزاب والتنظيمات العربية في جميع الاتجاهات، لذلك لا يضرها مثلا منح حركة حماس( 23 مليون دولار شهرياً). فهي " تتكئ على القضايا العربية كالقضية الفلسطينية لتمرير أهدافها من خلال إظهار مساندتها والتعاطف معها وصولاً إلى هدفها الحقيقي وهو اإختراق العرب" وقد أخترقه فعلا من شرقه إلى غربه.
أما تصريحات الخامنئي ونجادي المعادية للكيان الصهيوني فهي فقاعات إعلامية ما أن ترتفع قليلا وتلامس الهواء إلا وإنفجرت دون أن تخلف أثرا. إذا تركنا فضيحة (إيران غيت) جانبا بسبب ضرورات الحرب مع العراق. بإعتبار الضرورات تكسر المحرمات. فإن التعاون بين الجانبين يشمل معظم القطاعات ولاسيما العسكرية والتجارية. ونستذكر تصريح وزير الداخلية (منير شطريت) بأن "بلاده لا تنوي مهاجمة إيران مهما إشتدت الأوضاع". وكذلك تصريح الرئيس نجادي بأن" إيران لا تشكل خطرا على الغرب ولا أيضا على إسرائيل" كما أدلى في أيلول عام 2008 بتصريح خطير لصحيفة( نيويورك ديلي نيوز) جاء فيه بأن إيران " مستعدة للإعتراف بإسرائيل". وفي آخر الأخبار بهذا الصدد - لم يفندها لحد الآن أي مسئول إيراني- " أكدت شركة (عوفر برذرز غروب) الإسرائيلية للملاحة البحرية أن رسو سفنها في الموانئ الإيرانية لنقل النفط خلال السنوات الماضية كان بموجب مصادقة الجهات ذات العلاقة في الحكومة الإسرائيلية منذ العام 2002 وحتى العام 2010 رغم العقوبات المفروضة على إيران في محاولة لوقف تطوير برنامجها النووي". علق يوسي ميلمان محلل الشؤون الستراتيجية والاستخبارية في هآرتس بأن" القانون الإسرائيلي ليس واضحا فيما يتعلق بتعريف إيران كدولة عدو أم غير عدو! فكل وزارة تضع تعريفا خاصا بها". ربما يحاججنا البعض بوجود دول عربية تتعامل مع الكيان الصهيوني ولها علاقات دبلوماسية وتجارية! نجيب: هذا صحيح ولكنهم يمارسونها في الضوء وليس في الكواليس. كما إن هذه الدول لا تتبجح بتبنيها القضية الفلسطينية ولم تهدد بإزالة الكيان الصهيوني من الخارطة كسفسطة نجادي وغيره.
لا فرق بين الإستعمار الأمريكي والصهيوني والإيراني. الإستعمار واحد مثله مثل الإرهاب مهما كان شكله ودينه وهويته وجنسيته. فإحتلال فلسطين من قبل الكيان الصهيوني وإحتلال امريكا للعراق وإحتلال إيران للأحواز والجزر العربية الثلاث كأضلاع المثلث المتساوية. وهذا يستدعي التعامل مع هذه القضايا المصيرية بمسطرة واحدة. ويستلزم هذا الأمر رفع مشاريع قرارات تدين هذه الإحتلالات في مجلس التعاون الخليجي والجامعة العربية ومنظمة المؤتمر الإسلامي وبقية المنظمات الأقليمية، من ثم العمل على نقل تلك المشاريع الى مجلس الأمن بغية المناقشة والتوثيق. مع ضرورة التوعية الجماهيرية لهذه المسائل من خلال توثيقها في الكتب المدرسية وتسليط أضواء وسائل الإعلام عليها. إنها رسالة بليغة لا بد أن تقرأها الأجيال القادمة.
ونود أن نشير بهذا الصدد إلى أهمية توثيق ما يجري في العراق حاليا من إنتهاكات إيرانية وتركية عربية ضد الشعب العراقي. فإذا كان حكام العراق يرضعون من ثدي النظام الإيراني ويسكتون عن جرائمهم، فإن الشعب العراقي في ذمة الأنظمة العربية ولا يجوز السكوت عما يجري فيه.
لا يمر شهر دون أن تنتهك القوات الإيرانية والتركية سيادة العراق الملثومة من خلال الهجوم على القرى في شمال العراق بحجة ملاحقة قوى المعارضة. ومن المؤسف إن هذه الإنتهاكات تمر بلا ردود فعل عربية ولا نقول عراقية لأن العراق بلد محتل ويحكمه أزلام الخامنئي فليس من المعقول أن يشكو تلك الإنتهاكات للولي الفقيه في طهران! وما ذكرته صحيفة الواشنطن بوست " بأن يتحول العراق إلى عاصمة إيرانية بعد رحيل القوات المحتلة الأمريكية من العراق نهاية عام 2011" هو واقع حال جاري فعلا على قدم وساق. وهذا مثال عما يجري في شمال العراق دون أن يأخذ طريقه إلى أبواب الشرعية الدولية. جاء في الأخبار تعرض عدد من القرى الحدودية شمال العراق" لقصف مدفعي تركي إيراني تركز في أطراف ناحية سيدكان بقضاء سوران شرق أربيل ومنطقة خاكورك. كما قصفت المدفعية الإيرانية مناطق حدودية في المناطق الشمالية المحاذية للحدود الإيرانية منها مناطق ميركسير، وكاني رش، وتاكي شين، التابعة لقضاء جومان بمحافظة أربيل". إستمر القصف الإيراني خلال العشرة أيام الأولى من الشهر الجاري بلا إنقطاع.
كالعادة! لا توجد أية رود فعل من قبل الحكومة المركزية أو حكومة كردستان حول المئات من تلك الإنتهاكات شبه اليومية. وهذا القيادي سامان فوزي من التحالف الكردستاني والنائب عن ائتلاف الكتل الكردستانية يعبر عن حقيقة الموقف تجاه العدوان بقوله" لا يوجود أي عمل جدي للحكومة الأتحادية لوقف القصف الايراني والتركي على حدود اقليم كردستان. ولا يوجد أي مبرر لقصف الأراضي العراقية من قبل الجيران، بحجة تواجد معارضين للبلدين في هذه المناطق الجبلية، فهذا المبرر ليس له مسوغ قانوني! وإن المتضرر الوحيد هم أهالي المناطق التي تتعرض للقصف". من حقنا أن نتساءل ماذا تعتبر هذا الأفعال حسب القانون الدولي؟
جاء تعريف العدوان في ميثاق الأمم المتحدة بأنه يعني من ضمن ما يعني: أولا. قيام القوات المسلحة لدولة ما بغزو إقليم دولة أخرى أو الهجوم عليه. أو أي احتلال عسكري، ولو مؤقتا، ينجم عن مثل هذا الغزو أو الهجوم،. أو أي ضم لإقليم دولة أخرى أو لجزء منه باستعمال القوة. ثانيا. قيام القوات المسلحة لدولة ما بقذف إقليم دولة أخرى بالقنابل، أو استعمال دولة ما أية أسلحة ضد إقليم دولة أخرى. إذن هذه الإنتهاكات الإيرانية والتركية تعد نوعا من العدوان؟ فلماذا السكوت عنها؟ وهل هناك حكومة تحترم شعبها وهي تراه يتعرض للعدوان بشكل مستمر دون أن تحرك ساكنا؟ من جهة أخرى فإن الإنتهاكات التي تمارسها الميليشيات الإرهابية صنيعة إيران أو الموالية لها ضد الشعب العراقي، تدخل أيضا ضمن مفهوم العدوان. فقد جاء في نفس المادة بأنه من أشكال العدوان" إرسال عصابات أو جماعات مسلحة أو قوات غير نظامية أو مرتزقة من قبل دولة ما أو بإسمها تقوم ضد دولة أخرى بأعمال من أعمال القوة المسلحة تكون من الخطورة بحيث تعادل الأعمال المعددة أعلاه، أو اشتراك الدولة بدور ملموس في ذلك". ودور الحكومة العراقية في دعم تلك الميليشيات الإرهابية يتم في ضوء الشمس وليس في الظلام. وآخرها الإستعراض العسكري الذي قام به جيش المهدي مؤخرا في العاصمة بغداد تحت حماية الجيش والشرطة وإبتسامة خبيثة من إدارة الغزو.
فتلك الميليشيات في حقيقتها هي الأذرع العسكرية للأحزاب القائمة. ففيلق بدر هو الذراع العسكري للمجلس الأعلى للثورة الإسلامية، وجيش فاطمة هو الذراع العسكري لحزب الدعوة، وجيش المهدي هو الذراع العسكري للتيار الصدري وهكذا. ناهيك عن دور فيلق القدس والحرس الثوري الإيراني في العراق.
للحديث بقية بعون الله.
علي الكاش
[email protected]


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.