أعلن وزير الدفاع الإيراني، العميد أحمد وحيدي توقيع اتفاقات بين طهران وثلاث دول خليجية تتعلق بالتعاون الأمني. ونقلت قناة "الجزيرة" عن وحيدي أن بلاده وقعت مذكرات تفاهم أمنية ثنائية مع قطر وعُمان والكويت، تتضمن منع استخدام أراضي كل منها لهجوم ضد أي منها.
وأضاف أن هذه المذكرات تشمل بنودًا عدة تندرج في إطار الدفاع المشترك.
وكانت كل من إيران وقطر قد وقعت، الأربعاء، في العاصمة القطرية الدوحة على مذكرة للتعاون الدفاعي بين البلدين، ووقع على المذكرة من الجانب القطري رئيس هيئة الأركان المشتركة في القوات المسلحة القطرية، اللواء الركن حمد بن علي العطية، ومن الجانب الإيراني وزير الدفاع الإيراني، العميد أحمد وحيدي.
وعلى صعيدٍ آخر، نقلت صحيفة "الراي" الكويتية عن مصادر عسكرية كويتية مسؤولة تأكيدها أنه لم يتم توقيع مثل هذه الاتفاقية بين الكويت وطهران بصورة مباشرة، لكنها أكدت في الوقت نفسه أن الكويت تلتزم على الدوام وكمبدأ سياسي وعسكري عدم استخدام الأراضي في الاعتداء على دول أخرى، وهي ضمنت هذا المبدأ في كل الاتفاقيات ومذكرات التفاهم المعقودة مع الدول الصديقة، بحيث يحرص على تأكيد مفهوم عدم استخدام أراضي الدولتين في الاعتداء على أي منهما.
ولفتت المصادر إلى أن الكويت سبق أن أكدت هذا المبدأ لدى توقيع مذكرات التفاهم مع جميع الدول التي ساهمت في حرب تحرير العراق.
وفي غضون ذلك، كشفت منظمة إسلامية بمنطقة الأحواز عن استعدادات يقوم بها الحرس الثوري لبناء ترسانة أسلحة إيرانية تحوي رؤوسًا كيماوية موجهة لدول في منطقة الخليج استعدادًا لمواجهات محتملة بهذه المنطقة.
إيران تدعو للاعتراف بنفوذها وكان مستشار عسكري للمرشد الأعلى في إيران علي خامنئي قد دعا، مؤخرًا، القوى الأجنبية إلى أن تقبل بقدرة نفوذ إيران في المنطقة، وتحديدًا في قضايا العراق وفلسطين ولبنان وأفغانستان والخليج ومضيق هرمز.
ووصف اللواء سيد يحيى صفوي، مستشار خامنئي للشؤون العسكرية، القوى الأجنبية ب "المحتلة في المنطقة" وقال "إن إيران في الوقت الحاضر تمتلك وزنًا أكبر من جميع الدول المحيطة بها من الناحية الجيوسياسية، وحتى في دول جنوب غرب آسيا، حيث أن مكانة الجمهورية الإيرانية لا يمكن مقارنتها مع أي من دول المنطقة".
وأضاف أن لبلاده "دورًا مصيريًا في ضمان أمن وسلام هذه المنطقة الحساسة التي تشمل الخليج، وبحر عمان ومضيق هرمز من النواحي السياسية والاقتصادية والثقافية والعسكرية، كما يمكن القول إن إيران لديها دور مصيري في المعادلات الأمنية والسياسية والاقتصادية والثقافية في جنوب غرب آسيا".
وأشار صفوي إلى أن قدرة إيران العسكرية "هي قدرة رادعة وتشمل ما بين 10 إلى 12 مليونًا من أفراد التعبئة (البسيج) وعدة ملايين من أفراد القوات المسلحة، وأن الأمريكيين يأخذون هذه القدرة العسكرية في حساباتهم ويدركون أنهم إذا تسببوا بمشكلة لإيران فإنها ستتسبب بمشكلة لهم".
وفي وقتٍ سابق، أعلنت إيران رفضها لاستخدام الكويت عبارة "الخليج العربي" في منشورات وزعت في الأعياد الوطنية، ودعت بنبرة تهديدية دول الخليج إلى عدم "إثارة حفيظة" الشعب الإيراني.
ونقلت وكالة أنباء "فارس" الإيرانية عن المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، رامين مهمانبرست تأكيده أن استخدام "أية مفردة مزورة" ل "الخليج الفارسي" هو أمر مرفوض من قبل الجمهورية الإيرانية, مضيفًا أن الأممالمتحدة أقرت هذا الاسم, و"لذا فإن إطلاق أي اسم غيره ترفضه طهران".
وأشار المتحدث الإيراني إلى ما وصفته الوكالة الإيرانية ب "مسألة توزيع منشورات تحمل الاسم المزور للخليج "الفارسي" في مراسم يوم العيد الوطني الكويتي", قائلاً إن "ما تتوقعه إيران من الدول الشقيقة والصديقة في المنطقة هو الاهتمام بمواضيع أكثر أهمية مثل الذي تشهده منطقة "الخليج الفارسي" والشرق الأوسط, بدلًا من تناول هذه القضايا الهامشية التي لن تؤدي سوى إلى سوء الفهم ومسائل تثير حفيظة الشعب الإيراني إزاء سيادته الوطنية وقيمه".
هذا ويؤكد مراقبون أن التصريحات الإيرانية القاضية بتسمية الخليج العربي "بالفارسي" دليل على المشروع الإيراني في المنطقة والذي يقضي "بفرسنة" الدولة وتنمية الانتماء الشيعي على حساب جذورها الإسلامية, وسعيًا منها لبسط نفوذها على الخليج والدول المطلة عليه, والتي تقول تقارير: إن المذهب الإيراني الشيعي آخذ في الانتشار بها.
وتُبدي دول عربية على رأسها السعودية اعتراضها على تسمية الخليج العربي ب"الخليج الفارسي".
واعترضت المملكة العربية السعودية، في شهر أبريل الماضي، على وضع كلمة "الخليج الفارسي" على ميداليات ومطبوعات دورة ألعاب التضامن الإسلامي التي كانت ستستضيفها إيران وألغيت فيما بعد لهذا السبب, وطالبت بتغييرها أو حذفها.
هذا وكانت بعثة فريق الأهلي الإماراتي لكرة القدم قد هوجمت وتعرضت لمضايقات وانتقادات قوية في إيران، على خلفية تكرار استخدام مترجم مدرب الأهلي للفظ الخليج العربي خلال المؤتمر الصحافي الذي سبق المباراة.
وكشفت مواقع إخبارية أحوازية أن عددًا من الصحافيين الإيرانيين هاجموا بشكل كبير مترجم مدرب الأهلي الهولندي هنك تن كات، لإصراره على استخدام لفظ الخليج العربي.
وفي سياقٍ متصل، أمهلت إيران شركات الطيران الأجنبية 15 يومًا لإجراء تعديلات على شاشاتها لوصف الخليج العربي الذي يفصل بينها وبين جاراتها جنوب البلاد بالخليج "الفارسي"، مؤكدة أنها ستُمنع من الطيران في مجالها الجوي إلا إذااتخذت ذلك الإجراء.
جاء ذلك عقب طرد مضيف جوي يوناني في شركة "كيش إير" الإيرانية للطيران من عمله بعد شجار مع ركاب حول استخدام عبارة "الخليج العربي" بدلًا من "الخليج الفارسي".