"التموين": عجز فى بنزين 92 والأزمة تتفاقم فى جميع المحافظات.. وسائقون يغلقون طريق العريش الدولى بسبب نقص السولار.. ومحتجون يقطعون طريق "القاهرة أسوان الغربى" والطريق المؤدى للمناطق الأثرية بالأقصر

كتب مدحت وهبة ومحمد فرج وحسن مشالى وعبد الله صلاح ومحمد سليمان ومصطفى جبر ومعتز الشربينى ومحمد عز والسيد فلاح وياسر عبد اللطيف ومحمد حسين ويوسف أبو الوفا
امتدت أزمة نقص الوقود لبعض محافظات الجمهورية وزادت حدتها فى محافظات أخرى، فيما أكد الدكتور مجدى وصفى، مدير عام شئون الدعم بوزارة التموين والتجارة الداخلية، أن هناك عجزا فى كميات بنزين 92 الواردة إلى محطات الوقود بنسبة 20%، لافتا إلى أن الوزارة تلقت من بعض المديريات فى محافظات الدقهلية والشرقية والمنيا شكاوى بشأن عجز كميات البنزين، وكذلك فى بعض مناطق الجيزة والقاهرة، وتمت مخاطبة وزارة البترول بشأن ضخ كميات إضافية فى المناطق التى تعانى عجزا فى الكميات.
وأضاف مدير عام شئون الدعم أن معدل الاستهلاك اليومى من بنزين 92 يبلغ 8 آلاف طن يوميا، فى حين أن الضخ حاليا يقرب من 7 آلاف طن فقط، الأمر الذى يتطلب زيادة ضخ الكميات، إضافة إلى أن معدل ضخ كميات بنزين 80 يبلغ 8.2 ألف طن يوميا، موضحًا أن أجهزة الرقابة بوزارة التموين تواصل تكثيف الرقابة على محطات الوقود ومنافذ بيع المواد البترولية بشكل مستمر، للتأكد من توافر البنزين وبيعه بالسعر المحدد، على أن يتم تحرير محاضر للمخالفين واتخاذ الإجراءات القانونية ضدهم.
وأشار "وصفى" إلى أنه يتم تشكيل مجموعات عمل باستمرار لمتابعة السيارات المحملة بالمواد البترولية من مصانع التعبئة وحتى وصولها إلى محطات الوقود وبيعها للمواطنين بالسعر الرسمى، ولمنع تلاعب البعض فى الاموال المخصصة لدعم السولار أو البنزين.
وأدت الاشتباكات التى وقعت أمس الاثنين بين مواطنين على أسبقية الحصول على الوقود بمحطة تموين سيارات 101 برأس البر إلى تحطيم واجهات المحطة، وإصابة أحدهما بعدة طعنات فى ساقه ونقله إلى مستشفى رأس البر، وإغلاق المحطة.
وانتقل إلى موقع الأحداث العميد علاء فراج مأمور قسم رأس البر، وجارى تحرير محضر بالواقعة واتخاذ الإجراءات القانونية.
كما حاول، مساء الاثنين، بعض المواطنين اقتحام محطة وقود بمدينة كوم أمبو بالقوة للحصول على كمية من الوقود دون الالتزام بالطوابير الممتدة للشوارع الجانبية المجاورة للمحطة.
وتطور الموقف إلى مشادة كلامية تطورت إلى مشاجرة بالأسلحة البيضاء، ما أدى إلى إصابة أحد أفراد الأمن، وتمكنت قوات الأمن من فض الاشتباك بإلقاء قنابل الغاز المسيلة للدموع.
ونجحت قوات الحماية المدنية بالأقصر، أمس، فى السيطرة على حريق محدود شب فى محطة وقود بقرية النمسا مركز إسنا جنوب الأقصر، حيث تلقى اللواء خالد ممدوح، مدير أمن الأقصر، إخطارا من اللواء أحمد رشاد مدير إدارة الحماية المدنية يفيد بنشوب حريق فى طلمبة الوقود الخاصة بمحطة وقود قرية النمسا، على الطريق الصحراوى الغربى، مما أسفر عن إصابة ثلاثة أشخاص بحروق سطحية.
تمت السيطرة على الحريق وحرر محضر بالواقعة وأخطرت النيابة التى باشرت التحقيقات بإشراف المستشار محمد فهمى المحامى العام لنيابات الأقصر.
ووفى الأقصر أيضًا تمكنت الأجهزة الأمنية والقيادات الشعبية من إقناع الأهالى بفتح طريق القاهرة أسوان الغربى، والطريق السياحى المؤدى للمناطق الأثرية بالقرب من قرية البعيرات، بعد إغلاقه احتجاجا على أزمة الوقود.
وقطع العشرات من سائقى التوك توك بمدينة بلطيم، بكفر الشيخ، الطريق الموصل لإحدى محطات البنزين (طريق بلطيم- الموقف العمومى)، اعتراضا على تصاعد أزمة السولار والبنزين وارتفاع سعر البنزين.
وأغلق السائقون الطريق بالتكاتك مما أدى لتكدس السيارات، وسلوكها شوارع فرعية، وتسبب ذلك فى حاله شديدة من الغضب بين المواطنين.
ونجحت الجهات الأمنية بشمال سيناء فى فتح طريق العريش الساحلى الدولى المار بمدينة العريش، بعد أن تم قطعه، عصر الاثنين، من قبل سائقين احتجاجا على انعدام الوقود بالمحافظة.
وكان سائقون قد تجمعوا بالطريق الدولى أمام محطة وقود بالمساعيد، ومنعوا حركة السير مطالبين بتوفير الوقود. ويذكر أن محافظة شمال سيناء تعيش أزمة وقود صارخة، وبحسب أهالى، فإن سعر لتر البنزين ارتفع فى السوق السوداء إلى 20 جنيها.
وتتزايد حالة الاستياء بين المواطنين، وخاصة أصحاب السيارات، من تواصل أزمة نقص الوقود بمحافظة مطروح، خاصة بمدينة مرسى مطروح العاصمة، وكذلك على الطريق الدولى، بسبب عدم كفاية الحصص المخصصة للمحافظة من البنزين والسولار، والتى تم زيادتها مع بداية موسم الصيف السياحى بسبب تزايد أعداد المصطافين ورحلات اليوم الواحد المتوافدة من المحافظات الأخرى، إضافة إلى الشاحنات المتجهة والقادمة من ليبيا والتى لا تجد احتياجاتها من الوقود بالمحطات على الطريق الدولى، فتلجأ للمحطات داخل المدن.
وتنتشر طوابير سيارات الأجرة والنقل والشاحنات المتجهة إلى منفذ السلوم فى طريقها للأراضى الليبية، والقادمة منها أمام المحطات للتزود بالوقود من داخل المدينة، بعد الفشل فى الحصول على السولار من المحطات المنتشرة على الطريق الدولى، ولم يقتصر الأمر على نقص السولار، حيث ظهرت أزمة نقص بنزين 80، مما دفع أصحاب السيارات للتزود ببنزين 90 و92، مما أحدث فيهما نقصا.
كما امتدت الطوابير أمام جميع محطات الوقود، سواء كان متوفرا بها أو انتظارا لوصول حصة المحطات، فى مشهد غير مسبوق بالمحافظة، وهو ما يثير استياء وغضب المواطنين من أصحاب سيارات الأجرة والنقل بسبب توقف عملهم وتأثرهم اقتصاديا، فيما استاء أصحاب السيارات بسبب تعطل مصالحهم، كما امتد الاستياء إلى المصطافين، نظرا لإهدار وقت تنزههم وأوقات كثيرة من إجازة المصيف فى الوقوف بطوابير البنزين، وتأخر المسافرين لساعات حتى يحصلوا على الوقود.
وتشهد مدينة طنطا والطرق الرئيسية بها حالة من الشلل المرورى التام، بسبب انقطاع الكهرباء بشكل دورى منذ السابعة صباحا، وبرغم وجود الوقود فى المحطات إلا أنها عجزت عن العمل بسبب انقطاع التيار الكهربائى، مما تسبب فى سخط الأهالى والسائقين.
وكانت الكهرباء انقطعت عن قرى مركز طنطا وخط طريق مصر إسكندرية الزراعى، بدءا من قرية سبرباى حتى قرية دفرة، مما تسبب فى شلل مرورى أمام المحطات على طريق مصر إسكندرية الزراعى، بدءا من التاسعة صباحا، ولم تعد الكهرباء حتى الثانية ظهرا فى الوقت الذى انقطعت الكهرباء داخل مدينة طنطا فى شارعى البحر والجلاء من الساعة الثانية عشرة حتى الثانية، وأغلقت المحطات أبوابها، واصطفت السيارات بعرض شارع البحر.
وأصدر اللواء سماح محمد قنديل، محافظ بورسعيد، تعليمات بغلق محطة تموين التعاون المواجهة لباب 21 الجمركى لامتناع صاحبها عن البيع بالمخالفة للقانون.
ومن جهة أخرى، أكد العقيد محمد المحروقى، مدير مباحث شرطة التموين "اليوم السابع"، أن اللواء سيد جاد الحق مساعد وزير الداخلية ومدير الأمن قام بحملة مكثفة على محطات المواد البترولية للقضاء على حرب الجراكن، لافتا إلى أن الحملة استهدفت محطات الوقود التى اتخذها بلطجية الجراكن لخلق سوق سوداء، ومنع وصول الحصص المدعمة من السولار والبنزين لمستحقيها من أصحاب سيارات السرفيس والأجرة وغيرهم من سائقى الشاحنات والسيارات الملاكى والدراجات البخارية، ما أدى إلى شلل وتكدس بحركة المرور بالشوارع والميادين.
وأكد "المحروقى" أنه تم القبض على بعض البلطجية الذين يتاجرون بالوقود وبيعه بأسعار تصل ل5 جنيهات للتر الواحد، وتعيين خدمات أمنية على 29 محطة وقود بناء على تعليمات مدير الأمن لضبط المخالفين وإحالتهم للنيابة العامة.
وفى محافظة قنا، أغلق العشرات من سائقى سيارات التاكسى السرفيس الداخلى، مساء الاثنين، ميدان الساعة والشوارع المؤدية إليه بوسط المدينة احتجاجا على عدم توفر البنزين 80 و90 وحتى 92 سواء بالمدينة أو بالقرى المجاورة، وأوقفوا حركة سير السيارات تماما من وإلى وسط المدينة.
وانتقلت الأجهزة الأمنية لمكان تأجج الأحداث لإعادة فتح الطريق وتسيير المرور داخل ميدان الساعة.